بذار الأقماح المهجّنة تهدد أقماحنا المحسّنة.. فأين المعنيون عما يجري في دير الزور؟!
حماة- محمد فرحة:
لم يكن خبراً عادياً مر على مسامعنا في حديث نقله إلينا معاون مدير الرقابة الداخلية في المؤسسة العامة لإكثار البذار أحمد دقاق، ولم ندعه يمر كالصمت في المأتم، مؤداه ما يجري في محافظة دير الزور من تراجع في إنتاج وحدة المساحة من الأقماح المزروعة هناك من جراء استخدام بذار الأقماح المهجنة الذي تقدمه “ميليشيات قسد” هناك ، رغم أنه حذر من استخدام بذار كهذا أثناء وجوده هناك في فرع دير الزور لإكثار البذار.
واوضح دقاق في حديث لـ”تشرين”، جرى في فرع إكثار بذار” حماة قبل يومين، أنه لاحظ أن القمح المهجن بات يتواجد بشكل لافت هناك، وهو القمح الذي يعطي في الموسم الأول مردوداً جيداً بل مميزاً. لكن.. ماذا بعد ذلك؟
وأشار إلى أن رغبة المزارعين في المردود الذي يعطيه الدونم في المرة الأولى هي ما تدفعهم لاستزراع هذه الأصناف المهجنة، وما يعيب هذا البذار أنه في السنة الثانية من زراعته تنخفض إنتاجيته بشكل كبير وملحوظ ومن ثم تنعدم بتاتاً. فهو قمح غير اقتصادي بالمطلق نظراً لعدم ثبوت العوامل الوراثية فيه. مضيفاً: من هنا حذرنا ويجب أن تحذر الجهات المعنية هناك من تكرار زراعته، وهو المقدم من “ميليشيات قسد”، لضرب القمح السوري ونقاوة بذارنا المحسنة ذات الأصناف العالمية والمميزة.
بالمختصر المفيد: ما يجري لواقعنا الزراعي الاقتصادي هو قصة وقائع قائمة بأشكال مختلفة، وهو في الوقت نفسه على ما يبدو شكل أحوال كل مواسمنا وسنيننا القادمة، وهذا شيء مقلق وغير صحي، فإنتاج القمح هو مصدر أمننا الغذائي، والتركيز عليه في غاية الأهمية، ففي الوقت الذي نسعى لزيادة الغلة، نرى كيف يتم تقديم بذار قمح مهجن، لا يكفي أنه ذو مردود ضعيف وهزيل، بل يترك لاحقاً أثراً سيئاً في التربة.