ثلث خطة زراعة الغاب من محصول القطن زرعت حتى الآن.. ولهذا التراجع مبرراته
حماة- محمد فرحة:
لماذا تراجعت زراعة القطن بهذا الشكل الكبير ونحن الذين كنّا نصدّره ويشكل دعماً كبيراً وانتعاشاً لاقتصادنا؟، وهل يعيد المعنيون قراءتهم للسياسات الزراعية بشكل آخر لتكون الركيزة الأساسية لاقتصادنا المحلي الذي هو زراعي بامتياز، وله الدور الكبير في تحسين المستوى المعيشي للمواطن، ومصدر أمننا الغذائي بعيداً عن استيراد منتجات كان لنا باع طويل في إنتاجها؟
في قراءة متأنية للخطة التي أقرّتها الهيئة العامة لتطوير الغاب والبالغة ٣٠٠ دونم، نلاحظ تراجعاً واضحاً في محصول كان يغطي أكبر مساحة ممكنة بعد القمح في منطقة سهل الغاب الخصب، تمت زراعة مئة دونم منها حتى ما قبل عطلة الأعياد التي انقضت قبل أيام، وهي التي بدأت أي عملية زراعة المحصول في مطلع شهر نيسان الماضي، ولم يعد يفصلنا عن موعد الانتهاء من زراعته أكثر من أسبوع.
كل ذلك يشي بأنه لا رغبة لدى المزارعين في زراعة المحصول واستكمال تنفيذ كامل الخطة المقررة، وهذا يؤكد حقيقة لا لبس فيها ، مؤداها بأنّ المزارعين باتوا اليوم يبحثون عن زراعات أكثر ريعية وأقل تكلفة في زمن باتت هذه التكلفة باهظة ولم تعد تفي بقناعات المزارعين وتحقق لهم هامش ربح مجزياً يتماشى مع الواقع الاقتصادي المعاش.
بل لقد اتجه جلّ المزارعين نحو زراعات أكثر مردوداً وربحاً وأقل تكلفة، كالكمون واليانسون وحبة البركة والنباتات العطرية الأخرى حتى إكليل الجبل والزعتر، في الوقت الذي كانت فيه كلّ هذه الزراعات هامشية ومهمّشة.
مدير الإنتاج النباتي في الهيئة العامة لإدارة تطوير الغاب المهندس وفيق زروف أوضح لـ”تشرين”، أنّ خطة زراعة القطن هذا العام ٣٠٠ دونم تمت زراعة مئة دونم منها حتى ما قبل الأسبوع الأول من هذا الشهر.
وزاد زروف بأنه قد تزرع كامل الخطة في حال سمحت الظروف الجوية بذلك، والقطن من المحاصيل الإستراتيجية المهمة.
بالمختصر المفيد ؛ اليوم باتت إعادة النظر بالسياسات الزراعية أكثر ضرورة، حيث غدت المحاصيل الإستراتيجية على الهامش والزراعات التي كانت هامشية وتزرع في كثير من الأحيان تكثيفية أمست زراعات رئيسة، وهذا يقود إلى استيراد العديد من المواد الزراعية الغذائية، في الوقت الذي يجب توفير تكلفتها بالقطع الأجنبي وزراعتها بعد تحديد أسعار مغرية ومجزية للزارعين، بما يسهم في تنمية مستدامة تحقق العيش الكريم للمواطن .