الشك والظن يعكران العلاقة الأسرية ويهدمان الأسرة.. اختصاصي نفسي: ينبغي أن تتغلب عاطفة الحب والاحترام بين الزوجين على كل الظواهر السلبية

دمشق- ياسر النعسان:

غالباً ما يعكر الشك والظن علاقة الصفاء والمودة والرحمة القائمة بين الزوجين ويحولها إلى علاقة توجس وحذر وصراع قد يؤدي إلى سيادة الكره بدلاً من الحب، من هنا تأتي خطورة هذه الظاهرة التي تصيب أحد الزوجين سواء الزوج أو الزوجة.

«تشرين» حاورت عدداً من الأزواج والزوجات حول هذه الظاهرة، حيث كانت البداية مع محمد فلاحة الذي بيّن أنه يعاني من هذه الظاهرة من زوجته، إذ تشك فيه كيفما تحرك وكيفما ذهب وأتى لدرجة أنها (شلت حركته) وأثرت في عمله سلباً، فطبيعة عمله تفرض الاحتكاك مع زميلات العمل وهذا يزيدها شكاً وظناً انعكسا سلباً على العلاقة الزوجية، مضيفاً: مللت من تصرفاتها ومتابعتها المثيرة للاشمئزاز لكل حركاتي، مع أنني لست بالصورة التي رسمها شكها وظنها بي.

شك وظن
أما أحمد حباب فأشار من جهته إلى أن كل رجل معرض أن يحدث معه موقف ما، وهذا ما حدث معي مع أنه موقف عابر لا قيمة له إلا أن زوجتي أخذته شماعة وشنت عليّ حملة شك وظن لا هوادة لها الأمر الذي انعكس سلباً على علاقة المودة التي بيننا وتحول البيت إلى نار وجحيم لا يطاق، ولولا الحكمة التي تحلينا بها أنا وزوجتي لكان الانفصال مصيرنا.

خسرت زوجها
(عبير) أشارت من جهتها إلى أنها مطلقة وخسرت زوجها بسبب الشك والظن اللذين أحاطت بهما زوجها من شدة حبها له فتحولت حياتهما إلى جحيم، لتصل المشكلة بينهما إلى الطلاق، لافتة إلى أنها نادمة على ذلك، لأن الأيام أثبتت لها عدم صحة وصوابية هواجسها وشكوكها تجاه زوجها وخصوصاً أنه رغم أنهما انفصلا منذ أكثر من خمس سنوات إلا أنه إلى الآن لم يتزوج بعدها، ولو أن شكوكها في محلها لكان تزوج بمن أحبها (حسب ظني) لكن الشيطان دخل بيننا فكان الطلاق مصيرنا.

صراع
(سلوى) أشارت من جهتها إلى أن زوجها أصيب بأزمة نفسية وجلطة دماغية نتيجة الصراع بينها وبينه الذي مصدره الشك والظن، الأمر الذي حوّل حياتنا الزوجية حسب قولها إلى تعاسة وصراع لا يحمد عقباه حتى مرض وأصبح بحاجة إلى من يعيله، الأمر الذي صدمني لأنني لم أتوقع أن نصل لهذا الوضع التعيس.

(ماهر) أشار من جهته إلى أنه خسر زوجته بسبب الشك والظن، لذلك انتهى مصيرهما بالطلاق مع كل أسف، مشيراً إلى أن الشك بطليقته تحول إلى حالة مرضية لديه لدرجة أنه أصبح يظن بكل تصرفاتها وحركاتها في البيت وخارجه حتى تحولت حياتنا إلى مأساة وأصبحت لا تطاق.

ظاهرة مرضية
الاختصاصي النفسي حسن إبراهيم أشار إلى أن الشك والظن حالة طبيعية لدى بعض الناس إذا بقيت ضمن الحدود الدنيا الطبيعية التي لا تعكر صفو الحياة الزوجية، أما إن ارتفع منسوب هذه الظاهرة لدى أحد الزوجين يتحول إلى ظاهرة مرضية نفسية غالباً ما تؤدي إلى الانفصال بينهما، لافتاً إلى أن العلم أو عدمه لدى البعض كفيل بأن يرفع مستوى هذه الظاهرة أو يخفضها مع وجود استثناءات، إضافة إلى أن الوعي الاجتماعي لدى البعض دون الآخر يلعب دوراً في الحد من هذه الظاهرة لدى من يمتلكون ذلك ويخفف من هذه الظاهرة لأبعد الحدود علما أن غياب الوعي الاجتماعي لدى البعض الآخر يفاقم الشك والظن لديهم، لافتاً إلى أهمية أن تتغلب عاطفة الحب والاحترام بين الزوجين على كل الظواهر السلبية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار