الاختيار الخاطئ..!
تنتشر في مدننا وشوارعنا أنواع من الأشجار، منها ما هو غريب عن بيئتنا الساحلية، ومنها ما يسبب تخريباً للبنية التحتية.
فنرى في حدائق ومنصفات الشوارع ضمن المدن الساحلية أشجار النخيل التي لا تناسب بيئتنا، ولا تشكل هوية لها، ومكانها الصحيح في البادية والصحاري.
وكذلك زراعة أشجار الكينا (الأوكاليبتوس) على الأرصفة وعلى طرفي الأوتستراد، رغم الإشارة أكثر من مرة إلى مساوئها كأشجارِ شوارع، والتي تفوقُ مزاياها بأضعاف، فهي تخرّب الأرصفة والشوارع، وشبكات الصرف الصحيّ، وشبكات المياه، وأساسات الأبنية المُجاورة، وترتفع كثيراً حيثُ تصبح عرضةً للتكسّر بفعلِ الرياح، وتشكّلُ خطورةً على المارّة وشبكات الكهرباء والممتلكات العامة والخاصة.
وهذا يحتّم علينا ضرورةَ إعادة النظر في بعضِ أنواعِ أشجارِ الشوارع والحدائق المُنتشرة في بعضِ مُدننا من دونَ تأخير، واستبدالها بأنواع أخرى جميلة و مريحة للناظر ومنتجة، من دون أن تشكل أدنى خطر عليه وعلى البنية التحتية، وتصحيح هذا الخطأ بدلاً من الإمعان بتكريسه.
والعمل بشكل جدّي وسريع على استبدال هذه الأشجار التي أخطؤوا بزراعتها منذ البداية، واختيار الأنسب منها لكل مدينة وشارع، وبيئتنا المحلية غنيّة بها، مثل زراعة أشجار الحمضيات والزيتون، في جوانب الطرق والمنصفات والحدائق، هذه الأشجار التي تعتبر رمزاً للساحل السوري، و محصولاً استراتيجياً لأبنائه، إضافة إلى أن استثمارها بالشكل الأمثل يشكل مصدر دخل للمجالس المحلية.
وهذا يتطلّب تضافُر جهود اختصاصيّين منَ الحِراج، وتنسيقَ الحدائق في مجالسنا المحلية وكليّة العمارة، كي نخرج بتشكيلةٍ تليقُ بمُدننا، تريحُ الناظر، ولا تشكّل خطراً عليه أو على مُمتلكاته أو على البنية التحتية، وتصبح هوية لكل مدينة ومورداً اقتصادياً مهماً لأبنائها.