“الكتّاب العرب” و”أرض الشام” يقيمان ندوة عن الهوية الثقافية
تشرين- لمى بدران:
نحن اليوم أمام جملة واسعة من التساؤلات والتطورات والمسؤوليات المتعلقة بالهوية الثقافية، فالأحداث التي تشهدها الساحة الدولية تعطينا مؤشرات قويّة أن دور الهوية الثقافية كان كبيراً في تعميق الانتماء بشكل عام، ونظراً لأهمية الموضوع أقام اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مؤسسة أرض الشام ندوة ثقافية عنوانها: “الهوية الثقافية ودورها في تعميق الفكر المقاوم”.
شارك في هذه الندوة الباحث الاستراتيجي عقيل محفوض، وطرح عبرها تساؤلات عميقة بشأن الهوية، فهو يعتقد أن الحرب أعادت إلى التداول أسئلة كان من الصعب طرحها خلال عدة عقود، وأعادت تأكيد وتجديد وتأويل أسئلة سابقة، منها ما المجتمع في سورية؟ وما الهوية السورية؟ وأي هوية ممكنة لسورية ما بعد الحرب؟ وذكَرَ نقاطاً متعددة حول إشكالية الهوية الوطنية، ويقول للإعلاميين: إن مهمة المثقف الأساسية اليوم هي أن يقترح مداخل تفكير وتفسير للواقع المعيش.
وبالانتقال إلى المشاركة الثانية وهي للباحث بسام أبو عبد الله نجد أنه تكلّم عن مفهوم الهوية الثقافية أو ماهيتها ولماذا هي مقاومة؟ ويستعرض تاريخ نشوئها في سورية والعالم، وبرأيه أنه بقدر ما توجد هناك تحدّيات في هذا النطاق، هنالك أيضاً نجاحات فيها، فهذا الجيل استطاع أن يوصل القضية الفلسطينية إلى كل أصقاع الأرض، وأن يُري العالم حقيقة الكيان الفاشي العنصري خصوصاً بعد طوفان الأقصى.
بدوره يؤكد أهمية الهوية الثقافية رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية الدكتور محمد الحوراني، إذ يقول لـ”تشرين”: موضوعنا اليوم ليس بجديد على اتحاد الكتّاب العرب، فنحن منذ تأسيسنا وبدايتنا كانت هويتنا مقاومة، لكن الشيء المختلف اليوم أن هناك حرباً كبيرة معقدة إن صح التعبير على المصطلحات والهوية، وربما بدا للبعض أن الحرب التي شنت على سورية وبعض دول المنطقة هي عسكرية أو اقتصادية أو سياسية فقط، في الحقيقة هناك ما هو أهم وهي الحرب الثقافية التي تتعلق بشكل أساسي بالهوية.
كذلك تحدّث لنا عن أهمية هذه الندوة مدير مجلس الأمناء في مؤسسة أرض الشام باسل الدنيا، حيث قال: نحن اليوم نريد التأكيد على أن الثقافة السورية والمقاومة لا ينفصلان عن بعضهما، وهما جزء لا يتجزأ من الهوية السورية التي تم ترسيخها عبر الزمن.
بدوره قال عضو القيادة المركزية السابق في حزب البعث العربي الاشتراكي مهدي دخل الله في مداخلته: أن الهوية هي التي تميّزنا عن الآخر، تبدأ من الفرد حتى تصل للإنسان بشكل عام، فالهوية تراتبية تراكمية، وعلينا أن ننظر للأمور بالتكامل وليس بالتناقض في هذا السياق.
أدار الجلسة الأديب والإعلامي توفيق الأحمد، حيث أكّد من خلالها أن مسألة الهوية تحتاج للكثير من البحث والدراسة، والكثير من الندوات والقراءات، يذكر أنه على الرغم من عتو القوة الباغية على بلادنا غير أن ثقافتنا الوطنية شكّلت الكثير من الحوائل والسدود في وجه ما يريد الآخر فرضه علينا، والدليل على ذلك ما يجري على أرض فلسطين الآن وصمود أهلها في وجه المحتل، كما فتح في الختام باب المناقشات مع الحضور الذي تنوّع بين الأدباء و الإعلاميين والمفكرين.