من إعلام العدو: قيام «إسرائيل» بأي عمل ضد حزب الله عندها لن يقف متفرجاً
تشرين – غسان محمد:
في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ترتفع داخل الكيان المحتل الأصوات التي تطالب بمحاسبة بنيامين نتنياهو، كونه المسؤول الأول عن المصيبة التي حلّت بـهذا الكيان. وتحت عوان «نتنياهو يتهرب من تحمل المسؤولية» كتب المحلل رامي رومان، في موقع «زمن إسرائيل » أن نتنياهو، يواصل محاولاته للبحث عن الذرائع للتملص من تحمل مسؤولية الفشل العسكري والاستخباراتي، ويرفض حتى الآن، الاعتراف بمسؤوليته عن الكارثة التي أحدثها بيديه، ولا ينوي تحمل المسؤولية، مثله مثل موشيه ديان الذي تهرب من مسؤوليته عن فشل 73 وهو يعمل على تثبيت سلطته وسيواصل القيام بذلك في اليوم التالي للحرب.
وتابع المحلل، إن الجنرال احتياط، يتسحاك بريك، كان على حق، حين قال لا يجب أن يقع المرء في الأفخاخ التي أعدتها المقاومة الفلسطينية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وإن التسرع من الشيطان وحياة الجنود الإسرائيليين في خطر.
ووصف المحلل خطاب نتنياهو الأخير بالفارغ، قائلاً: ظهر نتنياهو أمام كاميرات التلفزيون، وألقى خطاباً أجوف آخر، تجنب فيه – كما كان متوقعاً – تحمل أي مسؤولية، وغادر دون الإجابة عن الأسئلة، ورغم حديثه عن التحقيق، لكن سنكتشف بشكل كامل أن التحقيقات ستتوقف عند ما حدث على الحدود الجنوبية وفي قطاع غزة، ولن يتوسع لفحص ما حدث من قبل، وما هو دور المستوى السياسي ودور رئيس الوزراء نفسه في ما حدث على الحدود الجنوبية.
وفي ظل قول نتنياهو إن التحقيق لن يحدث إلا بعد انتهاء الحرب، فإن السؤال هنا: من يدري متى ستنتهي الحرب..؟ فمسألة الدخول البري إلى غزة، تحوم في الأجواء، والتوتر يتزايد مع مرور الساعات، وربما تكون هذه هي المعضلة الأمنية والسياسية الأكثر تعقيداً التي يواجهها النظام الأمني الإسرائيلي.
وبحسب المحلل، توجد اعتبارات كثيرة، ربما تمنع اتخاذ قرار الدخول براً إلى غزة، أهمها موقف الرأي العام الدولي الذي يزداد ميله ضد «إسرائيل» مع مرور الأيام، في ظل انتشار الصور المروعة من قطاع غزة، وهناك أيضاً حقيقة أن مثل هذه الخطوة تحتاج لقوات كبيرة جداً، فضلا عن أن «إسرائيل» لا تستطيع البقاء على هذا المستوى من التأهب لفترة طويلة، فالتكلفة الاجتماعية والاقتصادية للحفاظ على مثل هذه القوات الضخمة، سوف تصبح تدريجياً غير محتملة.
وفي صحيفة «معاريف» حذّر المحلل عوفد كناعنا، أن أحد الألغاز التي تشغل حالياً «المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، وحتى القيادة العسكرية، إضافة للخبراء في شؤون حزب الله»، هو ما إذا كان حزب الله سيدخل الحرب، وبالتالي يدخل في حرب شاملة مع «إسرائيل»، وهل هو مستعد لفتح الجبهة الشمالية..؟
ورأى المحلل، أن حزب الله يتمتع بدعم شعبي واسع، ليس فقط في لبنان، وإنما حتى في الخارج، كما أن الدعم الشعبي الواسع الذي يتمتع به، يسمح له بحرية العمل، عسكرياً ضد «إسرائيل». كما يضع قيوداً أمام احتمال قيام «إسرائيل» بالعمل ضده، ومن المؤكد أن حزب الله لن يقف عندها متفرجاً، وسيكون مستعداً لدخول هذه الحرب بكل ما يترتب عليها من آثار، وهذا يعتمد بشكل أساسي على الدخول البري الإسرائيلي إلى غزة، ما يعني أن الدخول البري الإسرائيلي إلى غزة، سيكون سبباً في اشتعال الساحة الشمالية، إلى أبعد من المناوشات الحالية.