الحلويات الجاهزة والمنزلية تغيب عن تحضيرات العيد
طرطوس – نورما الشيباني:
امتنع معظم المواطنين هذا العام قسراً عن شراء حلويات العيد أو صنعها في منازلهم، بسبب ارتفاع أسعارها وتكاليف صناعتها أمام قدرتهم الشرائية.
وفي استطلاع أجرته “تشرين” في أسواق طرطوس، أكد العديد من أصحاب محال الحلويات أن الإقبال على شراء الحلويات في حده الأدنى، حيث أوضح حسام محمد صاحب محل حلويات أن هناك انخفاضاً كبيراً وركوداً في حركة بيع وشراء الحلويات هذا العام مقارنة بالعام الفائت، وهذا يعود إلى غلاء المواد الأساسية مثل الطحين والسميد والزيوت والسمون والمكسرات ونقص الغاز الذي يضطر صاحب المحل لاستجراره من السوق السوداء بأسعار فلكية، مضيفاً: كل هذا الغلاء يقابله ضعف في القدرة الشرائية لدى المواطنين الذين يدخلون المحل، وما إن يسألوا عن السعر حتى يخرجوا مصدومين من دون شراء شيء، وللأسف في ظل هذا الركود فإن الكثير من محال الحلويات مهددة بالإغلاق وخسارة الكثير من العمال لباب رزقهم.
معروف: محال مهددة بالإغلاق بسبب الغلاء وانعدام حركة الشراء
وأشارت المواطنة ليلى حسن إلى أن للعيد طقوسه التي ارتبطت بذاكرتنا وتراثنا، ومن هذه الطقوس شراء وصناعة حلويات العيد، حيث لا تكتمل فرحة العيد إلا بها ولم يكن يخلو بيت إلا ورائحة الحلويات تفوح منه وتستمر عملية التحضير أحياناً عدة أيام.
وتتابع حسن: للأسف هذا العام وبسبب الغلاء الفاحش أمام ضعف إمكانياتنا وشحّها ومهما حاولنا التحايل وصنع نوع من الحلويات بأبسط وأرخص التكاليف، نقف مكتوفي الأيدي، لأن الأسعار تحرق كل أمل لدينا.
ومن خلال الاستطلاع تبيّن أن أسعار الحلويات ارتفعت هذا العام أضعافاً مقارنة بالعام الفائت كالبقلاوة التي كان سعرها ١٢٠ ألفاً ليصبح هذا العام أكثر من ٣٠٠ ألف، وكيلو معمول التمر من ٢٥ إلى ٥٠ ألفاً، وكيلو معمول الجوز كان ٥٠ ألفاً وأصبح ١١٠ آلاف، وكيلو الغريبة أو البرازق من ٣٠ ألفاً إلى ٨٠ ألفاً، وكذلك كعك العيد الحلو والمالح كان في العام الماضي بين ٣٠ و٤٠ ألفاً وهذا العام تضاعف إلى ٦٠ و٧٠ ألفاً، وكلها بالسمن النباتي.
كما رصدت “تشرين” أسعار المواد الأولية لصناعة الحلويات هذا العام مثل الطحين، إذ وصل سعر الكيلو منه إلى 10 آلاف والسكر بين ١٦ إلى ٢٠ ألف ليرة والسميد ١٠ آلاف ليرة، وكيلو التمر بين ٤٠ و٥٠ ألفاً وكيلو الجوز بـ ١٥٠ ألفاً، أما الفستق الحلبي فهو ٢٥٠ ألفاً.
وسجل كيلو السمن العربي ٢٩٠ ألف ليرة، وقد تضاعفت أسعار هذه المواد بشكل جنوني مقارنة بالعام الماضي.
من جانبه، أكد رئيس اتحاد الحرفيين في طرطوس صالح معروف، أن غلاء أسعار الحلويات يعود إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل وقلة توفر المشتقات النفطية والغاز. وتابع معروف: هناك محال حلويات مهددة بالإغلاق بسبب الغلاء وقلة حركة الشراء وارتفاع أجور الأيدي العاملة وارتفاع الضرائب، التي يؤدي تخفيف قيمتها إلى تخفيف سعر المنتج، إضافة إلى أنّ عدم توفر الكهرباء يؤدي إلى تلف المنتجات أو شراء الحرفي مصادر طاقة مكلفة وبالتالي رفع سعر المنتج.