أميركا عينها على ليبيا.. «فيلق أوروبي- ليبي» على طاولة قمة «ناتو» غداً
تشرين:
يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى سريعاً للتعويض عن خسارتها لمواقعها في القارة الإفريقية، من خلال وضع عينها على ليبيا لتكون مركز النفوذ الأميركي الجديد مع السماح للأوربيين بأن يكونوا ضمن هذا المخطط، خصوصاً فرنسا التي تم طردها من القارة، دولة تلو دولة، ليأتي الدور على أميركا التي تستعد للانسحاب نهائياً من دولة النيجر بحلول أيلول المقبل.
وكانت واشنطن أعلنت اليوم سحب جميع قواتها من «القاعدة الجوية 101» في العاصمة النيجرية نيامي، على أن تسحب باقي قواتها المتمركزة في مدينة أغادير (شمالاً) بحلول 15 أيلول المقبل.
يأتي ذلك غداة إعلان النيجر «مع مالي وبوركينا فاسو» الانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس» وتشكيلها معاً كونفدرالية، وذلك بعد أشهر من انقلابات ثلاث شهدتها هذه الدول وكان أهم قرارات الانقلابيين الذين تسلموا السلطة هو طرد فرنسا، عسكرياً واقتصادياً.
يشار إلى أن انسحاب القوات الأميركية من النيجر بدأ منذ نيسان الماضي، ليحل محلهم متخصصون ومدربون روس، لمساندة القوات النيجرية على مكافحة الإرهاب، وهي المهمة نفسها التي تتذرع بها أميركا لإبقاء قواتها في البلاد، ولكن الإرهاب استفحل واتسع بدلاً من ذلك.
وعليه بدأت الولايات المتحدة البحث عن مواقع تمركز جديدة لتكون ليبيا هي المرشحة الأبرز، علماً أن لأميركا نفوذاً لا يُستهان به، ولكن عندما يتم التركيز على لبييا لتكون هدفاً رئيسياً فإن المخططات الأميركية ستختلف وتستشرس في حال قوبلت بالعراقيل والرفض.
ومنذ أيام هناك حديث متداول عما يسمى «الفيلق الأوروبي- الليبي» الذي تسعى واشنطن لتشكيله، حيث سيتم طرح هذا المسعى أمام قمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» الـ75، المقررة غداً الثلاثاء في واشنطن.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن خبراء تحذيرهم من المخططات الأميركية الجديدة في ليبيا، مشيرين إلى أن أميركا تريد إحكام قبضتها على المشهد في ليبيا، عبر خطة يبدو ظاهرها توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، غير أنها قد تقود لمواجهة عسكرية جديدة في ليبيا، أو الإبقاء على الانقسام المؤسساتي.
ويرى الخبراء أن قمة الناتو المقبلة القمة ستدفع باتجاه تشكيل «الفيلق» الذي يخدم مصالحها في المنطقة.
وكان هذا المسعى مدار بحث معمق خلال اجتماع انعقد في العاصمة الفرنسية باريس، في أيار الماضي، ضم فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وأميركا وجرى خلاله الاتفاق على تشكيل قوة عسكرية مشتركة، بزعم دعم العملية الانتخابية، وفق وسائل إعلام غربية.
وحسب التقارير الإعلامية الغربية، تتمثل عملية الفيلق الأوروبي في وجود قوات غربية في ليبيا تحت مزاعم حماية الحقول النفطية والمصالح هناك، ومحاربة الإرهاب والعمل على بسط السيطرة، تمهيداً لبقاء دائم عبر آليات قد تقر خلال الفترة المقبلة.
وتنقل سبوتنيك عن رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في ليبيا، طلال الميهوب، أن الدعم الأمريكي للجماعات المسلحة في الغرب الليبي، وسعيها لتشكيل ما يعرف بـ “الفيلق الأوروبي- الليبي”، يحول دون أي استقرار في البلاد.
ويضيف: إن ما تسعى له واشنطن سيدفع بالمجموعات في الغرب الليبي إلى رفض أي مسار بشأن الانتخابات، أو التوافق بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، ما يحول دون التوافق بين الأطراف الليبية.
وحذر الميهوب من التحركات الأمريكية في الغرب وما يمكن أن يترتب عليها من تعطيل للمسار السياسي.
بدروه يؤكد المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي الليبي، محمد السلاك، أن الخطورة في هذا الفيلق تكمن في كونه أداة عسكرية لتحقيق أهداف خارجية، مشيراً إلى أن قمة الناتو المرتقبة ستدفع بهذا الاتجاه لخدمة مصالح دول الناتو في ليبيا، وفي إفريقيا عموماً
وفي نيسان الماضي، شجبت لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي قرار رئيس «حكومة الوحدة الوطنية» عبد الحميد الدبيبة «غير المبرر» بتخصيص قطعة أرض من الكلية الجوية/ مصراتة، لصالح قوات «أفريكوم» الأميركية، بزعم محاربة الإرهاب. وقالت اللجنة: من المعروف أنه لا يوجد أثر للإرهاب الآن بتواجد القوات الليبية المسلحة.