لماذا غابت فكرة تأسيس الجمعيات التسويقية عن الملتقيات الزراعية وأسس دعم الزراعة؟
حماة – محمد فرحة :
لو اتفقنا جدلاً بأن هناك دعماً للقطاع الزراعي، سيكون الإجماع بأن هذا الدعم لم ولن يذهب لمستحقيه، ومهما كثر الحديث عنه وحوله، فإن جلّ المزارعين لم يروا منه شيئاً ولا من أثره، الأمر الذي يضيع كل مقومات ومعنى هذا الدعم.
لكن الغريب أن تخلو ملتقيات وزارة الزراعة من الإشارة إلى أهمية تأسيس جمعيات لتسويق المنتج الزراعي, ولاسيما من المزارعين الصغار، من باب تحفيزهم وتسويق وشراء إنتاجهم.
لا ننفي أن الملتقيات الزراعية تحدّث فيها وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا طويلاً عن التشاركية مع المجتمعات الأهلية، لكن من دون الإفصاح كيف ولماذا؟ بل لم تتطرق هذه الملتقيات إلى أهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، وهي التي تحدثت عنها جميع المستويات.
فما زال تمويلها في غاية الصعوبة، ما يدفع بالكثيرين منهم إلى الإحجام عنها، رغم أنها تسهم إلى حدٍّ كبير في دعم الاقتصاد الإجمالي الوطني.
“زراعة حماة” تؤسس جمعية لمنتجي الفستق الحلبي والشروع في تأسيس جمعية للنحالين
فكرة تأسيس جمعيات تعنى بشؤون المزارعين المنتجين في غاية الأهمية، وتلقى استحساناً كبيراً عند المزارعين، لكن كيف، ومتى، ولماذا؟
عن كل هذه الأسئلة، يبيّن مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير لـ”تشرين”، أنه تم تشكيل أول جمعية لمنتجي الفستق الحلبي في مجال زراعة حماة ومقرها صوران، ويتجلى دورها في شراء إنتاج صغار المزارعين من باب تحفيزهم وتصريف إنتاجهم، ومن ثم تتكيف به الجمعية وبآلية تصريفه.
وتطرق باكير إلى أن عملية تشكيل جمعية لمزارعي الفستق الحلبي وتسويقه، هي مبادرة من المزارعين ومن “زراعة حماة”، ولها اليوم دور طيب ومهم في توحيد رأي ومزارعي هذا المحصول حول كل ما يتعلق بالمنتج وبأشجاره.
وأضاف مدير زراعة حماة: أما بخصوص تشكيل جمعية للنحالين فهي فكرة قيد التنفيذ، وسيكون مقرها في بلدة عين حلاقيم، حيث يوجد أكبر تجمع للنحالين وخلايا النحل، وسترى النور قريباً، وسيكون دورها أيضاً في شراء وتسويق العسل المنتج من صغار المربين ومن كبارهم أيضاً، بهدف تصريف العسل المنتج وإيجاد سوق لتصريفه، كي لا يبقى مصدر قلق لمربي النحل، فأول ما يفكر به المنتج هو تصريف منتجه وتحقيق ربح مجزٍ له، وهذا ما ستعمل عليه جمعيتا الفستق الحلبي والنحل.
بمعنى أشمل وأوضح، هي شبه جمعيات تسويقية، فالتسويق يشكل أكبر عقبة أحياناً في وجه المنتجين، إن لم نقل نقطة ضعف إذا ما أردنا الذهاب بعيداً في مجال الزراعة.
بالمختصر المفيد؛ كما ستكون نقطة ضعف الزراعة مستقبلاً قلة الواردات المائية، سيكون اعتباراً من الغد أيضاً ضعف المنتج الزراعي هو سوء تصريفه، في ظل غياب جمعيات التسويق، فليس من المعقول أن يكون اليوم سعر كيلو البندورة للعصير بألفي ليرة، فهذا يشكل خسارة كبيرة للمزارع، وكذلك كيلو الكوسا بـ١٥٠٠ ليرة والخيار بـ ٣٥٠٠ ليرة، هذه أسعار سوق هال حماة ليوم الأحد الثالث والعشرين من هذا الشهر.
نختم بالتأكيد على أن وجود مؤسسات تسويقية تستجر المنتج عندما يتعرض المزارعون للخسارة، أهم بكثير من كل ملتقيات وورشات عمل وزارة الزراعة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، والأيام القادمة ستثبت صحة ذلك.