أمراض فصل الربيع تصيب 10% من الأطفال والكبار
دمشق- بشرى سمير:
“أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً من الحسن حتى كاد أن يتكلما”،كلام الشاعر ووصفه البديع لأجمل فصول السنة لا يلغي وجود تبعات مزعجة له وتأثيرات على الصحة، إذ غالباً ما يرافق هذا الفصل الجميل الكثير من الأمراض التحسسية سواء تحسس العيون وإحمراها أو العطاس المتكرر نتيجة روائح الزهر.
ويشير الدكتور محمد حميد اختصاص طب عام إلى أن أمراض الربيع غالباً ما تكون ناتجة عن رد فعل الجهاز المناعى للجسم لمواد طبيعية فى البيئة وقت أزهار النباتات والأشجار وتطاير حبوب اللقاح والأتربة عن طريق الرياح لتدخل العين والأنف والرئة، فيتأثر بها الإنسان وتظهر أعراض الحساسية، ومن أهمها حساسية العين والفم والأنف والحلق والصدر “الربو”، وبعض الأمراض الفيروسية الأخرى.
ولفت الدكتور حميد إلى أنّ الرمد الربيعي هو من أهم الأمراض التى ترتبط بفصل الربيع، حيث إن كلمة الرمد الربيعي تطلق على أي حساسية مزمنة تصيب ملتحمة العين، وينتشر بين سكان المناطق الحارة ومنها بلدنا، ويبدأ مع دخول فصل الربيع، وتكون الأعراض على شكل ألم وإحمرار وحكة فى العينين والإحساس بوجود رمل أو شعرة داخل العين والانزعاج من الضوء، ومن أخطر مضاعفات المرض هو حدوث تقرحات بالقرنية قد تؤدي إلى ضعف الأبصار.
الوقاية
ويؤكد د.حميد أن الوقاية تتمثل فى الابتعاد عن لمس العين والحكة مع وضع كمادات مياه باردة على العين بفوطة ناعمة، وتكرر عدة مرات يومياً، كما يجب استعمال نظارة شمسية وعدم استخدام العدسات اللاصقة لأنها تزيد من أعراض الحساسية، كما يجب الاهتمام براحة العين ونظافتها وأخذ القسط المناسب من النوم من أجل صحة العين وسلامتها، وبالنسبة للسيدات يجب الامتناع عن وضع الماكياج وأدوات التجميل ما أمكن، واستخدام قطرات للعين لتنظيفها والتى تؤدى إلى تخفيف الإعراض واستخدام أدوية مضادة للهستامين كما قد تستدعى الحالة استخدام قطرات الكورتيزون . وفيما يتعلق بأمراض الجهاز التنفسي مثل حساسية الأنف وكثرة العطاس فهى التهاب في الأغشية المخاطية المبطنة للأنف وتعدّ حبوب اللقاح خصوصاً حبوب لقاح الأزهار، وكذلك الأتربة الناعمة التى تحمل الفيروسات من أهم مسببات حساسية الأنف وإضافة إلى وجود الاصابة نتيجة الوراثة تعد أحد مسبباتها، ومن أهم الأعراض كثرة العطاس وانسداد الأنف والحكة وسيلان الأنف وحرقة فى الحنجرة وصداع وضعف حاسة الشم.
ويوضح الدكتور حميد أن حساسية الأنف قد تستمر أسابيع وشهوراً أما بالنسبة لحساسية الصدر ” الربو”، وهو مرض مزمن يصيب الشعب الهوائية ويتميز بحدوث هجمات متقطعة من ضيق النفس الشديد مع الصفير وقد يكون العامل الوراثي أحد مسبباته، وأعراضه تتمثل فى ضيق وصعوبة فى التنفس وسعال مستمر مصحوب بصوت صفير فى حالة اشتداد النوبة وتسوء فترة الليل وضيق فى الصدر مبيناً أن نسب الإصابة بالربو الشعبي في الربيع يتراوح ما بين 10 إلى 15 % فى الأطفال، ويتراوح من 8 إلى 10 % لدى كبار السن.
الأكزيما
ولفت د.حميد الى الحساسية الجلدية التي تسببها حبوب اللقاح والأتربة الناعمة والتلوث البيئي الاصابة بحساسية الجلد ، وتظهر على شكل الاصابة بالارتيكاريا أو الأكزيما التي من أعراضها الشعور بالحكة وإحمرار الجلد وظهور طفح جلدي على هيئة درنات. وتزداد شدة المعاناة بسبب الأكزيما والتهاب الجلد التأتبي في فصل الربيع.
حيث ثبت علمياً أنّ هناك علاقة بين ظهور أعراض هذه الأمراض في فصل الربيع والحالة النفسية للمريض، والعلاج الوقائي لحساسية الجلد لابدّ من ارتداء الثياب القطنية المغطية لكل الجسم عند الوجود في الطبيعة، والابتعاد عن تناول الأشياء التى من أصلها تسبب حساسية للجلد لذلك يجب الامتناع عن استخدام أنواع الكريمات أو الصبغات المسببة لظهور حكه وطفح جلدي والابتعاد ما أمكن عن المواد المهيجة للجلد مثل الصابون والإسمنت والمواد الكيميائية.
نصائح
ومن أهم النصائح التي وجهها الدكتور حميد لتجنب أمراض الربيع الابتعاد عن الحدائق والمزارع التى تنتشر بها الزهور وفروع النباتات الطويلة فى فصل الربيع وإغلاق النوافذ قدر الإمكان والمحافظة على النظافة لتقليل تراكم الغبار والاستحمام بصورة منتظمة وتغيير أغطية الفراش باستمرار و تفادى الاحتكاك المباشر مع الطبيعة فى فصل الربيع والابتعاد عن أماكن الزهور والابتعاد عن الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب وطيور الزينة مع الإكثار من الأطعمة الغنية بفيتامين سى والكالسيوم وذلك لمقاومة الزكام والأنفلونزا.