مزارعو الخضار الشتوية يتجهّزون لموسم جديد وحسابات التكاليف تُحضّر باكراً
تشرين – عمار الصبح:
يتجهّز مزارعو الخضار الشتوية في محافظة درعا لموسم جديد، بات يحظى بمكانة كبيرة على أجندة الخارطة الزراعية، بالنظر إلى ما تتميز به أصناف الخضار الشتوية بالإنتاجية العالية والجودة، فضلاً عن دورها في رفد الأسواق بالمنتجات طيلة أشهر الشتاء.
وتتوزع الخضار الشتوية المزروعة في المحافظة بين محاصيل ( الزهرة والملفوف والخس والفجل والبصل الأخضر والسبانخ والكزبرة والبقدونس واللفت)، إضافة إلى (الفول الأخضر والبازلاء الخضراء والجزر والثوم)، وغيرها من المحاصيل التي يبدأ طرح إنتاجها في الأسواق – حسب نوع المحصول- اعتباراً من نهاية العام الحالي وحتى منتصف شهر نيسان من العام القادم.
وتعدُّ الخضار الشتوية من المحاصيل التي يحرص مزارعو المحافظة على التوسع بزراعتها نظراً لريعيتها وجدواها الاقتصادية، فضلاً عن دورها في تأمين حاجة الأسواق من هذه المحاصيل طوال شهور فصلي الشتاء والربيع، وهي الفترة التي وصفها مزارعون خلال حديثهم لـ”تشرين” بالفترة الحرجة، لجهة افتقار الأسواق للمنتجات الزراعية، ما يجعل من الأصناف المنتجة من الخضار الشتوية أنها “بيضة قبان” الأسواق، ولعل هذا ما يعزز من أهمية الحفاظ على هذا النوع من الزراعة التي لا تقل شأناً عن الخضار الصيفية على حد وصفهم.
مزارعون أشاروا أيضاً إلى أنّ أي تخفيض في خطة زراعة الخضار ومنها الشتوية، سينتج عنه عدم تقديم المستلزمات المدعومة، وخاصةً الأسمدة والمحروقات إلّا للمساحات المخططة، وهو ما يعني أن أي زيادة في المساحات عن الخطة سيتحمّل الفلاح تبعات تأمين مستلزماتها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة ومرهقة، كما ويتسبب برفع أسعار المنتجات للمستهلك.
وبالرغم من أن الحديث عن المساحات المخططة للزراعة لا يزال مبكراً بعض الشيء، إلّا أن من المتوقع أن ترتفع المساحات المزروعة بالخضار الشتوية في الموسم القادم وذلك بالقياس بالسنوات الماضية.
وحسب أرقام مديرية الزراعة تجاوزت المساحات المنفذة بالخضار الشتوية من قِبل المزارعين في الموسم الماضي 1665 هكتاراً، فيما كان المخطط لزراعته 1274 هكتاراً، أي بزيادة تقارب 400 هكتار، أما في الموسم الذي سبقه فقد بلغت نسبة زراعة الخضار الشتوية 246.5 ٪، بزراعة 1494 هكتاراً، في حين أن الخطة المقررة كانت تبلغ 606 هكتاراً، أي بزيادة 888 هكتاراً.
رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس وائل الأحمد وفي معرض ردّه على سؤال “تشرين” عن خطة 2023- 2024 أشار إلى أنّ زراعة محاصيل الخضار الشتوية لا تزال في طور البدايات وفي مرحلة تجهيز الشتول وإعداد الأراضي المخصّصة للزراعة، فيما من المتوقع أن تبدأ عمليات زراعتها في الفترة المقبلة، لافتاً إلى أنه وحسب الروزنامة الزراعية، لا يزال الحديث مبكراً عن أرقام المساحات المخططة لزراعة الخضار الشتوية لهذا الموسم فيما ستصدر الأرقام في موعدها على حدّ قوله.