«الغارديان»: «إسرائيل» في مواجهة ضغط دولي ومحاسبة بعد «مذبحة طالبي المساعدات»

تشرين- لمى سليمان:
نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية مقالاً بعنوان «إسرائيل تواجه ضغطاً دولياً هائلاً لإجراء تحقيق حول مقتل فلسطينيين أثناء اصطفافهم للحصول على مساعدات غذائية».
وجاء في المقال: تواجه «إسرائيل» ضغوطاً دولية متزايدة لإجراء تحقيق بعد مقتل أكثر من 100 فلسطيني في غزة، حين تجمعت الحشود اليائسة حول شاحنات المساعدات، و قامت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار عليهم،
في حين كذّبت «إسرائيل» الخبر مدعية أن «أشخاصاً» لقوا حتفهم في تدافع أو دهستهم شاحنات المساعدات، رغم أنها كانت قد اعترفت مسبقاً بأن قواتها فتحت النار على من وصفتهم بـ«الغوغائيين».. في الوقت الذي أكد فيه مدير أحد المستشفيات في غزة أن 80 % من المصابين الذين تم جلبهم هم مصابون بطلقات نارية.
وفي تصريح له قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إن فريق الأمم المتحدة الذي زار بعض الجرحى في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، شاهد عدداً كبيراً من الإصابات بالرصاص.
وقال ستيفان دوجاريك: إن المستشفى استقبل 70 شهيداً وعالج أكثر من 700 جريح، من بينهم نحو 200 كانوا لا يزالون هناك خلال زيارة الفريق.
ووفقاً لدوجاريك فإن فريق الأمم المتحدة الذي عالج المرضى الذين كانوا على قيد الحياة ويتلقون العلاج، لاحظ عدداً كبيراً من الجروح الناجمة عن أعيرة نارية.
وحسب الصحيفة، فإن المملكة المتحدة قد دعت إلى «تحقيق عاجل ومحاسبة»، وفي بيان لوزير خارجيتها ديفيد كاميرون وصف قتل طالبي المساعدات في غزة بـ«الحادثة المروعة»، مشدداً على ضرورة عدم تكرارها مرة أخرى، وأنه يتعين على «إسرائيل» أن تسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
وحسبما جاء في الصحيفة، فإن فرنسا دعت إلى إجراء تحقيق مستقل في ملابسات الكارثة، وقالت ألمانيا إنه يتعين على «الجيش الإسرائيلي» أن يقدم تفسيراً كاملاً لما حدث، في حين طلبت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية ببذل كل جهد للتحقيق فيما حدث وضمان الشفافية.
ومن جانبها، أحصت وزارة الصحة الفلسطينية عدد الشهداء بـ112 شخصاً، وأكثر من 750 مصاباً كانوا قد تجمعوا حول قافلة شاحنات تحمل مساعدات غذائية.
وحسب شهود عيان في غزة وبعض الجرحى فإن «إسرائيل» فتحت النار على الحشد، ما تسبب في حالة من الذعر.
وصرح الدكتور محمد صالحة، القائم بأعمال مدير مستشفى العودة في شمال غزة، لوكالة «أسوشيتد برس» أنه تم نقل 176 جريحاً إلى المستشفى، منهم 142 مصاباً بطلقات نارية و34 إصابة ناجمة عن التدافع.
وزعم متحدث باسم جيش الاحتلال أن عشرات الأشخاص قتلوا في حادث تدافع أو دهس بالشاحنات أثناء محاولتهم الفرار، وقال أيضاً: إن قوات الجيش الإسرائيلي فتحت النار في وقت لاحق دفاعاً عن النفسن بعد أن شعرت «بالتهديد» لكنها لم تستهدف القافلة أو الحشد.
وفي وقت سابق، بدا أن متحدثاً عسكرياً إسرائيلياً آخر أعطى رواية مختلفة عن القوات التي فتحت النار، وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر: إن القوات التي تحرس نقطة تفتيش في شمال غزة هي المسؤولة، قائلاً في مؤتمر صحفي: إن اقتراب الناس عند المعبر نفسه من القوات شكل تهديداً عليهم فقاموا بفتح النار عليهم.
وفي حين تصاعدت الإدانات الدولية للمجزرة، أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قلقه من استهداف المدنيين الفلسطينيين من قبل الجنود الإسرائيليين داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وفي تصريح له عبر السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور عن سخط عميق إزاء الصور القادمة من غزة، حيث يستهدف الجنود الإسرائيليون المدنيين، معرباً عن إدانته الشديدة لعمليات إطلاق النار هذه، وداعياً إلى الحقيقة والعدالة واحترام القانون الدولي.
وقال منصور: الوضع في غزة رهيب، يجب حماية جميع السكان المدنيين، ويجب تنفيذ وقف إطلاق النار على الفور للسماح بتوزيع المساعدات الإنسانية، موضحاً أن الولايات المتحدة كانت قد منعت في جلسة طارئة مغلقة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً تقدمت به الجزائر يقول؛ إن الوفيات كانت بسبب إطلاق النار من قبل القوات الإسرائيلية.
وقال منصور: إن هذه المذبحة الشنيعة هي شهادة على أنه؛ ما دام ظل مجلس الأمن مشلولاً ويستخدم حق النقض، فإن ذلك يكلف الشعب الفلسطيني حياته.
وكانت واشنطن عرقلت ثلاث مرات قرارات لمجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار