الاتصالات ترفع الأسعار من دون رفع جودة الخدمة.. وفرع السويداء يحل مشكلة سرقة الكابلات بالحديد والإسفلت
تشرين – ضياء الصفدي:
يتلقّى المواطن رفع أسعار خدمات الاتصالات والإنترنت بمزيد من التشاؤم، ففي كل مرة ترفع فيها السورية للاتصالات أسعارها تسوء خدماتها أكثر مما كانت عليه، طبعاً الحجة الجاهزة والمعلّبة للزيادة، هي عدم القدرة على تقديم خدمات الاتصالات والإنترنت بالجودة المطلوبة وفق الأسعار الحالية، ما يتطلب رفع وزيادة الأجور للاستمرار وتحسين جودة الخدمة، الخدمة غير الموجودة أو الضعيفة في بعض الأحيان.
إيجابيات ومعاناة
الواقع الحالي لمنظومة الاتصالات في محافظة السويداء يحمل الكثير من الجوانب الإيجابية لناحية تركيب خطوط جديدة وبوابات إنترنت جديدة، والتوسع بالشبكة الهاتفية لتخديم معظم المناطق، كما يحمل أيضاً معاناة لسكان بعض أحياء مدن وبلدات المحافظة، من انقطاع وضعف لخدمات شبكة الإنترنت إلى انقطاع شبكة الهاتف وكثرة الأعطال بسبب سرقة الكابلات ومعاناة الازدحام على مراكز دفع الفواتير في بعض المناطق.
حاجة ملحّة
بات مفهوم الاتصالات في الوقت الراهن حاجة عند الأغلبية العظمى من المواطنين، ونمط حياة، وخاصة للتواصل مع المغتربين ولتسيير أمور العمل عن بعد عبر الكاميرات والإنترنت، كما بات حاجة ملحة للتعليم عن بعد، كالمراكز والمدارس الافتراضية التي انتشرت بكثرة في المحافظة، بالإضافة إلى الجامعة الافتراضية، وكل وسائل ومراكز التعليم التي تعتمد أسلوب التعليم عن بعد، ومشكلات الاتصال في المحافظة في الفترة الماضية تضرّر منها العاملون في التسويق عبر شبكة الإنترنت بشكل كبير، ومعظم المهن المرتبطة بالاتصالات كمكاتب التكسي ومكاتب توصيل الطلبات والشحن وغيرها.
قِدَم الشبكة
ويعاني بعض المواطنين في بعض مناطق وأحياء المحافظة من مشكلات متعددة للهاتف، على رأسها انقطاع الخدمة بسبب قدم الشبكة وسرقة الكابلات، وضعف وانقطاع شبكة الإنترنت، حيث أكد بعض المواطنين أنهم يزيدون السرعة ويدفعون رسوماً أكبر من دون ملاحظة زيادة للسرعة عند الاستخدام، بسبب قدم بعض الخطوط، وبالعودة إلى مشكلة سرقة الكابلات لكونها المشكلة الكبرى، فلا توجد حلول جذرية ومعظم الحلول إسعافية، علماً أن ورشات فرع مؤسسة الاتصالات تعاني من نقص الكوادر والكابلات.
ازدحام ومطالبات بنقاط ومراكز جباية
وبالنسبة للازدحام على مراكز الدفع طالب قاطنو بعض الأحياء، وخاصة المناطق البعيدة عن مركز المدينة، بضرورة وجود مراكز ونقاط جباية، توفر عليهم عناء الذهاب وأجور المواصلات لمركز المدينة، وتخفف الازدحام على مراكز جباية المدينة، وساق أحد المواطنين من سكان حي المهندسين مثالاً على كوة جباية منطقة الدلة، حيث كانت تختصر عليهم عناء بُعد حيّهم عن مركز الهاتف الأول والثاني، وأشار إلى أن عدم تفعيل هذه الكوة خلال فترات التقنين، أدى إلى حصول ازدحام لدى المراكز الأخرى, ناهيك ببعد هذه المراكز عن مكان إقامة المواطنين، كالمركز الثاني، وطالب عدد من المواطنين ممن التقتهم “تشرين” بضرورة وضع حلول لعملية دفع الفواتير وتفعيل خاصية إعلام المشترك برسالة على الهاتف الجوال مثلاً، باستحقاق الدفع لأن الشركة تقوم بقطع الخط والإنترنت، وتستغرق إعادة الخدمة يومين وأحياناً أكثر.
انقطاع الاتصالات الهاتفية والإنترنت
باختصار المشكلة الكبرى في المحافظة باتت من معاناة أهالي السويداء ريفاً ومدينةً من انقطاع الاتصالات الهاتفية الأرضية والإنترنت، ولاسيما خلال العام الماضي، نتيجة السرقات المتكررة للكابلات الأرضية الهاتفية، ويعاني المشتركون الجدد في بعض أحياء مدينة السويداء، وخاصة المناطق المزدحمة من مشكلة عدم وجود بوابات إنترنت جديدة, كما طالب عدد من المواطنين بتحسين خدمة الإنترنت في مناطق مدينة السويداء بعد البطء الشديد خلال الفترة الماضية.
