العالم يحتفل بالإفراج عن رهينتين أمريكيتين والقصف الجوي يستهدف مليوني بريء في غزة الإعلام يقع “بالمصيدة” ينشغل بمعبر رفح عن مجازر القصف الجوي للاحتلال
تشرين- يسرى المصري:
المشهد على مواقع التواصل والقنوات الغافلة يحتفل بمعبر رفح وعشرين شاحنة تحمل بعض المساعدات التي لا تكف مشفى واحدة في غزة ولا تجد كاميرا تلتقط آلام طفلة كسرت جمجمتها وأصيب رأسها بجرح كبير، والأطباء يخيطون حوالي العشرين قطبة بدون بنج أو مخدر ..يبكي بعض الأطباء من آلام الوجع والعمليات التي تستلزم بتر ولا يملكون أبسط الأدوات،
الحرب الإعلامية الخطرة التي تتقن إسرائيل وأمريكا والغرب إدارتها بالأكاذيب والتضليل وتحويل الأضواء، تحويل الأنظار عن حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في حق الأبرياء، يتحدثون عن تأجيل الغزو البري لتمرير الحرب الجوية والقصف على أحياء كاملة والطلب بتهجير وإخلاء أحياء ومستشفيات، ويسمحون بالقصف الجوي، الكل يغرق في المصيدة الإعلامية التي تمنع النظر عن السبب الحقيقي بعد فشل مشروع التهجير بمشروع الابادة الحقيقية، 4500 من أبناء القطاع استشهدوا 70% من الأطفال والنساء والبقية من المسنين، وهذه مجزرة حقيقية يغفل عنها العالم، وفي حين ترتفع وتيرة القصف ويزداد عداد الضحايا تجد العالم يحتفل بالإفراج عن سيدتين أمريكيتين يهوديتين، وتبدو الخطة واضحة للعيان فالاحتلال الإسرائيلي يستدعي 360 ألف جندي وضابط احتياط موجودين للحظة المناسبة للغزو البري المزعوم، والذي يعرفون مسبقاً نتائجه الوخيمة على إسرائيل ..! لكن يقومون بالحرب الجوية التي تستهدف ضرب المدينة، وتدميرها وإبادة أهلها، الحرب البرية المزعومة ستطول أشهر ويمكن سنوات والنصر فيها للمدافعين عن غزة تدرك هذا أمريكا والغرب أيضاً.
القصف الجوي يحصد كل يوم مئات الشهداء في دير البلح، فيتم تدمير أحياء كاملة وتستشهد عائلات مع أبنائهم وأحفادهم, وبالمقابل يوجد حالة صمت عالمي على المجازر الجوية، بايدن المشترك في الجريمة عندما يقول رداً على سؤال حول أسباب تأخير الحرب البرية على غزة ..يدعي أنه لم يفهم السؤال في الوقت الذي تقوم به الطائرات الإسرائيلية بقصف الأبرياء بأم القنابل الأمريكية التي تدمر 50 متر تحت الأرض وهؤلاء يجب أن يحاكموا ويحاسبوا، الكل يتحسب أن الحرب البرية ستخسر بها إسرائيل لذلك يحاولون لفت الأنظار عن الحرب الجوية الجارية منذ أكثر من أسبوعين من القصف الجوي، وتجد البعض يتحدثون عن إدخال عشرين شاحنة فيها مساعدات، ماذا تفعل مع مليوني محاصر .., إسرائيل تطالب بإخلاء 20 مشفى وتبيح لنفسها تدمير المشافي والمساجد والكنائس وهذه ممنوعة أن تقصف في أي حرب عالمية، هل يتصور العقل في هذا الزمان أن يتم بتدابير همجية قطع الماء والكهرباء والعذاء والأدوية عن شعب أعزل وبعقوبات جماعية؟؟ اليوم يجري الأطباء عمليات للأطفال والنساء من دون مخدر، وتدق الطبول فرحاً بالمساعدات ..!! ماذا فيها العشرين شاحنة؟ ماذا عن أوامر إخلاء المشافي تمهيداً لقصفها؟ أين يذهبوا المرضى هل يموتوا في الشوارع؟
ما هو رأيك ؟!
