أُمّات الدجاج تتحول إلى ديك رومي على موائد الميلاد ورأس السنة…؟!
تشرين -حسام قره باش:
مع اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة، يسجّل الديك الرومي حضوراً خجولاً على موائد هاتين المناسبتين كتقليد تراثي احتفالي كما جرت العادة، إلّا أنّ أسعار لحومه المرتفعة تقارب أسعار الفروج العادي، حيث يُباع مُقطّعاً أو مفروماً بسعر(75)ألف ليرة للكيلوغرام من دون ملاحظة وجوده مذبوحاً ومُنظفاً في حجمه الكامل في المحال التي تبيعه، مما يناقض القول بأنّه لحم ديك رومي كما يدعي الباعة، فما حقيقته إذاً؟ يتساءل البعض؟
معروض قليل
بدايةً، أحد باعة الطيور والحيوانات الحية في سوق شارع الثورة في دمشق يؤكد لـ”تشرين” أنّ الديك الرومي اليوم قليل جداً، وأعداده محدودة بشكل كبير، وثمنه مرتفع نتيجة العرض القليل، وزيادة الطلب عليه، وخاصة في هذه الفترة، مؤكداً تسويق وبيع حوالي 10 ديوك في الشهرلا أكثر، حيث وصل سعر الديك الرومي الحي الكبير بوزن يقارب 4 كغ إلى 300 ألف ليرة، والأصغر منه حجماً بوزن تقريبي 2.5 كغ بسعر 150 ألف ليرة، نافياً استيراده أو تهريبه كما يُقال، فنستجره من بعض القرى التي تربيه بأعداد قليلة في أراضيها إلى جانب تربية الدجاج البلدي كما ذُكر.
تدليس
بدوره رئيس الجمعية الحرفية للحّامين محمد يحيى الخن بيَّن لـ”تشرين” أنّ لحوم الديك الرومي غير مستوردة وغير موجودة بشكل نظامي بكثرة، وما يُباع في الأسواق ليس لحم ديك رومي، إنّما في حقيقته هو لحم أُمَّات الدجاج المائل للون الأحمر وكبير الحجم، وأمات الدجاج عبارة عن أنثى الفروج البيّاضة التي كبرت في السن ولم تعد تعطي البيض كالسابق، وأصبحت تستهلك أكثر مما تنتج، فتُذبح وتُعرض في السوق بأسعار ليست رخيصة، بل قريبة من سعر الفروج العادي، ويرغبه المستهلك لأنّ لحمه قريب للفروج ولونه أقرب إلى لون لحم الغنم والبقر، ويصنَّع من صدره أشكال مختلفة كاللحم الناعم (الكباب)، و”الفخاذ” تقطع إلى أجزاء صغيرة يستخدمها المواطن في الطبخ.
سعر الديك الرومي يصل إلى(300)ألف ليرة، تربيته باتت قليلة واستيراده معدوماً
وقال الخن: كان لدينا قبل الأحداث مزارع لتربية الديك الرومي بأعداد كبيرة في ريف دمشق، ويُباع كلحم للديك الرومي، وبعد ذلك جرى استيراد قسم منه بفترة من الفترات، وخلال الأزمة انتهت مزارع تربيته ولم تعد تعمل، وحتى استيراده قد توقف.
بديل
وأضاف: ما يُعرض في الأسواق ويُباع حياً فهذا الديك البلدي الذي لا ينتج كميات كافية من اللحم تصلح للبيع، لكونه لم يُعلف بطريقة جيدة، وهو ما يسميه العامة(ديك الحبش)، منوهاً بأنّه غيرصالح للبيع إلّا بهذه الطريقة بشكل حيّ، كما يرغبه الزبون وخاصة في هذه الأيام، في حين خلال الأيام العادية يقدمه البعض كـ”نذر” وفي المناسبات، مشيراً إلى انعدام تربيته بكميات كبيرة كالسابق في مزارع وهنغارات كبيرة كي يُذبح ويُنظف ويورَّد للأسواق مثل الفروج الاعتيادي، كما أوضح، مبيناً أنّ ما يُعرض في السوق حالياً حياً بأعداد قليلة جداً، هو تربية محلية منزلية من قِبل بعض الفلاحين الذي يحضر القليل منها ويربيها في حقله ثمّ يبيعها.
تراجع الطلب
وعن احتمالات عودة تربيته في المزارع، وخاصة لكونه يعد مصدراً غذائياً كالفروج في دمشق وريفها فأجاب: مدينة دمشق لا تُربي، إنّما تستهلك اللحوم بأنواعها كلها، سواء الأغنام أو البقر أو الجمل أو الدجاج، أمّا ريف دمشق فهي المكان الأنسب لتربيته.
وحسب تصوره لفت الخن إلى عدم وجود مزارع حالياً تختص بذلك، إضافة لعدم تقديم أي طلب لعودة مزارع التربية لهذا النوع من الطيور كالسابق، رغم أنّها ترفد السوق بلحوم إضافية بشكل نظامي جيدة للاستهلاك المحلي، وعليها طلب من المواطنين كالفروج و أجزائه.