(بدل أن يكحلوها أعموها) ..استجرار “تفل” الشوندر يعرقل بيع المقنن العلفي!
تشرين – محمد فرحة:
لم أجد تعبيراً أدق من وصف إلزام مؤسسة الأعلاف باستلام “تفل” الشوندر وتحميله مع مقنن المادة العلفية المكوّن من النخالة والشعير، بالمثل القائل “بدل أن يكحلوها أعموها”. فإلزام مربّي الثروة الحيوانية بشراء “تفل” الشوندر مع المقنن العلفي فيه ما فيه من الغبن ما يكفي المربين ويفيض، فهو إما أن تستلم المخصصات من “التفل” مع المقنن أو لا يوجد مقنن، وهذا الإجراء دفع المربين إلى العزوف عن شراء المقنن، وإن لم يكن بالمطلق فقد عرقل عملية بيع النخالة والشعير، وفقاً لحديث مدير الأعلاف في حماة المهندس تمام النظامي لـ”تشرين”.
وأضاف: بعد إلزام المؤسسة العامة للأعلاف باستجرار “التفل”، تم استلام نحو ٤٠٠ طن من كمية مقدرة بـ٣٠٠٠ طن، حيث يباع الكيلو بـ٣٣٥٠ ليرة، وهو سعر يرى فيه المربون غبناً غير مسبوق، إضافة إلى أنه غير مرغوب رغم قيمته الغذائية للمواشي.
موضحاً أن سعر كيلو النخالة اليوم ١٣٠٠ ليرة، وكيلو الشعير ٢٧٠٠ ليرة، في حين سعر كيلو “التفل” ٣٣٥٠ ليرة.
وتساءل: كيف تم نقل “التفل” من شركة سكر سلحب إلى (محالج) حماة لتجفيفه، ومن ثم إعادته لشركة سكر سلحب ثانية، لنقوم نحن كفرع الأعلاف في حماة بنقله ثالثة إلى حماة، الأمر الذي زاد من تكلفته كثيراً، واستغرق أكثر من أربعة أشهر ؟
من جانبها بيّنت رئيسة مركز الأعلاف في السعن، جميلة خدام، في معرض إجابتها عن سؤال: كيف تلقّى المربون قرار تحميل مادة “التفل” مع بقية المقنن العلفي؟، أنه لم يلقَ الإقبال الكبير، وتحديداً في أسابيعه الأولى، نظراً لارتفاع سعره من جهة، وعدم الرغبة به من جهة ثانية، ونعمل بكل جهدنا لطرحه وإقناع المزارعين بفائدته وجدواه بالنسبة للثروة الحيوانية.
غير إن السؤال الذي لم يطرحه أحد: لماذا الفارق السعري الكبير بين سعر شراء مادة “التفل” من مؤسسة السكر، والبالغ ٣١٥٠ ليرة وسعر بيعه للمربّين بـ٣٣٥٠ ليرة، فالكل يريد أن يربح من المربين، فهم غير ملومين إن أحجموا عن شراء المقنن العلفي كله، فبدلاً من دعمهم لتنامي قطيع الثروة الحيوانية، نرى تخطيطاً بإجراءات كهذه، من شأنه إحباط المشتغلين به.
بالمختصر المفيد، يبقى القاسم المشترك بين الجميع هو ضرورة العمل بالمقنن العلفي الفعال، الذي يسهم في التخفيف من الأعباء التي تلحق بالمربين، وذلك من أجل تنمية اقتصادية مستدامة شاملة.. فهل يعاد النظر بسعر بيع “تفل” الشوندر ليفتح الباب واسعاً أمام المربين لشراء المادة؟.