تتباين الآراء والتعليقات والتحليلات بين الخبراء الدوليين وفي الكيان المحتل حول تفاصيل المسار العسكري الذي ستؤول إليه الحرب الدائرة في قطاع غزة، وتختلف وجهات النظر حول ما إذا كان اجتياح الجيش الإسرائيلي للقطاع أو حتى إعادة احتلاله بالكامل يمثل حلاً جذرياً للقضاء على حماس أم لا؟
وتتباين الآراء أيضاً حول مستقبل سلام الشرق الأوسط بعد الحرب، لكن صوت الرصاص لم يصمت والغارات الجوية الإسرائيلية على سكان القطاع لم تتوقف !! ، تتفاوت التقديرات في شأن تأثير الحرب في مسار التسوية السلمية في المنطقة بينما أمريكا ترسل أساطيلها وبوارجها والزعماء الأوروبيون يحجون إلى إسرائيل لإبداء الدعم والمساندة، فكيف ستمهد الحرب بصرف النظر عن نتائجها الطريق لعملية سلام حقيقية..؟! يبدو أنها ستزيد من تعقيدات الوضع وتجعل سلام “الشرق الأوسط “أكثر بعداً واستحالة.. في هذا كله تتباين الآراء وتختلف وجهات النظر للتشويش على مشهد الإبادة في غزة …
وان كنتم تألمون ..
إذا أرادت إسرائيل حرباً طويلة فلها ما تريد ..اليوم هي في حالة شلل تقريباً وعملتها تنهار بوتائر سريعة وهي لم ولن تسلم من نتائج الحرب الكارثية ..ولاختلافات في الرأي لن تنفي وجود ما يشبه الإجماع إن لم يكن إجماعاً فعلياً بين الخبراء أن الحرب بصرف النظر عن نتائجها السياسية والعسكرية ستوجه ضربة مؤلمة للاقتصاد (الإسرائيلي) يصفه البعض في إسرائيل ذاتها بـ”الكارثة”.
وحسب تقارير إعلامية، تسود نظرة تشاؤمية داخل (إسرائيل) ولدى حلفائها الدوليين بشأن النتائج الاقتصادية للحرب، في حرب السادس من تشرين، العاشر من رمضان عام 1973 وجهّت إسرائيل النداء الأكبر في تاريخها لقوات الاحتياطي فاستدعت 40 ألف جندي، وفي حرب اليوم توجه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ثاني أكبر نداء لجنود الاحتياط في التاريخ الإسرائيلي فتستدعي 300 ألف جندي أي نحو 3 في المائة من إجمالي السكان البالغ 9.8 مليون نسمة.
تلك التعبئة العسكرية الجماعية لا تأتي في الوقت الأمثل للاقتصاد (الإسرائيلي) كما يقولون .. ففي الأشهر الماضية كان انخفاض قيمة العملة (الإسرائيلية) الشيكل متواصلاً، ومنذ بداية العام وحتى انطلاق عملية طوفان الأقصى فقد الشيكل 10 في المائة من قيمته نتيجة حالة عدم الاستقرار السياسي الذي تشهده إسرائيل من جراء الاحتجاجات المتواصلة ضد مخطط الحكومة لإصلاح القضاء، بينما حذر البنك المركزي (الإسرائيلي) من أن الاقتصاد معرض لخسارة 14 مليار دولار أمريكي.
وإذ كانت التعبئة العسكرية الضخمة تشكل إجراء حاسماً من وجهة نظر حكومة نتنياهو، فإنها ووفقاً لمحللين (إسرائيليين) مثلّت صدمة لقطاع الأعمال في إسرائيل، فجزء كبير من القوى التي استدعيت للقتال سيترك وظائفه فوراً وبشكل مفاجئ لفترة ترجح المؤشرات كلها أنها فترة طويلة.
وسيترك استدعاء هذا العدد الضخم من الأيدي العاملة وإخراجه من العملية الإنتاجية، آخذاً في عين الاعتبار أن قوات الاحتياطي ( الإسرائيلي) مؤلفة أساساً من فئات عمرية شابة ذات إنتاجية مرتفعة، بصمات سلبية على (إسرائيل)، ولن يظهر التأثير المباشر في ارتباك الحياة اليومية فحسب، نتيجة نقص الأيدي العاملة اللازمة لإدارة الكيان، لكن أيضاً في قطاع الأعمال نتيجة حدوث نقص مفاجئ في القوى العاملة.
