يشترونها ثم تموت.. بيع وتداول “الصيصان” في الأسواق هل هو آمن؟
تشرين- حسام قره باش:
بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل حالة وفاة بسبب إنفلونزا الطيور وتحذيرها من عودة الوباء بشكل أكبر وأكثر خطورة، يقودنا تساؤل للاطمئنان على الواقع الصحي للطيور الحية التي ينشط بيعها وتداولها كثيراً هذه الأيام في المحلات كالدجاج وعصافير الزينة والصيصان الصغيرة العادية أو الملونة التي غالباً ما تجذب الأطفال لاقتنائها، رغم أنها هزيلة وضعيفة وسرعان ما تموت خلال فترة قصيرة، بعد أن دفعوا ثمن الصوص الواحد 5 آلاف ليرة أو أكثر.
حيث تطرح في أسواقنا أعداد كبيرة منها مصدرها المداجن التي كما يقال إنها تنتقي الأنواع الجيدة والمناسبة للتربية وتطرح الأصناف الأقل نشاطاً ومريضة لبيعها في الأسواق التي يشتريها عادة الأطفال ويضعونها في المنازل على سبيل التسلية والاستمتاع بها.
تحت الإشراف البيطري
مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور باسم محسن، أكد في تصريحه لـ”تشرين” أنّ كل مزارع تربية وإكثار الحيوانات الحية ومن ضمنها طيور الزينة خاضعة للإشراف الرسمي البيطري وحاصلة على تراخيص نظامية من وزارتي البيئة والزراعة، التي تلزمها بوجود طبيب بيطري مشرف على الناحية الصحية لهذه المزارع التي ترفع تقاريرها الدورية لمديرية الزراعة بالمحافظة المعنية، إضافة لطبيب بيطري مشرف ملزم بالإبلاغ عن أي حالة مرضية، وإتمام المعالجات بهذه المزارع، مبيناً أنّ الشروط المعتمدة من قبل وزارة الزراعة لاستيراد الصيصان من عمر يوم واحد أو بيض التفقيس هي نفسها الصادرة عن المنظمة العالمية للصحة الحيوانية فيما يتعلق بمرض نيوكاسل وإنفلونزا الطيور التي تمنع إدخال أي حيوان حامل للعامل المسبب أثناء استيراد الصيصان أو بيض التفقيس وبالتالي تشترط خلو بلد المنشأ والمناطق الواردة منها هذه الحيوانات من أي إصابة بالمرض، مضيفاً أن هذا الإجراء مهم جداً لمنع دخول المرض للبلد وأي منطقة يمر فيها يمنع الاستيراد منها، ولهذا نحن محميون بهذا الإجراء إضافة إلى اختبارات الفحص السريع على الحدود للكشف عن إنفلونزا الطيور وفي حال أي نتائج مشتبهة يعاد القطيع مباشرة ويمنع دخوله إلى سورية، عدا عن التشدد في القرارات النافذة التي تمنع دخول الصيصان إلّا عن طريق مراكز الحجر البيطرية الحدودية وفق قانون الثروة الحيوانية رقم 9 لعام 2019.
في أسواقنا الشعبية
تنتشر محلات وبسطات بيع الحمام و الطيور الحية وخاصة الصيصان ضمن أسواقنا الشعبية، فهل تطبق فيها الإجراءات الاحترازية لكي يكون تداول هذه الطيور آمناً عند البيع والشراء؟
مدير الصحة الحيوانية: سورية خالية بشكل كامل من إنفلونزا الطيور ومديرية الشؤون الصحية تنصح بعدم شرائها في هذا الحر
يجيب محسن بأنه يوجد بعض الأسواق غير المرخصة مثل سوق الجمعة والأحد التي تخلو من الرقابة الصحية وتوفرها بأماكن أخرى تبيع الحمام وعصافير الزينة المرخصة نظامياً، مضيفاً أنه بالمجمل كل الحيوانات التي يتم تداولها ضمن الأسواق الشعبية هي حيوانات البيئة السورية التي خضعت للإشراف البيطري بشكل عام ومتابعة من قبل دوائر الصحة الحيوانية لكامل قطعان الثروة الحيوانية سواء التي تم تربيتها منزلياً أو ضمن مزارع الدواجن، وبالتالي ما يجري تداوله في هذه الأسواق من ضمن قطعان الثروة الحيوانية السورية فلا خوف عليها أن تكون حاملة أو ناقلة للمرض إضافة للدور الأكبر للإجراءات المتبعة على مراكز الحجر الحدودية التي تمنع وصول المرض إلى داخل بلدنا.
