80 لوحة ومنحوتة في المركز الثقافي باللاذقية
تشرين – باسمة اسماعيل:
حضرت ثمانون لوحة ومنحوتة لأكثر من سبعين فناناً وفنانة ونحاتاً في صالة المعارض بالمركز الثقافي في اللاذقية، بمعرض “شموع السلام 9” أقامته جمعية (شموع السلام) برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية، تنوعت موضوعاته وأساليبه من حيث التقنيات والمدارس الفنية، كتنوعهم من أغلب محافظات سورية، كما تنوع مستواهم الفني ما بين كبار الفنانين بالحركة التشكيلية وشباب لهم بصمة فنية، وشباب هواة بالفن، وهذا التنوع يغني المعرض كمستوى فني، على الرغم من وجود أعمال فنية لو تم الاشتغال عليها بشكل أفضل، لأعطت لمسة فنية أجمل للموضوع المطروح.
غانم : معرض (شموع السلام 9) تفاوت بالمستويات الفنية
وأيضاّ تنوعت آراء الحضور فقد استحوذ على إعجاب وثناء الكثيرين، والبعض الآخر كان له رأي بالمستوى الفني، لكنه أشاد بأن المعرض جيد لتنوعه والسبب يعود لانتقاء كل فنان موضوعاً يلائم ذائقته الحسية في الفن.
طغى على اللوحات المرأة بشكل كبير من نواحٍ جمالية واجتماعية، وموضوعات أخرى عن الطبيعة الصامتة والمتحركة والزخارف والخط العربي والبوتريه…الخ.
لوحة الفنان بولس سركو أنثاه واقعية، شخصية المغنية الأمريكية جانيس جوبلين، وأوضح لـ “تشرين”: هي إحدى المشاركات في المهرجان الموسيقي (وود ستوك) بعنوان (٣ أيام من السلام والموسيقا) يدعو للحب والسلام والبحث عن السعادة، وأضاف أنه اختارها أيضاً لمناهضتها للسياسة الأمريكية ولأغانيها الحزينة (بلو) وهذا النمط يغنيه الفقراء.
الفنانة أطلال شملات في لوحتها (حدودك للسما) أنثاها تنظر إلى السما وفوق رأسها طائر الفينيق الذي يرمز لانطلاق من الرماد، معبرة عن الأمل بعالم جديد بلون التركواز الذي بدا خجولاً في زحام اللونين الطاغيين الأحمر والأصفر.
فيما سعى النحات وائل نظاملي لإحياء رمز الآلهة الأوغاريتية ( بوغاتو) التضحية والوفاء عبر منحوته، مستخدماً المنحنيات والخطوط اللينة بالعمل، وبعض التحوير للدلالة على الأنوثة الكامنة في تلك الحركات، وما احتواؤها لتلك الكتلة الدائرية عند الرأس إلّا تعبير عن احتواء كائن آخر بحكم طبيعتها الأنثوية.
الفنانة مرام الحمديش لوحتها تعبّر عن الوجوه غير واضحة الملامح، كدلالة على تعب وتشوه داخل الإنسان، بألوان حارة مع امتزاج الخلفية الباردة لتكوين لوحة كاملة فنية تعبيرية.
الفنانة رجاء بيلون تعبّر بلوحتها عن الحياة والرزق في الوجود، بما أن السمكة مقياس للرزق حسب رأي الكثيرين، فالأنثى تمثل الرزق في دائرتها العائلية، وانحناءات تواضعها مثلته في انحناء عينيها نحو الأسفل، وبذلك أكملت دور المرأة في الحياة.
رزق: تفاوت في المستويات الفنية حالة صحية
الفنانة لينا رزق رئيسة جمعية (شموع السلام) مشاركة بعمل زيتي دمجت ما بين التشكيل والزخارف المتنوعة من حيث الأشكال والألوان لتتكون مع بعضها وتعطي شكلاً جديداً، اللوحة تشكيل وجوه مرسومة بأسلوب انطباعي مبسط، ينبعث من خلالها نسر يبدأ بالانطلاق ليعبر عن بداية حياة جديدة لتلك الوجوه.
وعلى هامش المعرض التقت” تشرين” الفنانة التشكيلية لينا رزق مؤسسة ورئيسة جمعية (شموع السلام) للحديث عن اختلاف المستويات الفنية الواضحة بالمعرض، وإن كانت هناك لجنة أشرفت على اختيار اللوحات التشكيلية والمنحوتات، فقد بينت أن من أهداف الجمعية إتاحة الفرصة للشباب للخوض في المجال التشكيلي، لذلك مهمتنا تقديم فرصة لهم لعرض لوحاتهم في المعارض الجماعية، لتعزيز ثقتهم الفنية من خلال تعرفهم على خبرات فنانين تشكيليين كبار، وتبادل الخبرات معهم للوصول إلى تطوير عملهم الفني بما يليق بالحركة الفنية، لذلك هناك اختلاف بالمستويات الفنية المشاركة، وهذه حالة صحية.
وأضافت: إن فكرة جمعية (شموع السلام) بدأت عام 2016، كان هناك ركود بالحركة الفنية، والفكرة الأساسية إشراك الفنانين التشكيليين من كل محافظات سورية، ومن كل أنحاء الوطن العربي لحمل شعلة السلام من مكان إلى مكان آخر ، لذلك كنا نتنقل بالمعرض من محافظة لمحافظة، وحتى إلى خارج سورية حيث كانت لنا مشاركة في لبنان.. وتابعت: المعرض يضم كبار الفنانين وشباباً هواة بالفن، كعملية دمج بين الثقافات الفنية وأساليبها المتنوعة، لإعطاء رؤية فنية جديدة وصورة عن سورية مصغرة من خلال تنوع المشاركين.. وأشارت إلى أن مشاركتها تحمل بصمتها الخاصة المتمثلة بالزخارف المتنوعة، من حيث الأشكال والألوان، استنبطت الفكرة من عالم الطباعة، ودمج ما بين الطباعة والزخرفة والتشكيل لاستنباط روح جديدة بالعمل الفني يكون بصمتي الخاصة.
الفنان غسان غانم أمين سر عام اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، يرى أن المعرض (شموع السلام 9) شمل أعمالاً فنية متباينة بالتشكيل واللون وبمستويات مختلفة، وأن الأعمال النحتية التي عرضت بالمعرض نوع من الفن الواقعي الجميل..
وأضاف: هناك لوحات فنية بالمعرض غير جديرة للعرض، ولو عرضت هذه اللوحات على لجان مختصة بالفن التشكيلي لانتقت أفضل اللوحات من أجل عمل معرض فني جميل ورائع، ولكن للإنصاف هناك أعمال كثيرة مستواها الفني رائعة، وأيضاً أقيم المعرض في أوقات الجميع في سورية فنانين وغير فنانين في حالة توتر عالية.