لهذا فإن أوضاع كثير من الشركات (الإسرائيلية) باتت محفوفة بالخطر أو في مأزق حرج نتيجة الفراغ الناجم عن نقص الأيدي العاملة، وستتراجع القدرة الإنتاجية لكثير من االنواحي الاقتصادية الحيوية ، يضاف لذلك إدراك الجيش (الإسرائيلي) أن هذا العدد الضخم من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم للقتال في حملة عسكرية طويلة الأمد وخطرة سيكون أمراً مكلفاً مالياً ومجتمعياً لأعوام مقبلة، فعلى الحكومة والمجتمع إعادة تأهيل كثير من جنود الاحتلال الذين سيعودون معاقين من غزة ورعاية أسر الجنود الذين سيلقون مصرعهم هناك.
وتشير أغلب التقديرات إلى توقع حدوث تأخير في كثير من المشاريع نتيجة لغياب موظفين رئيسين تم استدعاؤهم ، كما أن العبء الملقى على عاتق الموظفين سيؤدي حتماً إلى زيادة أعباء العمل وزيادة مستويات التوتر المجتمعي وبما يؤثر في الكفاءة العامة، وسيكون على الاقتصاد (الإسرائيلي ) البحث الدائم عن التوازن بين الضرورات المعقدة للأمن من جانب والجدوى الاقتصادية من جانب آخر، وهو ما سيتجاوز تأثيره بالتأكيد قضية الاستقرار والصمود في الحرب الجارية، ليؤثر في قدرة (إسرائيل )على المدى الطويل في مواجهة الصراعات المستمرة مع محيطها.
ويواجه محرك النمو الرئيس وهو قطاع التكنولوجيا الفائقة يواجه صعوبات جمة، كما تعمل أسعار الفائدة المرتفعة على إعاقة الإنفاق الاستهلاكي.
ويقول أحد الخبراء ، ستعمق تلك الحرب مجموعة من المخاوف التي كانت سائدة في الفترة الماضية، ويحتمل أن تؤدي إلى ركود اقتصادي، فالاحتجاجات التي كانت تشهدها (إسرائيل) نتيجة معارضة قطاعات كبيرة من المجتمع لخطة الإصلاح الحكومي للقضاء أدت إلى انخفاض كبير في الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا المتقدمة الذي يعد محوراً أساسياً للاقتصاد الإسرائيلي، حيث إن 40 في المائة من النمو الاقتصادي يأتي من هذا القطاع.
ويضيف “انخفضت الاستثمارات في شركات التكنولوجيا للنصف الأول من هذا العام بنسبة 68 في المائة وتراجعت إلى 3.7 مليار دولار وهو أدنى معدل منذ 2018، وتراجع أيضاً قطاع التكنولوجيا المالية في ( إسرائيل ) وكذلك تكنولوجيا المعلومات وسجّل أكبر الانخفاضات حيث انخفض بأكثر من 80 في المائة، ولا شك أن الحرب خاصة مع استمرار قصف حماس لمستوطنات إسرائيلية رئيسة ستدفع رؤوس الأموال الأجنبية للفرار أو تحاشي الاستثمار في ( إسرائيل) مستقبلاً”.
مع هذا يرى بعض الخبراء أنه يصعب الجزم بحجم خسائر الاقتصاد (الإسرائيلي ) في الوقت الراهن، إذ سيتوقف ذلك على عدد من العوامل من أبرزها الفترة الزمنية للحرب ونطاقها خاصة إذا اتسع القتال وامتد إلى لبنان، وطبيعة المساعدات الدولية التي ستحصل عليها (إسرائيل).
من جهتها تقول تقارير إعلامية “في الوقت الحاضر من الصعب جداً معرفة كيف ستتطور الحرب؟ وبعض تقديرات البنوك الإسرائيلية أشارت إلى أن تكلفة الحرب مع حماس ستبلغ 27 مليار شيكل أي ما يعادل سبعة مليارات دولار أمريكي، لكن هذا التقدير متواضع للغاية، وستراوح التكلفة الاقتصادية ما بين 10- 14 مليار دولار، أما إذا اتسع نطاق الحرب فإنه يصعب حالياً حساب تكلفتها أو الخسائر التي يتعرض لها الاقتصاد الإسرائيلي”.