هل نشهد صيفاً خالياً من الحرائق؟ وهل اتخذت الجهات المعنية التدابير اللازمة؟
حماة – محمد فرحة:
قبل أن يبدأ فصل الصيف وموسم الحرائق، هل يمكننا إيقاف الحرائق والحدّ من خطورتها من يد العابثين ، فاحترام الطبيعة لا يعني الخضوع لها بل العمل معها وليس معاندتها وتدميرها، بل يمكن أخذ ما نريد من الطبيعة وغاباتها من دون جعلها حالة من حالات التصحر ، فلا بدّ من اتخاذ تدابير حازمة لوقف هدر الموارد الطبيعية أياً كان شكلها ونوعها.
والسؤال المطروح اليوم مع بدء فصل الصيف موسم الحرائق هو: ماذا اتخذت الجهات المعنية عن هذه الحرائق وحماية الغابات والمحاصيل الزراعية من إجراءات في موسم كان ربيعه أكثر من ممتاز ، حيث امتلأت الغابات وأطراف الطرقات بالأعشاب، وغداً ستصبح قشّاً هشّاً، غالباً ما كان سبباً في حرائق الغابات ، وما زاد طين حرائق الغابات ألف بلّة هو قرار وزارة الزراعة بمنع رعي الأغنام والمواشي فيها، أي بالغابات.
ورغم التشدد في حيثيات حماية الغابات، نادراً ما يمر الصيف إلّا وتشهد غاباتنا اعتداءات وتطاولاً عليها ، فهذا إن دلَّ على شيء، فإنما يدل على العبث والجهل في قيمة هذه الغابات ودورها في المتغيرات المناخية.
على هذه الأسئلة يجيب مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير في حديث لـ”تشرين”: منذ مطلع شهر نيسان بدأنا باتخاذ التدابير اللازمة للحد من حرائق الغابات وحمايتها ، حيث تم وسيتم تجهيز وصيانة كل الآليات والصهاريج لقل المياه وتفقد عمل آبار المياه الموجودة في مراكز الحراج ، وأن تبقى هذه الصهاريج معبأة بالمياه للطوارئ دائماً.
وأضاف باكير : كما قمنا بتنظيف العديد من أطراف الطرقات من الحشائش، وسنكثف من وجود خفراء الحراج في الغابات وسيتم تعيين عمال إطفاء مؤقتين لهذه الغاية ، كل ذلك بهدف أن يمضي الصيف بلا حرائق ، فما لحق بغاباتنا خلال السنوات القليلة الماضية كافٍ وقد جعل بعض المواقع أشبه بحالة التصحر تماماً.
وقمنا هذا العام بعمليات الترميم وغرس مئات الآلاف الغراس في هذه المواقع، في حين غابات السنديان والبلوط غالباً ما ترمم نفسها تلقائياً ، رغم أن العديد منها تعرض للاحتطاب الجائر ، ونقصد هنا أشجار السنديان .
وختم مدير زراعة حماة حديثه، بأنه قام أثناء عطلة العيد بتفقد كل مخافر الحراج والمراصد، مشدداً على العاملين فيها للتركيز والانتباه عند حدوث أي اشتباه بوقوع حرائق من خلال المصطافين في الغابات أو الرعيان أو العابثين.
بالمختصر المفيد : تبقى حماية الغابات مسؤولية الجميع، وعلى وزارة الزراعة بث العديد من الرسائل التوجيهية والتوعية للحفاظ على الغابات وحمايتها، وكذلك على المحاصيل الزراعية كالقمح تحديداً من الحرائق، فأي مساحة يطولها حريق هي خسارة كبيرة إنتاجياً، فهل نشهد صيفاً بلا حرائق؟ لا أعتقد لكنني أتمنى.