المواد الكيميائية.. مخاطر متزايدة وتوعية غائبة
تشرين:
مع غياب البرامج التوعوية عن شرائح المجتمع، يجهل البعض ما للمواد الكيميائية من مخاطر على الإنسان ومحيطه، ومن هذه المواد الخطرة المواد المشعة والمتفجرات والغازات القابلة للاشتعال والسامة والمواد الصلبة التي تشتعل عند البلل أو تلك التي تشتعل تلقائياً، والأسمدة الكيماوية ومبيدات الآفات الزراعية.
يمكن للمواد الكاوية سواء سائلة أو صلبة أن تدخل العين وتؤذيها وتسبب أضراراً وربما عمى، وهذا يستدعي وضع وجه المصاب تحت ماء بارد يجري، بحيث لا تصاب العين السليمة، ثم تضمد العين بقطعة شاش، وينقل المصاب إلى المشفى.
للجلد أيضاً نصيبه، فقد يتعرض نتيجة ملامسة المواد الكيميائية السامة لإصابات موضعية، ولاسيما أن الجلد يتميز بقدرته على امتصاص هذه المواد، ما يؤدي إلى التسمم والخدوش والحروق ويسبب حساسية في الجلد أو أكزيما.
أيضاً للجهاز التنفسي مشكلاته، فعندما تدخل هذه المواد السامة إلى الجسم تؤدي إلى التسمم عن طريق استنشاق الأبخرة والغازات والدقائق العالقة في الهواء، فتصل إلى الرئتين ومنها إلى بقية الجسم عن طريق الدم أو الأوعية اللمفاوية.
وقد يؤدي الاستنشاق إلى مخاطر صحية بالغة في الجهاز التنفسي من خلال حساسية في الأنف والحنجرة والرئتين، وتسبب التهاباً رئوياً وأمراضاً صدرية، إضافة إلى مرض الربو وضيق في التنفس والاختناق الذي يسبب الوفاة، والتسمم بهذه المواد أثناء العمل يكون عن طريق الاستنشاق أو عن طريق الابتلاع نتيجة تلوث اليدين أو الأطعمة أو المشروبات التي يتناولها الإنسان.
كما أن ابتلاع هذه المواد يؤدي إلى جفاف وحروق وحساسية في الفم والحلق، وقد يؤدي إلى حدوث تقرحات في المعدة ومضاعفات خطرة قد تسبب الوفاة.
اذاً هناك ضرر على العيون أو الأنف والحنجرة والرئتين عند الاستنشاق، إضافة إلى إصابات تحدث نتيجة امتصاص المادة من قبل أنسجة الجسم ودخولها مجرى الدم عن طريق الجهاز التنفسي أو الهضمي أو الجلد فتؤثر على الكبد أو الكليتين أو القلب والدماغ.
يتأثر الأطفال بشكل أكبر بالمواد الكيميائية، لأن طبقة الجلد لديهم لم تتطور بعد، أي إن هذه المواد يتم امتصاصها بسرعة عبر جلد الأطفال.
أيضاً المجاري التنفسية والهضمية، ومعدل عمليات الأيض أكثر عند الأطفال، ما يؤدي إلى استهلاك أكثر للأوكسجين مقارنة بالوزن منه عند الكبار.
أما الوقاية، فتكون بمبادرة الجهات المختصة إلى نشر توعية لتفادي مخاطر المواد الكيميائية ما أمكن داخل المنزل وما يحتويه من مواد، وكذلك خارج المنزل، وأفضل طريقة لتفادي مخاطر هذه المواد معرفة كيفية الوقاية والحماية، ففي حال كانت هناك مواد كيميائية منتشرة في الجو، تكون الوقاية الفردية بإطفاء وسائل التكييف وحماية أعضاء التنفس من المادة الكيميائية باستخدام القناع الواقي “الكمامة” وفي حالة عدم توفره يمكن استخدام قطع من القماش المبلل بالماء ووضعها على الأنف والفم أو التعرض إلى تيار مائي والهدوء النفسي وراحة الأعصاب، لأن القلق والخوف يولدان حالة نفسية تزيد حركة التنفس من شهيق وزفير، ما يؤدي إلى دخول جزيئات من المواد الكيميائية داخل الجسم، والتي بدورها تؤثر في الأعصاب.