دراسة حول انتقال سمات المتبرعين إلى المتلقين خلال نقل الدم
تشرين:
مما لا شك فيه أن عمليات نقل الدم منقذة للحياة، وأن عمليات التبرع بالدم تساعد يومياً في إنقاذ حياة الآلاف من البشر الذين يعانون من حالات خطرة، لكن الأبحاث والدراسات الطبية الأخيرة تشير إلى أن نقل الدم من شخص إلى آخر يمكن أن يؤدي إلى تغيير في السمات الشخصية، مثل تقلبات المزاج وتغير الأذواق.
لكن بعض العلماء بدؤوا يتساءلون الآن عما إذا كان من الممكن أن ينتقل شيء غير متوقع من السمات الشخصية للمتبرع بالدم إلى المصاب، في الوقت نفسه مع مسألة نقل الدم.
وفي هذا الصدد، وجد الباحثون من جامعة جنيف أن هناك بلاغات مقدمة من بعض متلقي نقل الدم بأنهم يشكون من تغيرات في مزاجهم وسلوكهم، وحتى ذكرياتهم بعد خضوعهم لهذا الإجراء، لافتين إلى أن ستة من المشاركين السبعة في الدراسة الأخيرة اعترفوا بإمكانية أن تؤدي عمليات نقل الدم إلى تغيرات في السلوك.
ووفقاً لـصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، تم مؤخراً الكشف عن الآثار المحتملة لعمليات نقل الدم في دراسة جديدة ربطت نزيف الدماغ التلقائي بهذا الإجراء في حالات نادرة، وحسب الدراسة التي أجراها باحثون من معهد كارولينسكا في السويد، وجامعة كوبنهاغن في الدنمارك ومؤسسات أخرى، فإن المرضى، الذين تلقوا دماء من متبرعين عانوا من نزيف في المخ، كانوا هم أنفسهم أكثر عرضة للإصابة بالنزيف أيضاً.
وقالت الدراسة: هناك مخاوف من أن حدوث اعتلال وعائي مخّي، ويعرف أيضاً باسم اعتلال الأوعية الدموية الخلقي، الذي يسبب تراكم البروتينات في الأوعية الدموية في الدماغ، يمكن أن ينتشر عن طريق نقل الدم، وبالتالي يسبب النزيف، وإذا تم تأكيد هذه الظاهرة، يقول الباحثون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة «American Medical Association»، أن المرضى، الذين تلقوا دماء من متبرعين أصيبوا سابقاً بنزيف دماغي متكرر، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالنزيف، هم أنفسهم بأكثر من الضعف.
وفي الشهر الماضي، نشر الباحثون في معهد كارولينسكا في السويد دراسة حديثة تشير إلى أنه، على سبيل المثال، يمكن لسبب نزيف الدماغ التلقائي أن ينتقل من المتبرع إلى المتلقي عن طريق نقل الدم.
واعتمد الباحثون على قاعدة بيانات سويدية – دنماركية تحتوي على معلومات عن المتبرعين والمرضى الذين يتلقون عمليات نقل الدم منذ السبعينيات وصاعداً، وقد تم تضمين أكثر من مليون مريض.
وتشير النتائج إلى أن بعض العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى نزيف الدماغ التلقائي يمكن أن تنتشر عن طريق نقل الدم. ومع ذلك، وبما أن 0.1% فقط من المتبرعين في الدراسة عانوا سابقاً من نزيف متكرر في الدماغ، فقد أثّر ذلك في عدد قليل من المرضى.
من جانبه، قال غوستاف إدغرين، الأستاذ المشارك في علم الأوبئة وأحد الباحثين في الدراسة الحديثة: إن عمليات نقل الدم شائعة نسبياً، ما يجعل الآثار السلبية قضية صحية عامة مهمة. ومع ذلك من غير المرجح أن تعاني هذه الحالات من نزيف في الدماغ بسبب شيء ينتقل عن طريق نقل الدم.
ويخطط الباحثون الآن لفحص عينات من البنك الحيوي لدراسة المتبرعين بالدم الدنماركيين لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم تحديد البروتينات الشاذة المرتبطة بهذه الحالة، والتي قد تلحق الضرر بالأوعية الدموية.