مساندة صنعاء

منذ بداية الحرب على غزة لم تتأخر صنعاء في الوقوف قولاً وفعلاً بمواجهة العدوان الإسرائيلي، وهددت ونفذت تهديداتها في البحر الأحمر، فقامت بإلقاء الحجز على أي سفينة متجهة إلى الكيان الصهيوني، وعلا صراخ الذين ساندوا هذا الكيان الغاشم.
لقد جاءت مساندة صنعاء لأهالي غزة في توقيت مناسب حيث تلاقت بطولات أهالي غزة والمقاومة الفلسطينية مع الموقف اليمني لمواجهة جبروت الآلة العدوانية الإسرائيلية في غزة، فتوقفت إمدادات الكيان الإسرائيلي بالسلاح والذخائر القادمة عبر البحر الأحمر، وشكلت هذه الخطوة ضربة في الصميم لحكومة نتنياهو التي تشن عدواناً غاشماً على غزة، بل حصاراً خانقاً من البر والبحر والجو مع اعتداء لا يتوقف على الفلسطينيين.
وليس هناك من مثيل للحصار الإسرائيلي على غزة، هذا الحصار الذي لم يترك أياً من سبل الحياة إلا وقطعها على ما يقارب المليوني فلسطيني ولما يُقارب السبعين يوماً تجهز على مئات الأفراد والعائلات وتجاوز عدد القتلى والمصابين حتى الآن ما يقارب العشرين ألف شهيد، وخمسين ألف جريح دون أن تعرف نهاية لهذه المذابح والمجازر التي لم يحصل مثلها في أي حرب من الحروب.
وليس غريباً أن تعمد إدارة بايدن المجرمة إلى تشجيع حكومة نتنياهو على ارتكاب هذا العدوان الهمجي، بل هي التي تقف شريكة للكيان الإسرائيلي في المجازر وجرائم قتل الأطفال والنساء وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، وبذلك سقطت مزاعم الإدارة الأميركية في الوقوف إلى جانب حقوق الإنسان ورفض قتل المدنيين حتى إنها ودون خجل تقف في مجلس الأمن الدولي وحيدة تناصر العدوان الصهيوني وتصوت ضد وقف إطلاق النار في غزة.
إدارة بايدن فاقت كل الإدارات الأميركية السابقة في دعم الكيان الصهيوني وحتى إعطائه الأوامر لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، والسؤال: لماذا كل هذا الدعم للعدوان المتمادي على شعب أعزل وعلى النساء والأطفال بشكل خاص وليس هناك من سبب سوى أن الإجرام متأصل في عقلية هذه الإدارة التي جعلت الولايات المتحدة الأميركية تدوس على حقوق الإنسان وتمارس أقصى الجرائم على الشعوب في العالم.
وعندما تقوم صنعاء بهذه الخطوة الجبارة لمناصرة غزة وأهلها فهي تبرهن على أصالة الشعب اليمني العظيم وأن البعد الجغرافي لا يحول دون تقديم العون النوعي المتمثل بمنع وصول الإمدادات إلى كيان العدو الصهيوني، ولم تستطع الولايات المتحدة الأميركية أن تمنع صنعاء من الوقوف إلى جانب إخوانهم في غزة، وضغوط إدارة بايدن لم تستطع أن تغير الواقع، واستمر المناضلون في اليمن في مواقفهم الداعمة لغزة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار