الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي يزيد حالات الطلاق

دمشق – رجاء عبيد:
أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على صحة العلاقات الأسرية وقوتها ومدى متانة الروابط الاجتماعية، ويعتقد البعض أنها باتت من أكثر أسباب الانفصال والخلافات الاجتماعية، فكما لوسائل التواصل الاجتماعي إيجابيات، لها أيضاً سلبيات كثيرة.
تجارب
السيدة مياسة أشارت إلى أن السبب الأهم الذي يدمر العلاقات الأسرية هو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة عشوائية وغير منظمة، فانتشار استخدام الموبايل بين أفراد الأسرة، انهى أو قلّص لغة التفاهم والحوار مابين أفراد الأسرة، وشتت من درجة اهتمام الزوجين بأولادهم، كما أن الأولاد انعزلوا عن محيطهم الأسري، وباتت اهتماماتهم تنحصر فقط بما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي البعيدة عن مراقبة الأهل.

محامٍ: حالات الطلاق ازدادت بعد انتشار استخدامها

الموظفة رندة، اعتبرت من جهتها أنه لا يمكننا أن نضع وسائل التواصل الاجتماعي شمّاعة نعلق عليها أخطاءنا ولاسيما في الحياة الزوجية وما يحدث من طلاق جسدي ونفسي، علماً أن كثيراً من البيوت انهارت بسبب سوء استخدامها لوسائل التواصل، لأن الأزواج أصلاً لا يمتلكون مهارة التعامل مع هذه التكنولوجيا ويفتقدون لقاعدة تربوية متينة ورابطة حب واحترام تقيهم الوقوع في فخ شاشة زرقاء تأخذهم إلى مواقع ودردشات تنسيهم مالهم وما عليهم في بيوتهم ومع أسرهم وبالتالي تدمر حياتهم، فهنا نحن من يقرر أن تكون هذه التكنولوجيا سبباً لسعادتنا أو تعاستنا.
إبراهيم لفت إلى أنّ سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تسببت له بمشاكل كثيرة مع زوجته، كادت أن توصلهم للطلاق، فانشغال زوجته بالفيس بوك، وبالتحدث طوال اليوم مع أهلها وصديقاتها وجاراتها عبر وسائل التواصل، انعكس سلباً على واجباتها المنزلية والأسرية، ناهيك بالأعباء المالية الكبيرة، فثمن باقات الإنترنت لم تعد رخيصة وتتطلب ميزانية منهكة، رغم أننا موظفان وليس لنا حيلة سوى الراتب، إضافة إلى أنني وأولادي نحب أن نجالسها ونحادثها إلّا أنها تحولت إلى مدمنة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهكذا حتى خضت معها صراعاً مريراً لتقتنع أخيراً بخطورة هذا الإدمان وتخفف منه لأبعد حد ولولا ذلك لكان الطلاق مصيرنا.

زادت من حالات الطلاق
بدوره أكد المحامي صالح النجار لـ”تشرين” أن وسائل التواصل الاجتماعي من حيث المبدأ انطلقت لأهداف ولعل استهدافها لمنطقة الشرق الأوسط أدت إلى استهداف مبادئ الأخلاق التي تربت عليها مجتمعاتنا فاستهدفت الفرد ضمن الأسرة والعائلة، فكان لها الأثر السلبي في القضايا الأخلاقية والعلاقات الزوجية إذ لا يمكن مقارنة الواقع المعيشي مع التسويق لعلاقة تقوم على التمثيل والخداع وليست حقيقية، لافتاً إلى أنّ أثرها السلبي وحالات الطلاق ازادت بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

الاستخدام الخاطىء
من جهتها بيّنت الاختصاصية الاستشارية الأسرية نائلة الخضرا لـ”تشرين” بأننا لا نستطيع إلقاء اللوم على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن على الاستخدام الخاطىء لها والدليل أن هناك الكثير من الأشخاص ينعمون بزواج مستقر ومازالوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي..

اختصاصية أسرية: لا نستطيع إلقاء اللوم على وسائل التواصل ولكن على الاستخدام الخاطىء لها

وأكدت الخضرا، أنه مع التطور في المجتمع وتطور الإنسان وأدواته قد يوجد مشاكل في العلاقة الأسرية بسبب الاستخدام الخاطىء لهذه الأدوات، وليس بالأدوات في حد ذاتها، كما لاحظنا ازدياد حالات الطلاق حين تم استخدام القنوات الفضائية للمرة الأولى، وكان لحملات التوعية التي تقوم بها دورات التنمية البشرية الأثر الإيجابي في التخلص من العلاقات السمية المبنية على الغل والكره من خلال التوعية البشرية بأن الانفصال هو مجرد وسيلة للتخلص من هذه العلاقات والانتقال إلى مستوى معيشي أفضل.
كما أن المجتمع- بحسب الخضرا- قد أنصف المرأة من خلال القوانين التي أعطتها الصلاحية والحق في أن تكون فرداً مستقلاً وليست أداة يشتريها الرجل بالمهر وسواه فأعطتها التسهيلات في الحصول على الطلاق الذي يضمن لها العيش الكريم بعيداً عن علاقات السمية..
وترد الاستشارية على من يقول إن السوشيل ميديا أحد أسباب الطلاق، بأن السوشيل ميديا هي «فورة» مرت على جيل ابتداءً بالثمانينيات والتسعينيات، لكن هذه الأجيال الحديثة من أواخر التسعينيات والألفين قد أصبح لديهم الوعي الكافي لكيفية التعامل مع السوشيل ميديا وبالتالي تناقصت حالات الطلاق.
ونوهت الخضرا بأن زيادة المطالبة بالمساواة بين الزوجين قد أدت إلى قيام كل منهما بدور الآخر وبالتالي الاستغناء عن الآخر ودوره في الحياة الزوجية، ومن هنا يمكننا القول إن الزوجين مكملان لبعضهما البعض في مشاغل الحياة وتربية الأولاد وبشرط وجود المودة والرحمة في كل منزل لضمان الاستقرار في العلاقة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار