استمرار تجاهل قمع الظاهرة لم يعد مقبولاً.. انتشار مخيف وخطر للّعب بالمفرقعات
درعا – وليد الزعبي:
بات إطلاق المفرقعات النارية ينتشر بشكل كثيف ومخيف في مناطق مختلفة من محافظة درعا، وخاصةً منذ بدء شهر رمضان المبارك، حيث يتجول الفتية بعد الإفطار بين المباني السكنية وعند المحال التجارية، ويبدؤون بإطلاق تلك المفرقعات ذات الأنواع والأحجام المختلفة والأصوات المرعبة.
حتى إن الأمر لم يقتصر على إطلاقها في السماء، وإنما في محيط المساجد أثناء صلاة التراويح، وباتجاه المارة، وخاصةً من الفتيات، الأمر الذي يثير الهلع والخوف لديهن، وكثيراً ما تحدث من جراء ذلك ردّات فعل لاإرادية من صراخ وبكاء أو ركض وقفز، وبالطبع هذا التصرف قد يسبب لهن أذيّات من المفرقعات نفسها أو من ردّات الفعل التي يحتمل أن تؤدي إلى التعثّر والسقوط أرضاً. كما إن إطلاق المفرقات يتم أيضاً في مداخل الأبنية ورميها باتجاه بعض المحال، في حالة تنم عن تنمر غير محسوب العواقب من الفتية الذين لا يقبلون أي توعية أو نصائح لتفادي التصرف بهذا الشكل العدواني.
والكثير من الناس أبدوا امتعاضهم مما يحدث، حيث فاق المعقول، إذ إنه وغير الأذيات المحتمل حدوثها للفتية مستعملي المفرقعات وكذلك المارة، هناك إزعاج وضجيج لايحتمل، وخاصةً أن إطلاق تلك المفرقعات يستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، والجميع لا يستطيع النوم، وخاصة كبار السن والأطفال الذين ينامون باكراً.
أصوات الناس تعلو إزاء ما يحدث، مطالبةً بضرورة وضع حدّ للظاهرة من خلال ضبط الحدود التي يتم تهريب المفرقعات من خلالها، وكذلك تسيير دوريات مشتركة من الجهات المعنية على الأسواق وضبط أي محال تبيع تلك المفرقعات ومصادرتها وإتلافها على الفور، وذلك لمنع حدوث أي إصابات لدى الأطفال والفتية الذين يلعبون بها، وكذلك لدى المارة، وللحدّ من الإزعاج الذي لا يطاق.
رئيس دائرة حماية المستهلك أحمد كناني، أشار إلى أن المسؤولية مشتركة ما بين الجمارك والبلدية والتموين تجاه ضبط ظاهرة انتشار المفرقعات، لافتاً إلى أنه سيتم تسيير دوريات رقابية بالتنسيق مع البلديات على الأسواق لتحرّي المحال التي تبيع مثل تلك المفرقعات، وتنظيم الضبوط اللازمة بحقها بسبب ارتكاب مخالفة حيازة مواد مجهولة المصدر وممنوع بيعها، مع مصادرة المفرقعات وإتلافها أصولاً.
تجدر الإشارة على صعيد هذه المشكلة، أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأهل، إذ يتوجب عليهم توعية أبنائهم إلى مخاطر اللعب بالمفرقعات على صحتهم، وتبديدها لـ”خرجياتهم” بدلاً من صرفها على مأكولات تفيدهم، ولا بد من إرفاق التوعية بمراقبة الأبناء والحزم في الحساب، لوضع حدّ لتفشي ظاهرة اللعب بالمفرقعات الخطرة والمؤذية والمزعجة.