مدير فرع الاتصالات في السويداء المهندس حازم الشوفي، عزا موضوع ضعف شبكة الإنترنت عند بعض المشتركين، وفي بعض الأحياء، إلى بُعد منزل المشترك عن المركز، أو تمديدات الشبكة داخل المنازل، وبالنسبة للتأخر بعض الأحيان في إصلاح الأعطال فهو تأخر الورشات بسبب إصلاحها للكابلات المسروقة في ريف المحافظة, حيث سجلت العام الماضي ٤٠ حالة سرقة لكابلات الهاتف الأرضية في الريف والمدينة، مؤكداً مضاعفة الجهود من قبل ورشات الإصلاح لمتابعة كل مشكلات وأعطال الشبكة، وبمتابعة خاصة من دائرة التشغيل وشعبة صيانة الشبكة بالتنسيق مع مركز السويداء الأول والثاني ولفت إلى التكاليف الباهظة على المؤسسة، بسبب ارتفاع أسعار الكابلات ومواد التوصيل والصيانة، وخاصة أن استيرادها بالقطع الأجنبي حصراً.
وعن مشكلة سرقة الكابلات، أكد الشوفي أن فرع المؤسسة حلّ المشكلة بشكل كامل بتعبيد فتحات “غرف التفتيش” وتلحيم أبوابها الحديدية، ما أنهى موضوع السرقة، ولاحظ المواطنون ذلك خلال الفترة الماضية، لكن هذا الإجراء حمّل الورشات الكثير من الجهد والأعباء الإضافية لإنهاء مشكلة السرقات.
٣٨مركزاً لتحصيل الفواتير
وأوضح مدير فرع اتصالات السويداء أن مركز تحصيل الفواتير في منطقة الدلة، يعمل خلال فترات وصل التيار الكهربائي، لأن مولدة الكهرباء تتعرض للأعطال، والمركز يخدم المنطقة المحيطة به، وتوجد داخل المدينة أربع كوات تحصيل للفواتير، ومجموع المراكز على مستوى المحافظة ٣٨ مركزاً لتسديد الفواتير.
مؤكداً أن الازدحام على كوات الدفع، يحصل عند تأخر المشتركين بتسديد الفواتير وعند القطع أو الإلغاء المالي، علماً أن التحصيل يستمر لمدة ٣٠ يوماً، ويتم الإعلان عنه على صفحة الشركة.
وفيما يتعلق بالتعديات على الشبكات الهاتفية، بيّن أنها تراجعت مؤخراً بشكل ملحوظ وكبير، وهذا مرده إلى تعاون المجتمع المحلي والأهلي مع الجهات المعنية، للحدّ من ظاهرة السرقة التي استنزفت ميزانية الفرع، وأخرجت آلاف المشتركين من دائرة الاتصالات، ولاسيما بعد أن طالت السرقات مئات الأمتار من الكابلات الهاتفية، وقام الفرع بعدة إجراءات وأهمها تعبيد فتحات غرف التفتيش بالإسفلت، وتلحيم أبوابها الحديدية.
التوسع بالشبكة
من جهة ثانية، أشار الشوفي إلى أن عدد بوابات الإنترنت في السويداء بلغ ٨١٩٨٧ بوابة ، كما بلغ عدد المشتركين ١٣٥٥٤٤ مشتركاً، وبلغ عدد مشتركي خدمة الفايبر ٥٦ مشتركاً، وبالنسبة للتوسع بالشبكة، يتم العمل حالياً على تنفيذ مشروع ربط كليات جامعة السويداء مع مركز السويداء الأول.
وقد بدأت الورشات الفنية في الفرع بتركيب بوابات إنترنت في عدد من مقاسم المحافظة تنفيذاً للخطة، مع مراعاة تسلسل الدور لطالبي هذه الخدمة، وتوافرها ضمن المركز الهاتفي المسجل ضمنه، كما بُدئ بتنفيذ خطة تركيب خطوط الهاتف الأرضي خلال العام الحالي.
وبالنسبة لمشكلة قطع الاتصالات والإنترنت في ريف المحافظة خلال فترات التقنين الكهربائي خلال الشتاء الماضي، أوضح أن فرع المؤسسة عالج المشكلة بعد تأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد المراكز خلال النهار، ومؤخراً حلّت المشكلة بشكل ربط كليات جامعة السويداء مع مركز السويداء الأول، وتم تأمين الوقود وتشغيل المولدات في فترات التقنين على مدار اليوم.