من إعلام العدو.. ضابط احتياط إسرائيلي: الحرب على غزة بلا هدف.. ومع حزب الله مغامرة تنطوي على خطر وجودي
ترجمة وتحرير – غسان محمد:
قال قائد غرفة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي، الجنرال احتياط يسرائيل زيف: إن الحرب على غزة بلا هدف، وإن نتنياهو ضل طريقه، وحذر من مغبة التورط في حرب مع حزب الله، واصفاً ذلك بأنه مغامرة تنطوي على خطر وجودي، ومشدداً على أن الحل يكمن في أن يكون من خلال صفقة كبرى توقف الحرب، وتمنع نشوب حرب أخطر منها، وبالتعاون مع الولايات المتحدة.
وأضاف زيف، في مقالة نشرتها «القناة 12» العبرية: إن وهم نتنياهو بخصوص إمكانية السيطرة على الوضع المتدهور، من دون اتخاذ قرارات حاسمة، هو وهم سخيف، كما أن اعتقاد نتنياهو بأن الوضع في غزة لن يرتد عليه سلباً، وعلى رؤوس كبار ضباط الجيش، بدعاوى إضافية في محكمة لاهاي، وإدراج «إسرائيل» في جميع القوائم السوداء الخاصة بالأمم المتحدة، وما يرافق ذلك من عقوبات، واستنكارات دولية، وقطع للعلاقات، وتسريع دعم إقامة دولة فلسطينية، هو اعتقاد لا يستند إلى الواقع.
واوضح زيف أن الجيش الإسرائيلي يواصل البحث في أزقة رفح، عن النصر، رغم أن السيطرة على رفح لن تكون نصراً له أهمية، مضيفاً: إن أهمية الأنفاق التي تم ردمها لا تساوي الأثمان التي اضطرت «إسرائيل» لدفعها مقابل هجومها على المدينة، وهو الهجوم الذي أدى إلى تعميق أزمة الثقة مع الولايات المتحدة، وتعكير العلاقات مع مصر.
وسخر زيف من مزاعم نتنياهو بأن إطالة أمد الحرب ستحسّن موقفنا على طريق «النصر المطلق» قائلاً: ها نحن نقاتل منذ تسعة أشهر، في أطول الحروب التي عرفناها ضد أضعف أعدائنا، ونرى بأم أعيننا، ليس فقط أن «النصر» يتباعد أكثر، بل مكانة «إسرائيل» الآخذة في التدهور، وفي المقابل نرى أن المقاومة الفلسطينية تصمد، وتغير طرق وأساليب عملها بالكامل، إلى حرب عصابات، ولاتزال قادرة على القتال ضدنا لأعوام طويلة.
وقال زيف: إن نتنياهو لا يستطيع إيجاد طريقه، وهو يفقد السيطرة على الوضع المعقد، وأن التصريحات التي صدرت عنه مؤخراً تعتبر خطوة غير مسبوقة وغير مسؤولة، حتى بالنسبة لمسؤول مبتدئ من الدرجة الرابعة، ومن المؤكد أن الأمريكيين الذين ذهلوا من تصريحات نتنياهو، أدركوا مدى خطورة وضعه، لذلك يواصلون دعم «إسرائيل»، ليس من أجل نتنياهو، بل لأنهم يحاولون الفصل بين أهمية «إسرائيل» بالنسبة لهم، وبين المشكلة الصعبة المتمثلة في رئيس الوزراء الذي يعمل ضد مصالح الولايات المتحدة.
وخلص زيف، إلى القول: إن «إسرائيل» غارقة في حرب بلا أي هدف، وبلا خطة، وليس لها هدف استراتيجي تسعى للوصول إليه، لا في الجنوب، ولا في الشمال، ولا في أراضيها التي تحترق، وهذا الوضع خطِر للغاية، لأن «إسرائيل» تقف اليوم على شفا تصعيد إقليمي تنجرف إليه دون حسيب ولا رقيب، لذلك، وفي ضوء هذا الوضع الخطير والمعقد، يُحظر اتخاذ قرارات من منطلق الضعف، تجر «إسرائيل» إلى حرب أُخرى أكثر خطورة في لبنان.