«حزب البعث.. مراجعة نقدية في الفكر والتطبيق» في جلسة حوارية
تشرين- هبا علي أحمد:
أقام اتحاد الكُتّاب العرب جلسة حوارية مفتوحة تحت عنوان ” حزب البعث.. مراجعة نقدية في الفكر والتطبيق”، وذلك في مقر الاتحاد في دمشق، ظهر اليوم.
وخلال الجلسة، قال الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس مكتب الثقافة والإعداد والإعلام: استمرارية حزب البعث العربي الاشتراكي تنطلق من قدرته على التجديد منذ نشأته في ١٩٤٧، لافتاً إلى التجارب التي استفاد منها، وبالتالي تطبيقها في مسار عام يتماشى مع متطلبات كل مرحلة مثبتاً بذلك قدرته على التعامل مع الذات، ولا سيما أنّ تغير الذات هو شرط من أجل تغيير الواقع، مشيراً إلى أنّ حزب البعث تنبّه مُسبقاً إلى هذا الشرط ما يميزه عن الأحزاب التي حاولت تغيير الواقع من دون أن تغير ذاتها، وبالتالي انتهى بها المطاف إلى الانهيار.
واستعرض دخل الله مراحل الانتقال الفكري التي مرّ بها الحزب، منها الانتقال من الاشتراكية الديمقراطية إلى المنطلقات النظرية، ومن ثمّ إلى الوحدة الوطنية المنافية للصراع الطبقي حكماً، فضلاً عن تكافؤ الفرص، وعندها جُمعت كل الأحزاب في جبهة واحدة من دون إجبار أيّ حزب على الانخراط في الجبهة الوطنية، وبعدها تمّ الانتقال إلى مشروع فكري آخر يقوم على حشد الطاقات، ومن ثم إلى مرحلة السوق الاجتماعي، وهذه المراحل أثبتت قدرته على التجديد القائم حتى يومنا وبالتالي الاستمرار، في حين تمرّ الحركة الحزبية والإيديولوجيا في العالم بأزمة بنيوية.
من جهته دعا الباحث نبيل صالح إلى ضرورة وجود النقد، وكشف السلبيات، وتغيير الغلط، وأن يكون دور الحزب أساسياً في هذا النهج، وعدم ترك أي أزمة بنيوية وصولاً إلى كشف الغلط وتغييره إلى الصواب.
ولفت الصالح إلى أنّه لا بدّ من الحِراك الثقافي، وتوفير الثقافة المنفتحة، والابتعاد عن الانغلاق، والتصميم على تغيير السلبيات، والتمسك بالإيجابيات، والاستماع إلى الخصوم والأصدقاء، والاستفادة منها، ما يخدم المصلحة العامة، ودعم النخب الفكرية والعلمية لأنّها تخدم التطور.
بدوره قال رئيس اتحاد الكُتّاب العرب، الدكتور محمد الحوراني الذي أدار الجلسة هذا اللقاء محاولة لنلقي شيئاً في الركود في الحياة السياسية، ومحاولة إظهار السلبيات الكثيرة التي سيطرت على حياتنا السياسية والحزبية من دون أن يعني هذا أنه لا يوجد إيجابيات، مذكراً بالقاعدة الجماهيرية للواسعة لحزب البعث منذ انطلاقته.
تخلّل الجلسة عدد من المداخلات والرؤى المطروحة، وحضرها عدد من المهتمين من سياسيين ومثقفين وإعلاميين.