تشرين «الأقصى» أسس له تشرين التحرير.. فلسطين بوصلتنا وستبقى.. وسورية قوية بوحدة أبنائها وتلاحمهم في مواجهة مخططات التحريض والتقسيم
تشرين- أيمن فلحوط:
محاور ثلاثة كانت العناوين الرئيسة للندوة التي دعا لها مكتب الإعداد والثقافة والإعلام في فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي في دمشق على مسرح معهد الحرية – إحياء للعيد الذهبي للذكرى الخمسين لحرب تشرين التحريرية، والتي تزامنت مع عملية طوفان الأقصى، وتمسك سورية بخيار ونهج المقاومة.
اللواء حسن: كما كانت حرب تشرين المفاجأة التي زلزت كيان العدو قبل نصف قرن، كذلك كانت عملية طوفان الأقصى، وفي سورية لا يمكن كسر التلاحم ما بين الشعب والجيش والقائد
في المحور الأول عن حرب تشرين تحدّث اللواء حسن حسن عن معاني ودلالات حرب تشرين، التي أسست لمستقبل واعد على مستوى التحرير، وما عملية طوفان الأقصى إلّا جزء من عملية التحرير المنتظرة، مضيفاً أن أهمية حرب تشرين تأتي من كونها عملت على كسر ثقافة الهزيمة والانكسار والانطواء، التي كانت سائدة بعد نكسة حزيران 1967، ومن هنا تكمن الأهمية في كسر تلك الثقافة، ثقافة الهزيمة، بتحويل ما كان متعارف عليه وسائد في المزاج الشعبي والمجتمعي، والانتقال من هذا الواقع المأزوم إلى مرحلة كسر إرادة الكيان الصهيوني. ونحن هنا نتحدث عن كسر إرادة القوى المهيمنة على القرار في تلك الفترة، والتي لا تزال للأسف حتى الآن تعمل بكل عدوانية ضد الوطن.
كما استعرض اللواء حسن مراحل الإعداد للحرب المختلفة على الجبهة المحلية، والجبهة السورية- المصرية، واللقاءات السورية المصرية المشتركة، ونجاحهما في الخداع الاستراتيجي للعدو الصهيوني قبل بدء حرب تشرين التحريرية.
تحقيق المفاجأة
وأشار اللواء حسن إلى أنّ تحقيق المفاجأة في حرب تشرين، كانت قبل أن تبدأ الحرب بساعة الصفر، أو بدء الأعمال القتالية، والأسلحة المستخدمة وتكتيكات القتال، وعرض الجبهة وعمقها.
ودلل اللواء حسن على عنصر المفاجأة بما أفصح عنه مؤخراً، وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كيسنجر، في صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، معترفاً أنه لم يكن يتبادر في ذهن الأمريكيين على الإطلاق أن العرب يفكرون ببدء أعمال قتالية ضد اسرائيل» مضيفاً: عندما اتصلنا بالإسرائيليين في 5 تشرين الأول حول وصول معلومات لنا عن التحركات على الجبهتين السورية والمصرية، رّد الإسرائيليون: إنها عبارة عن مناورات، والعرب مسجونون بثقافة الهزيمة، ولا يمكن أن يتجاوزوا هذه الواقع، لأنهم يعرفون حجم الانتقام الذي سيحصل.
وكما كانت مفاجأة حرب تشرين، جاءت عملية طوفان الأقصى لتحقق أهدافها الاستراتيجية، وحين يصل المقاومون إلى عمق العدو لمسافة 40 كلم فهذا إنجاز كبير في العلم العسكري.
وختم اللواء حسن: إرادة أبناء المنطقة أقوى، وقد ثبت على أرض الواقع أنهم أصحاب الحق والسيادة، ولا يمكن أن تنكسر، وكما استطعنا تحصين انجازاتنا بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد، سورية ماضية إن شاء الله نحو المزيد ، بفضل هذا التلاحم بين الثلاثية الذهبية، الشعب الوطني والجيش الأمين، والقائد الاستراتيجي بشار الأسد.
د. أبو صالح: الإعلام أحد أهم الأسلحة في كل الميادين العسكرية والسياسية والاجتماعية والإعلام السوري كان ولا يزال مستهدفاً في الداخل، وكذلك بدوره النضالي الوطني والقومي
دور الإعلام
في المحور الثاني أشار الباحث والكاتب الدكتور سمير أبو صالح إلى دور الإعلام وأهميته، لأنه كما وصفه بات أحد أهم الأسلحة في كل الميادين العسكرية والسياسية والاجتماعية، ولكل منا ملاحظات على الأداء الإعلامي في شكله الرسمي، وهذا منطق وليس عيباً، بل هي ظاهرة صحية في مجتمعنا السوري عموماً، منطلقين من مقولة: «التستر عن الحقائق أو على الحقائق يثير الكثير من النقاط التي تشكل خللاً في بنية المجتمع الفكرية».
وأضاف: الوزارة الأهم في الإعلام هي الأسرة، التي بنيت على أسس ثابتة في البعد الوطني أولاً، وفي البعد السلوكي ثانياً، وفي البعد الإعدادي لأبنائها ولأفرادها، قادرة كأسرة أن تساعد وتسهم في الإعلام وترفعه إلى المستوى المطلوب.
ووزارة الإعلام السورية قامت حقيقة بما تستطيع.
الإعلام على مستوى المواطن
وكان السيد الرئيس بشار الأسد خلال لقاءاتنا معه يُوصي بأن يكون الإعلام على مستوى المواطن، خاصة وأن المواطن السوري تحديداً في اهتماماته الإعلامية يفوق أي شعب على وجه الكرة الأرضية، فهو مجبول ومعجون في البعد الإعلامي والسياسي، وهذه ميزة لا زلنا مقصرين في استغلالها وتفعيلها.