مطمئن للغاية
ويؤكد أن سورية ما تزال خالية من مرض إنفلونزا الطيور بشكل كامل ولا توجد لدينا حالات موثقة أو بلاغات عن اشتباهات بهذا المرض.
محسن: هناك تشدد في القرارات النافذة التي تمنع دخول الصيصان إلّا عن طريق مراكز الحجر البيطرية الحدودية وفق قانون الثروة الحيوانية
وقال: في حال وصلنا أي إبلاغ عن المرض تستنفر مباشرة دوائر الصحة الحيوانية بالمحافظات مع المديريات المختصة بوزارة الزراعة، وتفحص العينات وتجرى الاختبارات بقدرات عالية من ضمنها اختبار PCR وغيرها، للتحقق من أي اشتباه بأي إصابة، لكن حتى تاريخه لم يصلنا أي اشتباه بهذا المرض.
و لفت إلى أن الأدوية البيطرية سواء المنتجة محلياً أم المستحضرات الأجنبية المستوردة الخاضعة للإشراف البيطري متوفرة في القطر بجميع أنواع اللقاحات المطلوبة لتربية الدواجن سواءً المنتجة من قبل وزارة الزراعة أو معامل القطاع الخاص أو المستوردة، حيث سُمحَ للقطاع الخاص باستيراد أنواع محددة من اللقاحات المتعلقة بتربية الدواجن لتعزيز الحالة المناعية الصحية لقطعان الدواجن في القطر.
إبراهيم: يفضل توفر قرار حاسم والإيعاز للمداجن بعدم بيعها وعرضها في الأسواق
وختم محسن بأن الصيصان التي تربى في المنازل لا تؤثر في تربيتها على الصحة العامة لأنها “منتجة” ضمن المفاقس الرسمية المرخصة مع التأكيد على أن حتى تاريخه بلدنا خالية من إنفلونزا الطيور ولا يوجد أدنى اشتباه بهذا المرض كما أسلف.
الشؤون الصحية تنصح
في سياق متصل، أوضح مدير الشؤون الصحية في دمشق الدكتور قحطان إبراهيم لـ” تشرين” أن المديرية مسؤولة عن الشكاوى على هذه الطيور والحمام، وفي حال أي شكوى عنهم تصادر مباشرة وتتلف، مشيراً إلى أنه لو صدر أي قرار عن وزارة الزراعة يؤكد وجود مرض في الطيور، فسيمنع منعاً باتاً بيع أي شكل من أشكال الطيور دجاج أو صيصان أو حمام، حيث نقوم بسحبها من الأسواق والإيعاز للمواطنين بعدم بيعها أو شرائها وعرضها في الأسواق وإغلاق سريع للمحلات التي تبيع هذه الحيوانات وحتى مصادرة الحمام لدى (كشاشي الحمام) المعروفة عناوينهم لدينا كما ذكر ريثما يصدر قرار معاكس، علماً أنه حتى الآن ليس هناك أي إخبار عن حدوث نفوق بالمرض أو مجرد توقع بعودته ودوائر الصحة الحيوانية لا تقصر في هذا المجال كما بيَّن.
وحسب تصوره، يرى إبراهيم أن موجة الحر أثرت على نفوق أعداد من الدجاج، وبرأيه الشخصي لا يوجد شيء اسمه إنفلونزا الطيور إنما ينفق الدجاج بسبب العدوى بطاعون الدجاج كما يسمى عامياً أو الحر، لافتاً إلى أن منظمة الصحة العالمية تصدر أحياناً تحذيرات مباغتة ليس لها مصداقية أو يطلق البعض شائعات عودة المرض لتخفيض سعر الدجاج في الأسواق.
ونصح بعدم شراء أو اقتناء الصيصان الصغيرة خاصة من قبل الأطفال في هذا الحر مع احتمال أن يكون فيها مرض آخر أو عدوى أو حشرات، ولذلك غالبيتها تموت لأن لها أغذية وأدوية خاصة في المداجن وليس فقط كسرات خبز يابس تقدم لها في البيت.
و أخيراً ختم بقوله: يفضل توفر قرار حاسم والإيعاز للمداجن بعدم بيعها وعرضها في الأسواق.