المنظمة الدولية للدفاع عن الأطفال: «إسرائيل» تقتل طفلاً فلسطينياً كل 15 دقيقة في أعنف عدوان عسكري تشنه على غزة
منذ السابع من تشرين الأول الجاري وحتى الآن قتل كيان الاحتلال الإسرائيلي طفلاً فلسطينياً كل 15 دقيقة، في أعنف عدوان عسكري يشنه على قطاع غزة المحاصر، وفقاً لبيانات أصدرتها المنظمة الدولية للدفاع عن الأطفال.
وفي بيان نشره موقع «غلوبال ريسيرتش» الكندي نقلاً عن المنظمة قالت فيه: «إسرائيل قتلت أكثر من ألف طفل فلسطيني في غزة منذ بدء عدوانها الجديد، بينما يعاني الأطفال، الذين نجوا من الموت، من آثار جسدية ونفسية لا يمكن وصفها أو تخيلها وهم يرزحون تحت القصف، ويرون عائلاتهم وآباءهم وأمهاتهم وهم يتحولون إلى أشلاء».
وأوضحت المنظمة أن الأطفال الفلسطينيين الذين نجوا حتى الآن من القصف الإسرائيلي في أنحاء قطاع غزة يعانون من وضع إنساني كارثي يضاف إلى وضعهم النفسي والعقلي المحزن، بسبب الرعب من ويلات القصف وما سبقه من حصار جائر وشحّ في الغذاء والمياه.
المنظمة أشارت إلى أن الصدمة، التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيون الناجون في غزة، تتجاوز حد المعاناة الشخصية بأشواط، فرؤية أطفال لغيرهم وهم يلفظون أنفاسهم تضيف إلى المأساة ندوباً لا تمحى، في حين أن عائلات بأكملها قضت بلمحة بصر.
فيما بينت بيانات الأمم المتحدة أن «إسرائيل» هجرت أكثر من مليون فلسطيني داخل قطاع غزة، ومنذ الـ11 من تشرين الأول الجاري يشهد القطاع المحاصر انقطاعاً تاماً للكهرباء بعد أن قطعت سلطات الاحتلال التيار الكهربائي ومنعت وصول الوقود إلى الداخل، ما أدى إلى كارثة في المشافي التي تفصلها ساعات قليلة من التحول إلى مشارح للجثث فقط مع انقطاع الكهرباء والقصف المتواصل، وانتهاء مخزونات الأدوات الطبية والأدوية الإسعافية والعلاجية.
ولم يكفِ «إسرائيل» كل هذا الإجرام الجنوني، بل قطعت أيضاً المياه منذ الـ 9 من تشرين الأول الجاري، ما جعل الأغلبية العظمى من سكان غزة عاجزين عن الوصول إلى مصادر مياه نظيفة، في حين اضطر بعضهم للجوء إلى الشرب من آبار غير نظيفة، ما يثير مخاوف انتشار أوبئة خطرة تضاف إلى ما يمكن أن ينتشر من أمراض وأوبئة مع تكدس الجثث في المشافي والشوارع، من دون أن يكون هناك مكان أو مجال للدفن وسط القصف الإسرائيلي المتواصل.
وقالت المنظمة: إن «إسرائيل» لم تجد حرجاً في إعلانها الصريح أنها تريد إبادة غزة بسكانها وأنها لا تنظر إلى أهالي القطاع بوصفهم بشراً، وخرجت هذه التصريحات للعالم بأسره من دون أي ردة فعل تذكر، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال تنتهك كل القوانين الدولية التي تحظر قصف أهداف مدنية وارتكاب إبادة جماعية، بما في ذلك عمليات القتل المتعمدة لعدد كبير من الأشخاص الذين ينتمون إلى بلد واحد أو مجموعة عرقية معينة بهدف القضاء عليها جزئياً أو كلياً، كما تحظر الإبادة التي تنتج عن القتل أو إيجاد ظروف معيشية لا تحتمل تؤدي إلى إنهاء جماعة معينة.
وأوضحت المنظمة أن «إسرائيل» فرضت سياسة إغلاق على قطاع غزة منذ عام 2007 بتحكمها وتقييدها دخول الأفراد وخروجهم، كما فرضت قيوداً صارمة على الواردات، بما فيها الغذاء ومواد البناء والوقود والمواد الأخرى الضرورية، كما حظرت الصادرات وتحكمت بشكل كامل بحدود القطاع ومجاله الجوي والمياه الإقليمية.
بدوره أكد الباحث في شؤون غزة في المنظمة محمد أبو ركبة أن عواقب العدوان الإسرائيلي على غزة لن تقتصر على الشهداء الذين ارتقوا، وبعضهم ما زال مدفوناً تحت أنقاض منزله، كما لا تقتصر على المناطق والأحياء السكنية التي دمرتها «إسرائيل» بالكامل، بل أيضاً على التداعيات النفسية الكارثية على المدنيين والأطفال.
ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد الضحايا والمصابين من جراء العدوان ينحصر بأولئك الذين تم نقلهم إلى المشافي، لذا فإن هناك أكثر من ألف بالغ وطفل في عداد المفقودين، وهم ممن دفنوا تحت أنقاض منازلهم، ولم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشال جثثهم مع القصف المتواصل والهمجي.
والمنظمة الدولية للدفاع عن الأطفال هي حركة دولية لحقوق الطفل ومنظمة غير حكومية تأسست عام 1979.