بالمقابل الإعلام المضاد حاول ضرب الصرح الإعلامي الكبير الذي تمكّن حزبنا العظيم، حزب البعث العربي الاشتراكي، من خلال سنوات نضاله حتى اليوم من دوره في تنمية المواطن، كما هو الحال بالنسبة للآخر، في الكيان الإسرائيلي، هناك ما يسمى بمكتب الأمن للدراسات- مكتب الأمن القومي الإسرائيلي، والذي يصدر كتاباً سنوياً يقيم من خلاله العمل الإعلامي في المحيط ، وفي مقدمته سورية.
سورية والإعلام السوري سمٌّ زعاف، بالنسبة للمتلقي الصهيوني والأوروبي والأمريكي بشكل عام، وبالتالي تأثير الإعلام السوري في هذا الإطار هو تأثير كبير جداً.
سورية إلى أين؟
في المحور الثالث بدأ الدكتور خالد المطرود حديثه عن تشرين التأسيس مع القائد المؤسس حافظ الأسد في ذكرى التصحيح، بطل التحرير، واليوم في تشرين الطوفان الذي أسس له تشرين التحرير، وكانت انطلاقته من تشرين التأسيس.
الأسئلة كثيرة وكبيرة والكل لا يجد إجابة محددة، لكن ثقتنا في النصر، وفي شعبنا وفي الحق الذي ندافع عنه، هي العنوان الأبرز والأجمل، عندما نتحدث عن الصراع ما بين قوة الحق الذي نمتلكه، وحق القوة الذي يهددنا به الآخرون.
وأشار الدكتور المطرود إلى الكلف العالية التي يتكبدها الوطن منذ 2011، ندفع دماء وآلام وعذابات وصبر، وصمود وثبات من أجل مَن، ومن أجل ماذا؟.. من أجل البوصلة التي رسمناها، ورسمها جيشنا الباسل منذ البداية، إن بوصلتنا فلسطين وستبقى، وخيارها المقاومة وسيبقى، سورية إلى أين؟ بمعنى المنطقة إلى أين؟ بمعنى العالم إلى أين؟ لأن المعادلة الإستراتيجية التي يعمل عليها العالم ويريدها الأمريكي ووضع لها الخطط، من يريد أن يسيطر على العالم يجب أن يضع يده على الشرق الأوسط ، ومن يريد أن يسيطر على الشرق الأوسط يجب أن يضع يده على سورية.
12 سنة والصراع على سورية مستمر، إنه صراع العالم على سورية، لأن ناتج الحرب في سورية، هو ناتج للحرب العالمية الجديدة بأشكالها المختلفة والمتعددة.
ممنوع أن تتوقف الحرب في سورية
وأضاف د.المطرود: بالعودة في الذاكرة إلى شعارات الحرب على سورية في 2013 و2014 و2015 لنرى أنها سقطت في الأهداف، لكنها بقيت مستمرة، لأنه ممنوع أن تتوقف الحرب في سورية، ففي اللحظة التي ستتوقف فيها الحرب، سيكون هناك امتدادات على مستوى المنطقة والإقليم والعالم، لا قدرة للآخرين على استيعابها، خاصة فيما يخص الكيان الإسرائيلي، فالحرب مستمرة بشكلها الاقتصادي، وكلنا نصبر، وكلنا نقول نعم إنها الحرب، لكن هذه الأشكال التي يحاربون فيها أصبحت ضاغطة، يريد الأمريكي الاستثمار فيها، عسى أن يغير ويبدل بالخارطة السياسية للحرب على سورية.
د . المطرود: 12 عاماً من الحرب لم تزعزع ثقتنا في النصر، وشتان ما بين قوة الحق التي تتسلح بها سورية وحق القوة الذي يمارسه العدو ليعتدي ويقتل ويدمر وينهب
بعد 12 عاماً وبعد فشل الحرب، أرادوا استغلال السويداء وأبناءها واللعب مجدداً على وتر التفرقة والتقسيم والتحريض، فقلنا للأمريكي: أنت ذكي عندما ركبت موجة عملاء حركوا خمسين بالاسم، و500 بالمال، و5000 تحت عناوين معيشية، لكننا قلنا له أنت غبي عندما تختار السويداء، فتاريخها معروف ومشرف وهم أحفاد سلطان الأطرش وصالح العلي وإبراهيم هنانو ويوسف العظمة وحسن الخراط وحافظ الأسد.. هؤلاء الذين رفضوا تقسيم سورية، ورفضوا أن يبيعوا ويتنازلوا ويتآمروا، وعندما فشل في السويداء ارتكب مجزرة الكلية الحربية، وكان المطلوب التحريض والتجييش واستغلال السوريين ضد بعضهم البعض، لكن الوعي الشعبي لهذه الدماء في الكلية الحربية، مصنع الرجال، جمعت ولم تفرق، ثبتت البوصلة، ولم تحد عنها، وجاء طوفان الأقصى في اليوم الثالث، ليرد على جميع التساؤلات حول: أين الرد ومتى؟
وختم المطرود بالتساؤل عن طوفان الأقصى: هل سيقف عند هذا الحد؟ وهل يستمر إلى كامل فلسطين؟ وهل سينهي الحرب في سورية؟.. ليجيب: كل الاحتمالات مفتوحة، وموجودة على الطاولة، وكل الخطط جاهزة ومرسومة فنحن لا نخشى الحرب، هم يخافون من الحرب، وبحاجة إليها، فالعويل عند الإسرائيلي، والخوف عند الأمريكي.. وليس عندنا.