انحباس الأمطار وارتفاع درجات الحرارة يستوجبان إطلاق المياه لسقاية القمح.. وشبكة ري حماة- حمص جاهزة
حماة – محمد فرحة:
إذا صدق المأثور الشعبي “لا تأخذ الفول غير مكيول” ، فعلى وزارة الزراعة أن تضع هذا المثل دائماً في حساباتها، لطالما كانت تستعجل وتقدر الإنتاج قبل جني الموسم بأشهر، من دون أن تأخذ بالحسبان أي طارىء عرضي أو جائحة قد تلمّ بالمحصول، ونتحدث هنا عن محصولي القمح والشعير تحديداً.
فبالأمس أشرنا إلى وجود إصابات في العديد من المواقع المزروعة بالقمح بحشرة السونة وصدأ القمح الأصفر، وفقاً لحديث وجولة مدير الوقاية في وزارة الزراعة المهندس إياد محمد.
أما اليوم فسنتحدث عن انحباس الأمطار المترافق مع ارتفاع درجات الحرارة أكثر من المعدل لمثل هذه الفترة من السنة، ومن المهم جداً إطلاق المياه في شبكات الري لسقاية محصول القمح مع بداية عطلة عيد الفطر، رغم أنه غالباً ما كان صقيع شهر نيسان يلسع المحاصيل، وتحديداً الخضراوات منها.
إذاً هاهو مشروع تنفيذ تأهيل وترميم، شبكة قناة ري حمص- حماة، بطول ٢٧ كم منها في مجال محافظة حماة، قد أنهت مديرية موارد حماة المائية إنجازها من خلال تمويل المنظمات الدولية للمشروع، زد على ذلك تأهيل ٥٧ كم من أقنية الري الفرعية، وفقاً لحديث مدير موارد حماة المائية المهندس مطيع عبشي لـ”تشرين”.
وزاد على ذلك، بأنه مازالت هناك مساحات من هذه الشبكات تحتاج إلى تأهيل وصيانة، إن لم نقل استبدالاً من جراء ما تعرضت له من أذية حيناً، وعدم جريان المياه فيها حيناً آخر منذ بداية الأزمة تقريباً، الأمر الذي أدى إلى تهالكها وتصدعها، مشيراً إلى أنهم بصدد صيانتها وإعادة ترميمها عند توافر الأموال اللازمة لهذه الغاية.
وتطرق عبشي في سياق حديثه إلى أنه إذا اقتضت الحاجة اليوم أو غداً لإطلاق المياه في هذه الشبكة لسقاية المحاصيل، فإنّ أقنية شبكة ري حمص –حماة، جاهزة لاستقبال المياه ومتاحة سقاية محصول القمح.
مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير، أوضح لـ”تشرين” أنه يجري التنسيق والعمل الدؤوب منذ أيام ما بين “الزراعة” و”الموارد المائية” لإطلاق المياه من سد الرستن ومن بحيرة قطينة لإرواء القمح المزروع في مجال شبكات الري المشتركة بين محافظتي حمص وحماة.
وكشف باكير أن محافظ حماة الدكتور محمود زنبوعة يتواصل مع وزير الكهرباء، بضرورة منح ثلاث ساعات وصل ولمدة يومين بهدف إتاحة الفرصة للمزارعين لسقاية محصول القمح، مشيراً إلى أنه تم توزيع ٤ ليترات مازوت لكل دونم، لكن هذا قد لا يكون كافياً للمزارعين إذا ما أردنا إنتاجاً وفيراً.
وبيّن أن محصول القمح بات بحاجة ماسة للسقاية في حال طال انحباس الأمطار، ولاسيما أنه الآن في طور تشكيل السنابل وتكوين الحبيبات اللبنية، وتعرضه للعطش يعني خسارة إنتاج وهذا لا أحد يريده.
خاتماً حديثه بأنه قد يتم إطلاق المياه قريباً جداً، وأبعدها خلال أسبوع، والمحافظ جاد لإطلاق المياه بهدف جني محصول قمح يحقق المراد.
بالمختصر المفيد: النوايا الطيبة وحدها لا تقود إلى الجنة ، و المراد يجب أن يترافق بالعمل والإصرار وتوفير كل ما يلزم من أجل الوصول إلى الهدف والمبتغى، فسقاية محصول القمح لابدّ أن تتم خلال الأسبوع القادم، فمياه سدي الرستن وقطينة فيهما ما يكفي لموسم زراعي جيد، لكن ما يعيب كل ذلك هو غياب مستلزماته.