منتدى بطرسبورغ الاقتصادي وسورية والمتغيرات الدولية؟!

يعقد حالياُ في روسيا بين 5 و8/6 /2024 منتدى (بطرسبورغ  الاقتصادي SPIEF)، بنسخته السابعة والعشرين، حيث تأسس المنتدى سنة /1997/ ، وتعقد الدورة الحالية تحت شعار (تشكيل عوامل نمو جديدة كأساس لعالم متعدد الأقطاب)، علماً أن صندوق النقد الدولي ومجلة إيكونومست أكدا أن روسيا لها بصمتها الاقتصادية الخاصة لسنة /2023/، حيث بلغ معدل النمو الاقتصادي /3،6%/ متجاوزاً المتوقع /2،5%/ وتجاوز معدل النمو في الدول الأطلسية بحدود /1،5%/ ، وتركزّ النمو الروسي في قطاعات الإنتاج المادية (الزراعة والصناعة وقطاع النقل)، وزاد معدل الاستثمار /10%/ وانخفض معدل البطالة لأول مرة إلى /2،9%/ وهو من أدنى المعدلات في العالم بسبب استحداث جبهات عمل جديدة في القطاعات الاقتصادية واستغلال موارد الإنتاج ومصادره، وانخفض دين روسيا الخارجي من /46/ إلى /32/ مليار دولار ، وهي أدنى نسبة في العالم بالنسبة إلى (قيمة الناتج المحلي الاجمالي أو الصادرات السنوية)، وترافق مع زيادة الرواتب والأجور و حافظ معدل التضخم  على  /8%/، وتفوقت روسيا ولأول مرة على  الاقتصاد الألماني، وأصبح الاقتصاد الروسي أكبر اقتصاد في أوروبا، وفي ظل هذه المؤشرات الاقتصادية يعقد منتدى بطرسبورغ وتشارك سورية فيه، ويحضره ممثلون عن /136/ من دول العالم البالغة 196، فأين تداعيات الغرب حول تأثير العقوبات والحصار الاقتصاديين على روسيا؟

وتؤكد المعلومات حضور رجال أعمال  بصفة شخصية من (أمريكا وكندا وإيطاليا وفرنسا و…إلخ)، لكنهم لم يعلنوا ذلك خوفاً من أن تطبق عليهم عقوبات دولهم فأين الديمقراطية المزعومة؟

يحضر المنتدى /17/ ألف مشارك وتعقد / 1500/ فعالية اقتصادية وثقافية وأكثر من /150/ وكالة أنباء عالمية،  ويتوقع توقيع اتفاقيات بمليارات الدولارات، وتشارك هنغاريا، وهي دولة في الاتحاد الأوروبي في المنتدى وبفعالية كبيرة، كما صرح وزير خارجيتها (بيتر سيارتو) بأن قرار بلاده هو قرار سيادي، كما صرح زعيم حزب الوطنيين الفرنسيين (فلوربان فيليبو) وقال: “إن العقوبات الأوروبية التي فرضت على روسيا ووعد القادة الأوربيين وبايدن بأن روسيا (ستركع أمامهم)!، لكن تبين أن الاقتصاد الروسي يتعافى والاقتصاديات الأوروبية تتراجع، وألمح إلى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي”، فهل هذا يشكل مقدمات لانهيار هذا الاتحاد؟، ومعروف أن ألمانيا وفرنسا هما قاطرة الاتحاد.

من ناحية العرب حضرته دول ومنها سورية وقد تم اختيار سلطنة عُمان ضيف الشرف لهذه الدورة وقبلها الإمارات والجزائر وقطر والسعودية، وهذا يؤكد توجه روسيا نحو المنطقة العربية، وتبدو أهمية المؤتمر من المواضيع المطروحة على جدول أعماله ومنها نذكر: تامين الأمن والاستقرار العالمي وتحقيق التنمية المستدامة وتخفيف بؤر التوتر ودعم مراكز النمو وزيادة الابتكار لتقليل معدل الجوع والفقر  وتفعيل التجارة الخارجية وانسياب السلع والخدمات والتجارة الإلكترونية وسلاسل التوريد وتعظيم القيم المضافة والمنظومة المصرفية وتطوير البنية التحتية والخلاص من القطبية الأحادية وإيجاد نظام عالمي جديد بعيداً عن الهيمنة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتطبيق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية وتعميق التعاون مع التحالفات الدولية مثل (بريكس وشنغهاي والاتحاد الأوراسي) وغيرها، واحترام التنوع الثقافي والحضاري لشعوب العالم،  وبناء مناطق اقتصادية حرة وتعزيز علاقات (الجنوب – الجنوب)، ومواجهة سياسات الليبرالية المتوحشة وسيطرة الطغمة المالية العالمية، وتأمين منظومة مالية عالمية عادلة، ومواجهة الإرهاب العالمي…الخ.

أما سياسياً، فقد تمّ التركيز على إدانة التدخلات الامريكية في الشؤون الدولية والعدوان الصهيوني على فلسطين والدول العربية وتداعيات حرب أوكراينا وغيرها، وقال الرئيس فلاديمير بوتين بأن روسيا تعترف بالدولة الفلسطينية وأن (إسرائيل) تمارس إبادة شاملة، وأن ما يحدث في غزة يحتاج إلى حل، وأكد المتحدث باسم  (الكرملين) على أن الرئيس الروسي لم ولن يرد على وقاحة بايدن التي تضر بسمعته فقط، فهل تنتصر الثقافة الروسية على العنجهية الناتوية؟، وهل منتدى (بطرسبورغ أو لينينغراد أو ستالين غراد أو بيترو غراد ) وهي تسميات تاريخية لمدينة (بطرسبورغ) التي تشهد الآن (الليالي البيضاء) وهي ظاهرة طبيعية غير عادية وكانت عاصمة لروسيا لأكثر من /200/ سنة، وفيها متحف (الأرميتاج) من أشهر المتاحف في العالم وهي تقابل تمركز (ناتو) في (فنلندا ) على بحر البلطيق، سيكون له دور فاعل على الساحة العالمية وسيخفف من التوترات الاقتصادية والسياسية؟

هذا ما نأمله ونتمناه وينعكس نتائج المنتدى إيجاباً على الاقتصاد السوري الذي يتعرض لعقوبات وحصار اقتصاديين جائرين مفروضين من طرف واحد ومخالفين للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ونحن متفائلون وكما قال الشاعر الطغرائي في لا ميته: أعللّ النفس بالآمال أرقبها..   ما أضيق العيشّ لولّا فسحة  الأمل..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة