تراجع كبير في مساحات المحاصيل الشتوية بالرقة
تشرين- خليل حسين:
يواصل بعض مزارعي محافظة الرقة زراعة وتجهيز حقولهم للموسم الشتوي 2023-2024 في عموم محافظة الرقة، وسط تراجع كبير في مساحة الأراضي الزراعية بسبب غلاء تكاليف الزراعة.
وبين مدير زراعة الرقة المهندس محمد الخذلي أن الخطة الزراعية للموسم القادم في عموم المحافظة زراعة 370 ألف هكتار شعير وحوالي 155 ألف هكتار قمح، منها 16380 هكتاراً مروياً و1120 هكتار شعير مروي في المناطق الآمنة، وتعمل مديرية الزراعة على تأمين المحروقات عبر البطاقة الذكية، إضافة إلى الأسمدة “.
وأضاف مدير زراعة الرقة لـ ” تشرين “: هناك عدد من المحاصيل الشتوية، منها البقوليات والمحاصيل العلفية والبقوليات الرعوية، أغلبها في المناطق غير الآمنة.
واعتبر العديد من المزارعين في المناطق الآمنة، وفي باقي مناطق المحافظة، أن ارتفاع تكاليف الإنتاج وقلة أسعار عموم المحاصيل أدّيا إلى عزوف الكثير من المزارعين عن زراعة قولهم، نظراً لارتفاع أسعار المازوت وعدم كفاية الكمية المقدمة للزراعة، وخاصة الحقول التي تعتمد على الري عبر الآبار الارتوازية وتضاعف أسعار قطع الغيار للآليات والنقل، ما تسبب بخسارة الكثير من المزارعين في نهاية الموسم.
وبيّن أحمد الصالح الذي يملك مساحة أكثر من 500 دونم شمال شرق مدينة الرقة أن ارتفاع أسعار المحروقات وعدم شراء محصول الشعير أوقعا أغلب المزارعين بخسارة كبيرة، نظراً لشراء البذار بسعر يوازي ثلاثة أضعاف سعره الحالي، وارتفاع سعر لتر المازوت عدة أضعاف، ما يعني تكاليف مرتفعة بالنسبة للعمليات الزراعية.
وأكد الصالح أنه لا يمكن القول مئات الهكتارات، بل آلاف الهكتارات لم تزرع حالياً، وربما لن تزرع خلال هذا الموسم، وهذا ما لم يحصل في المحافظة منذ عقود.
تراجع المساحة المزروعة ذاته في مناطق الاستقرار الزراعي في مناطق ريف المحافظة الشمالي- منطقتي تل أبيض وسلوك.
وأوضح محمد الحسين مزارع في منطقة تل أبيض لـ ” تشرين ” ” أنه عادة مع نهاية شهر تشرين الأول تتم زراعة أكثر من 70 بالمئة من الأراضي البعلية في المنطقة، لكن هذا الموسم لم تصل نسبة الزراعة حتى الآن إلا بحدود 40 بالمئة، رغم انخفاض سعر طن الشعير عن الموسم الماضي بأكثر من ثلاثة أضعاف، ولكن عدم شراء المحصول ووصول سعر برميل المازوت إلى حوالي مليوني ليرة، أوقف الكثير من المزارعين عن الزراعة، باعتبار محصول الموسم الماضي لا يزال لديهم، ولم يتم بيعه، نظراً لسعره القليل، الذي لا يوازي ربع تكاليف الإنتاج.
وأضاف الحسين ” إذا أستمر الوضع على هذا الحال، سوف تخرج الاف الهكتارات من الاستثمار وهذا خسارة كبيرة للبلد.