هل مسؤولية المحافظات تنحصر بتخصيص المكان والمساحات لمراكز انطلاق البولمان؟ وهل مسؤولية مديريات الأملاك تنحصر بالموافقات لإشغالات بيع المشروبات والمأكولات؟.
لِمَ لا يتم تنظيم المراكز، وخاصة في دمشق، بطريقة تعكس وجود الخبرات الهندسية والمعمارية، والفنية؟ فحصر هذه المراكز بسور المساحة، وما يحيط بها من إشغالات، يعكس الغياب التام للتطلع إلى التحسين والتطوير المطلوب في أماكن الخدمات العامة.
كيف يتم اعتماد المكان من دون مخطط معماري، يدرس حركة الباصات والدخول والخروج، وربطها بحركة المواصلات العامة من باصات وسرافيس، وتخصيص أماكن للخطوط، وتخفيف الازدحام الدائم على المداخل والمخارج؟
قضية أساسية، تساهم فيها الإشغالات الكبيرة المحيطة، وعدم تخصيص مواقف للخطوط، ما يؤدي إلى إيجاد الفوضى والازدحام في ساعات الذروة، عدا عن كل ما ينتج من الإشغالات والباعة من رمي الأوساخ والنفايات المكدسة. مع أن قسماً من الموقع في سكن أول، ولكن التعامل بهذه الفوضى وتراكم الأخطاء جعلا مناطق مراكز الانطلاق خارج التوصيف.
ما دامت الأمكنة متوافرة والمساحات كبيرة، فما نحتاجه هو التنظيم والاهتمام. ليت المسؤولين المعنيين في هذا الموضوع يزورون المواقع ويطلعون على درجة الفوضى الكبيرة.
مئات الآلاف يتنقلون كل يوم عبر هذه المراكز، ويستحقون أن تكون خدماتهم مدروسة ومنظمة .
إن أحصينا التكاليف المرتفعة لإنشاء مراكز الانطلاق، وسعر الأراضي المرتفع، نجد أن كل ذلك يضيع في غياب الاهتمام بالتنظيم ولزوم الاهتمام بالدراسة المعمارية عند إحداث المراكز، ولا حجة بزيادة حركة النقل، لأن ذلك هو العامل الأول المؤثر لأهمية وجود التنظيم والخدمات.
في واقع بؤس الخدمات، بات التنظيم وتنمية الأماكن حلماً، وإن كان صعباً، لكنه ليس عصيّاً على التنفيذ.