الصوص بـ 15 ألف ليرة في “القلمون”… ومربون عزفوا عن التربية بسبب الخسائر الفادحة
ريف دمشق – علام العبد:
كشف مربو الدواجن في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق، أن أسعار الصوص تشهد ارتفاعاً كبيراً في آخر هذا الأسبوع، حيث وصل سعره إلى 15 ألف ليرة وقد يلامس ارتفاعاً أعلى في رمضان القادم.
وأشار المربي هشام خلوف صاحب شركة لإنتاج الدواجن في القلمون إلى أن ارتفاع أسعار الصوص، على الرغم من الاستقرار الكبير في أسعار خامات العلف خلال الفترة الأخيرة، يعود إلى انخفاض الطلب على الشراء، وتراجع الكميات المعروضة نتيجة خروج الكثير من مربي الدواجن من “كار” التربية خلال أزمة نقص الأعلاف في الأسواق وارتفاع أسعار المحروقات اللازمة لعمليات التدفئة.
وأرجع خلوف السبب لما يجري اليوم في سوق الدواجن إلى أسباب عدة، أهمها: استغلال المربين الموسم الذي يسبق رمضان والعيد، واقترح أن تتعاون وزارتا الزراعة والتجارة الداخلية معاً من أجل وضع تسعيرة منطقية للصوص ودراسة تكلفة تربية الفروج.
فيما أكد عدد من مربي الدواجن في المنطقة أنهم عزفوا عن تربية صيصان الدواجن هذا العام بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدوها والأسعار المرتفعة في سعر الصوص، التي باتت تخيم على قطاع الدواجن، لافتين إلى أنه بات ضرورياً إيجاد حل حقيقي وليس شريكاً لإنقاذ ما تبقى من الدواجن.
مصعب عز الدين، أحد تجار الدواجن، أشار إلى أن السبب الرئيسي حالياً فيما يجري في سوق الدواجن، هو ارتفاع أسعار الصوص التي زادت إلى الضعف عما كان يباع في السابق، فاليوم يباع بـ 15 ألف ليرة، بينما كان يباع قبل هذه الفترة بــ 7 آلاف ليرة، وهذا كله أدى إلى وجود نقص في أعداد الصيصان الموجودة في المزارع، ما أدى تلقائياً إلى نقص المعروض من الدواجن في أسواق بيعها.
وأوضح عز الدين، لـ” تشرين” أن أصحاب المزارع عندما يجدون نقصاً في أعداد الصيصان، يقومون تلقائياً بخفض كمية الدواجن المباعة لأصحاب المحال، ومع نقص المعروض للمواطنين تدريجياً ترتفع أسعار الموجود حتى يصبح الإقبال على الشراء متوازناً مع أعداد الكميات المعروضة في الأسواق لحين انتهاء دورة جديدة في تربية الصيصان وعرض كميات ضخمة من الدواجن في الأسواق.
وتوقع طارق عبد السلام أحد تجار الدواجن، أن تنتهي أزمة ارتفاع أسعار الدواجن خلال شهرين على الأكثر بعد العيد ثم تعود مرة أخرى للانخفاض تدريجياً، بسبب ارتفاع درجات الحرارة حتى ينتهي بها الحال إلى الأسعار التي كانت عليها قبل فصل الشتاء، والتي لامست فيها انخفاضاً مقداره 5 آلاف ليرة عن اليوم بالنسبة لسعر الكيلو من كل نوع.
واستطرد عبد السلام بأنه من ضمن أسباب زيادة أسعار الدواجن، زيادة أسعار اللحوم الحمراء والتوجه إلى استهلاك الدواجن أكثر، لكونها أقل في الأسعار مقارنة باللحوم الحمراء التي أصبح الكيلو منها يسجل خلال هذه الأيام في القلمون 220 ألف ليرة للغنم و170ألفاً للعجل، ولذلك يتجه المواطنون لشراء الدواجن كون أسعارها منخفضة عن أسعار اللحوم.
وحسب إحصائيات زراعة منطقة النبك في القلمون الغربي، فإن العدد الكلي لدجاج بيض المائدة في المنطقة يبلغ 97500، ينتج 42998 بيضة، وأن عدد طيور الدجاج القروي في مدن وقرى وبلدات منطقة النبك 15 ألف دجاجة تنتج 3780 بيضة، في حين يبلغ عدد دجاج الفروج 250 ألف دجاجة ينتج عنها 250 طناً من لحم فروج.
في حين أن عدد المداجن العاملة في المنطقة 65 مدجنة لتربية الفروج، و35 مدجنة لتربية دجاج بيض المائدة، وبينت أن أبرز الصعوبات التي تواجه تربية الدواجن في القلمون غلاء الأعلاف وصعوبة الحصول على المحروقات وغلاء ثمنها، وبدائية عملية التربية والإيواء وعدم التوازن بين العرض والطلب في السوق، وتحكم التجار بأسعار الأعلاف وتصريف الإنتاج.