«سي إن إن»: «إسرائيل» أمام المعضلة «نرد أم لا نرد».. كلاهما بثمن باهظ؟

ترجمة وتحرير: لمى سليمان:
ذكرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية أن إسرائيل لم تقرر بعد كيفية الرد على الهجوم الإيراني الذي وقع في نهاية الأسبوع والذي شهد إطلاق أكثر من 300 قذيفة على أراضيها في أول مواجهة عسكرية مباشرة.
وحسب الشبكة، يتعين على «إسرائيل» أن توازن بين الضغوط الدولية لممارسة ضبط النفس من ناحية، والبحث عن رد مناسب على هجوم غير مسبوق، كما يتعين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الآن أن يدرس دعوة ائتلافه اليميني إلى رد فعل قوي مقابل خطر زيادة العزلة الدولية حول «إسرائيل» من خلال توسيع الحرب من دون دعم دولي.
في حين كان مجلس الحرب الإسرائيلي مصمماً على الرد، وعلى الرغم من الضغوط التي يمارسها الحلفاء لعدم التصعيد، فإن مجلس الحرب يناقش التوقيت ونطاق الرد المناسب لذلك، وذلك حسب ما نقلت «سي إن إن» عن مسؤولين إسرائيليين وصفتهما بالمطلعين.
ويقول المحللون إن لدى «إسرائيل» خيارات قليلة، وكل خيار من هذه الخيارات يأتي مع ثمن باهظ عليها، خاصة أنها متورطة بالفعل في حرب وحشية مستمرة منذ ستة أشهر على قطاع غزة.
وحسب الشبكة الأميركية فإن الهجوم المباشر على إيران من شأنه أن يشكل سابقة أخرى، في حين «يُعتقد أن إسرائيل» قامت بعمليات سرية في إيران على مر السنين، استهدفت في كثير من الأحيان أفراداً أو منشآت يُنظر إليها على أنها تهديد لأمنها، إلّا أنها لم تشن أبداً هجوماً عسكرياً مباشراً على الأراضي الإيرانية.
يؤكد راز زيمت، خبير الشؤون الإيرانية في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) الإسرائيلي أن «إسرائيل» بالتأكيد في مرحلة جديدة، ومرحلة خطرة للغاية من المواجهة، فقد حاولت إيران بالتأكيد تغيير قواعد اللعبة، وقد نتوقع المزيد من الهجمات المباشرة في المستقبل.
وتابع الخبير: ستجد «إسرائيل» صعوبة في عدم الرد، إلّا أنها قد لا تقوم «بهجوم عسكري واسع النطاق على الفور ضد أهداف داخل إيران» إذا تعهدت طهران بالرد برد أكبر من الهجوم الذي شنته في نهاية الأسبوع.
وقال زيمت لـ«سي إن إن»: إن أولوية «إسرائيل» هي الاستمرار والتركيز على تحقيق الأهداف الرئيسة في غزة، وليس فتح جبهات جديدة.
وأكد ألون بينكاس، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، إنه من غير المرجح أن ترد «إسرائيل» بضرب إيران بشكل مباشر، لكنه قال إنه إذا حدث ذلك فإن النتاىج ستتوقف على الأهداف، وأضاف أن الأهداف قد تشمل قواعد عسكرية أو البرنامج النووي لأن كل هدف يمثل مستوى مختلفاً من التصعيد.
في حين صرّح مسؤول إسرائيلي لشبكة «سي إن إن» أن من بين الخيارات العسكرية التي يتم النظر فيها هو الهجوم على منشأة إيرانية والذي من شأنه أن يبعث برسالة إلى طهران مع عدم التسبب بوقوع إصابات، وأضاف المسؤول بأن المسؤولين الإسرائيليين يدركون أن ذلك سيكون بمثابة مهمة صعبة التحقيق.
ومع ذلك، تتابع الشبكة الأميركية، فإن رد «إسرائيل» قد يكون مقيداً بحقيقة أنها تصرفت كجزء من تحالف غير رسمي عند صد وابل الصواريخ والمسيّرات الإيرانية، حسبما قال تامير هايمان، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، على منصة «X».
ونقلت الشبكة كلاماً لهايمان، الذي يرأس الآن معهد دراسات الأمن القومي (INSS) أن مساعدة حلفاء «إسرائيل» في الرد هو أمر مهم لكنه سيحد من حرية التصرف في الرد، وهم بالأساس يثنونها عن الرد.
وقد أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار أعضاء فريقه للأمن القومي نظراءهم الإسرائيليين بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عمل هجومي ضد إيران، وفقاً لمسؤولين أمريكيين مطلعين على الأمر، وسعى بايدن إلى تصوير نجاح «إسرائيل» في اعتراض الهجوم الإيراني على أنه نصر كبير، مع الإشارة إلى أن الرد الإسرائيلي الإضافي غير ضروري.
وتؤكد «سي إن إن» أنه من المرجح أيضاً أن تأخذ «إسرائيل» الاعتبارات السياسية الداخلية . اذ يقود نتنياهو الائتلاف الأكثر يمينية في تاريخ «إسرائيل» ويتطلب منع تلك الحكومة من الانهيار استرضاء المتشددين.
وتعرض نتنياهو لانتقادات شديدة متصاعدة في الداخل لعدم قدرته على منع الهجوم في 7 تشرين الأول، وعدم قدرته على تأمين إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة ما زالوا في غزة.
ويتوقع بينكاس أن يتأثر أي قرار بالرد من جانب «إسرائيل» بشكل كبير بائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف واحتياجات نتنياهو الخاصة للبقاء السياسي.
بالنسبة لنتنياهو- والكلام لبينكاس – فإن الأمر كله يتعلق بالسياسة وبقائه في السلطة والحفاظ على ائتلافه ورغبته في توسيع الحرب لينأى بنفسه عن 7 تشرين الأول.

وأضاف بينكاس: لذلك- في رأيي- فإن الصراع الإقليمي أو الصراع المباشر مع إيران يتوافق مع الرواية الملفقة التي اختلقها، بأن هذا «7 تشرين الأول» ليس مجرد هجوم ولكنه جزء من مواجهة وحملة أكبر بكثير، مشدداً أن الداخل الإسرائيلي لا يريد فتح جبهة أخرى، حيث لا تزال القوات تقاتل في غزة كما أن الإسرائيليين ما زالوا مدمرين ومصدومين بشأن ما حدث، لذلك ليس هناك أي رغبة عامة في التصعيد وفتح صراع مباشر مع إيران.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
معلا يتفقد أعمال تنفيذ ملعب البانوراما في درعا ويقترح تأجيل الافتتاح بسبب تأثر المواد اللاصقة بالأمطار الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان أين وصلت عمليات الترميم والتأهيل لمتحف معرة النعمان وماذا عن متحف حماة وقلعتها؟ بسبب العاصفة.. أضرار مختلفة في الشبكة الكهربائية باللاذقية الرئيس الأسد يصدر قانوناً يشدد الغرامات والعقوبات على كل أفعال التخريب أو سوء استخدام شبكة الاتصالات وبنيتها