من إعلام العدو كاتب إسرائيلي: هل يمكن لـ”إسرائيل” أن تتملص من مسؤوليتها عن قتل 11500 طفل فلسطيني في غزة؟
تشرين ـ غسان محمد:
دحض الكاتب الاسرائيلي جدعون ليفي، عبر صحيفة “هآرتس” مزاعم قادة كيان الاحتلال الذين زعموا أن الجيش الاسرائيلي يلتزم في حربه على قطاع غزة، قوانين الحروب المتعارف عليها عالمياً، ويبذل كل ما في وسعه لتجنب قتل الأبرياء، وخاصة الأطفال، فالحقيقة هي أن “إسرائيل” وجيشها لا يهتمان بذلك.
وقال ليفي: إن الجيش الاسرائيلي قتل أكثر من 11 ألفاً و500 طفل فلسطيني في غزة، بينما شاهد آلاف الأطفال الفلسطينيين وفاة أحبائهم، ودفنوا أطفالهم، كما انتشلوا أجسادا من النار ومن تحت الأنقاض، عدا عن آلاف الأطفال الذين أصبحوا معوقين وعشرات الآلاف في حالة صدمة ستلازمهم إلى الأبد.
وتابع الكاتب: هناك آلاف أسماء الأطفال الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في غزة خلال الأشهر الأربعة الماضية، والحقيقة هي أن طفلاً فلسطينياً واحداً يُقتل كل 15 دقيقة، بالتالي، لا يمكن تفسير هذا الرعب، مهما حاولت آلة الدعاية الإسرائيلية التغطية عليها، كما لا يمكن أن يكون له تفسير سوى وجود جيش وحكومة في “إسرائيل” لا يتقيدان بأي قانون وليس لديهما أي أخلاق.
ووصف ليفي تبريرات ومزاعم الجيش الإسرائيلي بأنها مبتذلة ومثيرة للشفقة، قائلاً إن أطفالاً ماتوا في أسرّتهم بينما قُتل آخرون أثناء محاولتهم الهرب طلباً للنجاة بحياتهم لكن من دون جدوى، وهنالك 10 آلاف جثة لأطفال ترقد في المقابر الجماعية وغرف الطوارئ المكتظة، وهذا كله يحدث غير بعيد من “تل أبيب” ومن دون أن يتحدث عنه أحد في “إسرائيل”، ومن دون أن يجري أي نقاش عام حول هذا الجنون العنيف الذي سمحت “إسرائيل” به لنفسها، وحتى أن يفكر أحد في النتائج والعواقب التي ستنجم عن هذا القتل الجماعي، وما قد تجنيه “إسرائيل” من قتل الأطفال والثمن الذي ستدفعه في المقابل.
وشدد الكاتب على أن مشاهد موت الأطفال الفلسطينيين، هي جزء من حياتهم البائسة، وتجعل المرء يشعر بالاختناق والأسى والخجل الشديد، فما يقوم به الجيش الإسرائيلي هو في الواقع محاولة مقصودة لمحو أجيال في غزة، وقتل الأطفال بأعداد تتجاوز عدد الضحايا المدنيين في أبشع الحروب التي عرفتها البشرية، وهذا ما لن يكون بالإمكان نسيانه. فهل يمكن لشعب أن ينسى من قتل أبناءه بهذه الطريقة…؟ وهل يمكن لأصحاب الضمائر الحية في جميع أنحاء العالم، أن يظلوا صامتين إزاء هذا القتل الجماعي للأطفال…؟
وختم الكاتب ليفي قائلاً: من المستحيل أن يبقى الناس صامتين، وحتى “إسرائيل” المنغمسة في خوفها وقلقها على مصير أسراها، لا يمكنها أن تتجاهل ما يحدث في غزة، ولن يكون بوسعها التملص من مسؤوليتها عن كل هذا القتل المجاني.