عباقرة صغار.. يحرزون ميداليات ذهبية في مسابقات الحساب الذهني العالمية
تشرين – سراب علي:
طغت عقولهم الكبيرة المبدعة على أعمارهم الصغيرة، فأثبتوا أنهم عباقرة صغاراً، ونافسوا الآلاف من الأطفال في ١٦ دولة حول العالم في مسابقة الحساب الذهني، محرزين المراكز الأولى في مسابقتي(العقول المبدعة) و(العباقرة الصغار) في كل من تركيا و بريطانيا،وحازوا على الميداليات الذهبية، فحصلوا على عناوين المسابقات بكل جدارة.
لم يكن التحضير للمسابقة بالأمر السهل، حيث تجاوزت ساعات التدريب اليومية ١٠ ساعات، كما أن المشاركة (أون لاين) كان لها رهجتها عند الكثيرين منهم و الذين دفعتهم المشاركة في المسابقة للتعامل مع التكنولوجيا أكثر، و أضافت المتعة و الفائدة لهم، كما قال أطفال (فريق بلا حدود ) من محافظة اللاذقية خلال لقاء ( تشرين )معهم ، فتجربة( الأون لاين ) كانت جديدة على الكثيرين منهم، و لكن أتقنوها و أثبتوا عبقريتهم بالتعامل معها خلال المسابقة .
فازوا على الوقت
حققت الشقيقتان ليان و جنان شموط المراكز الأولى، وحصلت جنان ذات التسع سنوات على المركز الأول بمستوى(1 A)في المسابقة التركية، و المركز الثالث في المسابقة البريطانية و الوطنية .
كما حصلت ليان ذات ال٧ سنوات على المركز الأول في المسابقات الثلاث، و تقول ليان : أصبحتُ أكثر سرعة، و حصلتُ على المركز الأول في الوقت على ثلاث فئات، حيث تمكنتُ ب ٦ دقائق و نصف حل ١٠٠مسألة، بينما كان الوقت المخصص لها ١٠ دقائق، وأنا سعيدة بهذه المراكز .
و أضاف والدهما ليان هيثم شموط و منال كيلور: أن التوتر و الخوف كان موجوداً عند ابنتيهما و لكن طغى عليه هاجس الفوز، مشيرين إلى أن الفائدة التي عادت عليهما من المشاركة بالمسابقات هو سرعة البديهة و الثقة في النفس وتعزيز التفوق لديهما، مؤكدين على ضرورة تشجيع الأطفال وحثهم على النشاطات التي تحفز التفكير و الذكاء .
٣ ميداليات ذهبية
إحراز الطفلة فرح صالح ذات التسع سنوات لثلاث ميداليات ذهبية و كأس في فوزها بالمركز الأول عن المستوى B1 في المسابقات الثلاث، كان كفيلاً لتجد السعادة و الفرح مرسومين على وجهها ، إذ عبرت عن سعادتها بهذه النتيجة التي صممت على الوصول إليها بجهدها و تدريبها الذي تجاوز ال٨ ساعات يومياً.
كما اجتهد شقيقها عبد الجليل ذو الست سنوات فحصل على المركز الرابع في مستوى A1 في المسابقة الوطنية، و على المركز الثاني في المسابقتين العالميتين (البريطانية و التركية)، مؤكداً أن سرعة الحل والتدريب الجيد و التركيز و الثقة بالنفس، أساس النجاح الذي وصل إليه .
و تضيف المشاركة سالي كشتو ذات السبع سنوات و الحاصلة على المركز الأول في المستوى الخامس في المسابقة الوطنية، أن التنافس القوي طغى على المسابقة، و كانت أعداد المشاركين كبيرة، و لكن استطاعت بسرعتها و ذكائها أن تحقق هذا المركز .
ورغم صغر سنينهم حصل العديد من العباقرة الصغار على مراكز متعددة في المسابقة الوطنية، ومنهم محمود أبو شفة (ه سنوات)، و جبل شحود و وليد أندرون وقمر مواس و علي برو (٦سنوات)، وليمار حمدكو و محمد علي حسينو( ١٢عاماً)، و زين الدين حسينو ١٠ سنوات، مشيرين إلى أنهم سيشاركون في المسابقات العالمية القادمة لإحراز المراكز الأولى .
نافسوا أطفالاً في ١٦ دولة
بدوره مؤسس فريق “أفكار بلا حدود “ومدرب مهارات و تطوير أداء و مدرب مدربين حساب ذهني خليل العلي، قال في حديثه ل( تشرين ) :إنّ الأطفال شاركوا بمسابقتين الأولى المسابقة الوطنية وهي حضورية أجريت في دمشق ، وكان عدد المتسابقين الذين تقدموا ٦٠٥ متسابقاً ومنهم ٢٣ من فريق أفكار بلا حدود، و بينما عدد المتسابقين المشاركين أون لاين فيها قد بلغ ٤٣٠ متسابقاً، ومن ضمنهم متسابقين الفريق، و أضاف : أما المسابقة الثانية كانت عالمية تضمنت مسابقتين (العباقرة الصغار) و(العقول المبدعة)، وكانت بمشاركة أكثر من ١٦ دولة حول العالم أجريت في بريطانيا وتركيا بتاريخ ٩/٧/٢٠٢٣.
لافتاً إلى أن التدريب كان مكثفاً و مرهقاً لهم، ولكن رغم ذلك أثبتوا أنفسهم وبجدارة، وأن أهمية مسابقات الحساب الذهني للأطفال تأتي من تحفيز الطفل أكثر و تعزيز المنافسة لديه، كما أنه يجني فائدة كبيرة لمجرد التدريب، حيث يكتسب الصبر و الالتزام، كما أنها تضع الطفل على الطريق الصحيح خلال العام فيجد الالتزام و المثابرة و العمل أكثر .
و أضاف العلي : نحن نفتخر بهذه العقول التي أثبتت نضجها و عبقريتها في فوزها و تفوقها، و نفتخر بهذا الجيل الذي رفع اسم بلاده في بلدان العالم رغم ما يعيشه و ما يعانيه.
وأكدّ العلي أنّه يجب على الأهل أن يعلموا أنه ليس بالضرورة أن يحقق أطفالهم المراكز الأولى، وأن عدم تحقيقهم هذا المركز ليست نهاية المطاف، كما يجب عليهم أن يتقبلوا أن مجرد مشاركته في المسابقة فهذا يعزز ثقته في نفسه، ومشاركته في هذه المنافسة الكبيرة هي أكبر مكسب، مشيراً الى أن تعزيز فكرة النجاح تعزز الروح المعنوية، لافتاً إلى المسابقات اللاحقة كثيرة، و يمكن للأطفال أن يثبتوا فيها ذاتهم .