الإنسانية ووجوهها الفاعلة
ماذا يعني أن يكون للإعاقة يوم عالمي تحتفل به الشعوب والبلدان..؟ و هل هو كافٍ لإظهار ما بداخلنا من إنسانية وخير تجاه هذه الشريحة من البشر وتسليط الضوء على مفردات حياتهم اليومية التي تحتاج الكثير من الرعاية والاهتمام من قبل الأسرة والمجتمع..؟ هذه الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة بكل أشكالها وأساليبها تعكس حقيقة وضرورة تضافر جهود المجتمع بمختلف أطيافه لاستقطاب هذه الشريحة واكتشاف مواهبها الكامنة وتنمية مهاراتها وتعزيز الثقة لديها وإبعادها عن حالات اليأس والسلبية في مجتمعاتها، وكذلك تسليط الضوء على إمكانات مواطنيها وإظهار حالات الإبداع عندهم، وما الفعالية الكرنفالية التي أقيمت مؤخراً بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة بطابع ترفيهي في مدينة الشباب الرياضية بدمشق إلّا صورة من صور الاهتمام بهذه الفئات المجتمعية ورعايتها والتي شارك فيها أطفال من مختلف الفئات العمرية بالتعاون مع جمعية /همم/ بهدف اكتشاف الطاقات واستثمار المواهب الممكنة من المواطنين ذوي الاحتياجات الخاصة والسعي مستقبلاً لتدربهم بما يتناسب مع إمكاناتهم لاستعادة توازنهم الجسدي وصولاً إلى دمجهم بالشكل الصحيح والمناسب في المجتمع كمواطنين طبيعيين و منتجين كل حسب مقدرته.
نتمنى أن تكون هذه الفعالية الإنسانية لهذه الفئات العمرية من ذوي الاحتياجات الخاصة واضحة النتائج وذات طبيعة استمرارية بالاهتمام والرعاية و ليست وليدة المناسبة فقط باعتبار أن القدرة على العطاء متوافرة دائماً عند البشر وهو شعور ينبع من قوة الإرادة و العزيمة والإصرار على استنهاض الطاقات الإيجابية وتوجيهها قدر المستطاع نحو الخير و الإنتاجية الفعالة و تقديم المساعدة لهم بكل أنواعها المعنوية والمادية كواجب علينا جميعاً تجاه مجتمعنا حتى تنعم جميع شرائحه بالسعادة والأمان والتقدير ضمن حالة من المشاعر الإنسانية المؤطرة بالأخلاق العالية ما يجعل المبادرات الناتجة عنها خلاقة ومعبّرة عن صدق الإحساس بهموم الآخرين وشعورهم بظروفهم الحياتية وأوضاعهم الخاصة، فكل الشكر و الامتنان لتلك الأيادي البيضاء والقلوب الطيبة التي كان لها الفضل الكبير والرعاية في تقديم هذه الفعالية الإنسانية.