كيسنجر يحجزُ شقّة في الجحيم!

‏معظم ما كُتِبَ في الغرب بمناسبة وفاة هنري كيسنجر، أغفل حقيقة ما فعله ضد العرب، وهذا الإغفال جاء ضمن ما أُغفِلَ عن جرائمه، في قصف كمبوديا وفيتنام، وفي انقلاب تشيلي، وفي كثير من بقاع العالم، وإضافة لما فعله بعد حرب تشرين مع السادات، من تضييع للنّصر العربي على إسرائيل، وإقامة ( نظام خدعة) يوقف الصراع مؤقتاً، ليعطي إسرائيل إمكانية ترتيب قوتها في مواجهة العرب، إضافة لذلك يمكننا أن نفهم موقف كيسنجر من العرب عبر بعض الأعمال التي قام بها والتي ارتكبها ضدهم.

‏الأمر الأول أنّه وعد رابين بعدم قيام الولايات المتحدة بإجراء أي حوار أو مفاوضات مع منظمة التحرير، وبالفعل أخرّ كيسنجر تواصل المنظمة مع واشنطن لأكثر من 20 عاماً، وبالتالي ضيّع فرص أي حل سياسي كان من الممكن أن ينتج عن مثل هذا الحوار لأكثر من 20 عاماً.

‏الأمر الثّاني أنّ الرئيس بوش الابن، وعندما تعقدت أمور القوات الأمريكية في العراق بعد غزوه، استشار كيسنجر بما يفعل، فأشار عليه كيسنجر بضرورة بقاء القوات الأمريكية في العراق حتى تحقق النّصر، والهدف الأمريكي الذي من أجله غُزت هذه البلاد، وبذلك أسهم في البقاء، وتمديد الجريمة الأمريكية في غزو العراق الذي كان بوابة تدهور المنطقة العربية برمتها.

‏الأمر الثّالث جاء قبل وفاته بأسابيع، عندما سُئِلَ عما يجري في غزة، ‏وهل يرى فرصة لحل أو سلام في المنطقة؟ كان رأي كيسنجر أنّه لا يجوز إقامة سلام مع (مَن لا يعترفون في حق إسرائيل بالسلام) ويقصد المقاومة الفلسطينية، أيّ أنّه شجّع إسرائيل بشكل ما على استمرار العدوان في غزة طالما هناك مقاومة.

‏هذه أمثلة أوعناوين لمواقف كيسنجر وأفعاله ضد العرب، وهي تعبيرعن معنى ما قام به ضد القضايا العربية، من حرب تشرين إلى غزو العراق، إلى العدوان على غزة، وفي كل ما يحيط و يتعلق بالقضايا العربية، لذلك فإنّنا نتذكر ما حدث معه عند زيارته للفاتيكان، حيث لاحظ أحد أصدقائه، أنّ كيسنجر يطيل النظر إلى السقف، وتحديداً الزاوية التي رُسِمَ فيها ميكائيل أنجلو، صورة وتفاصيل الجحيم، فسأله صديقه (هنري…هل تبحث عن شقّة هناك ؟) بعد كل ما فعله كيسنجر في العالم من جرائم، هو نفسه يعرف مدى بشاعتها، فلابدّ من أنّه يعرف أهمية أن يحجز لنفسه شقّة في الجحيم، وربما حجزها بالفعل عبر سياساته، وأهلنا يقولون(الله يصطفل فيه)!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