موسم الزيتون هذا العام لمسة سحرية من الظروف الجوية.. وتقديرات الإنتاج تفوق مثيلتها للعام الماضي
حماة – محمد فرحة:
كل الدلائل والمؤشرات كانت توحي بأن الظروف الجوية التي رافقت في البداية موسم زهر الزيتون لهذا العام ستكون لها لمسة سحرية على الإنتاج، وفي أسوأ الأحوال حتى الآن في المناطق التي لم تشملها وتجتاحها الرياح والأمطار المنسكبة بغزارة كما حدث في المدن الساحلية، غير أن بقية المحافظات التي مرّت الأمور عليها على خير سيكون إنتاجها مميزاً، ومحافظة حماة مثال على ذلك.
فمن شاهد مرحلة عقد الأزهار يدرك صحة ما ذهبنا إليه بقولنا هذا، حيث قدرت مديرية زراعة حماة وعلى لسان مديرها المهندس أشرف باكير أن حجم الإنتاج المتوقع لهذا العام قد يتعدى الـ ٦٨ ألف طن، ما يفوق العام الماضي بأكثر من خمسة عشر ألف طن تقريباً، رغم أن أشجار الزيتون تنطبق عليها مواسم المعاومة، أي سنة تعطي إنتاجاً وفيراً وأخرى تكون أقل إنتاجاً في بعض الأصناف.
في لغة الأرقام، بيّن باكير أنه يوجد في مجال محافظة حماة 11.183 مليون شجرة زيتون، بمساحة قدرها ٧٢٤٣٠ هكتاراً، وتشكّل الأشجار المثمرة منها أكثر من ٦٥% .
ويستدرك مدير زراعة حماة ليوضح لـ”تشرين” أن الاهتمام الكبير الذي تلقاه أشجار الزيتون اليوم ومنذ السنوات الخمس الماضية، يعود إلى حسن المردود الإنتاجي لجهة الزيت ناتج عملية العصر، وارتفاع قيمة صفيحة الزيت من الخمسين ألف ليرة قبل سنتين تقريباً إلى ملامسة حدود المليون.
٦٨ ألف طن حجم الإنتاج المتوقع لهذا العام ما يفوق العام الماضي بأكثر من خمسة عشر ألف طن تقريباً
زد على ذلك، فإن وزارة الزراعة من خلال الوحدات الإرشادية في مختلف المحافظات وريفها، أقامت العديد من الندوات الإرشادية والزيارات الحقلية وحملات المكافحة للآفات التي تضرب الشجرة، وخاصة منها حفّار ساق التفاح الذي انتشر بشكل كبير في الأراضي المهجورة من قبل أصحابها من جراء ما حدث مع بداية الأزمة.
مشيراً إلى أن سهولة التعامل مع أشجار الزيتون وطبيعة الأرض التي يزرع بها أسهما بتوسع رقعة المساحات المزروعة، فهو من أشجار حوض البحر الأبيض المتوسط، وينجح في أغلب الترب التي يغرس بها حتى وإن كانت جافة، كالسلمية في مجال محافظة حماة ومنطقة الحمرا شمال شرق حماة وصوران وكفر زيتا، ثم لعل بيضة القبان وثقل الميزان يكمنان في ريف مصياف ونتحدث هنا عن محافظة حماة تحديداً.
ويتابع مدير زراعة حماة بإسهاب حديثه بأن الظروف الجوية والمناخية التي رافقت بداية موسم الإزهار للشجرة قد كانت مثالية بدرجات حرارة مناسبة، وسيكون لها الدور الأكبر في الإنتاج المميز حتى الآن على أقل تقدير، وسيكون لها المردود العكسي إن حدث غير ذلك، أي أمطار وبرد شديد وارتفاع كبير في درجات الحرارة يزيد عن الحد المعقول والمطلوب. منوهاً بأن تساقط حبات البرد في بعض المواقع، أدى إلى تساقط الأزهار، ما سيؤدي إلى تراجع في نسبة عقد الثمار، ولذلك لابد من انتظام عمليات الري في المساحات المروية ومعرفة المعدلات السمادية إن كان هناك من مقتدر على ذلك، لأن زيادة الري تؤدي إلى اختناق الجذور، بالمقابل فإن الجفاف الشديد يؤدي إلى العطش، ما سيؤدي في هذه المرحلة أو في أي مرحلة قادمة إلى تساقط الثمار.
وختم حديثه بأن نسبة الضرر حتى الآن في منطقة السلمية لا تتعدى العشرة بالمئة من جراء الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة التي عصفت بالمنطقة الشرقية قبل أيام. في حين مرّت الأمور على خير وسلام لأشجار الزيتون في منطقتي صوران ومصياف مع بداية عقد الثمار، ما يبشر بموسم إنتاجي مميز.