«المعمداني».. لن تكون الأخيرة.. بالمجازر والجرائم يريد العدو الصهيوني استعادة «هيبة» جرفها (طوفان الأقصى)
تشرين – ألين هلال:
لن تكون مجزرة مشفى المعمداني في غزة آخر الجرائم الإسرائيلية.. فإذا ما كانت أولى كلمات الرئيس الأميركي جو بايدن لدى وصوله إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي هي اتهام «الطرف الآخر» حسب تعبيره، وتبرئة المحتل، فهذا يعني قبولاً أميركياً باستمرار نهج المجازر الإسرائيلية، بل هو ضوء أخضر كامل لاستمرارها.. وعليه فإن هذه المجزرة ليست الأخيرة.
لكن الفارق هنا، إن هذه المجزرة تأتي في ظل طوفان جرف الكيان الإسرائيلي ودمر «هيبته» وأسطورة الردع التي طالما تغنى بها، فإذا بها تسقط في ساعات فقط وعلى يد عشرات من المقاومين الفلسطينيين، فكيف إذا ما هاجمت المقاومة الفلسطينية بكل أفرادها وبكامل قوتها العسكرية، ألن تصبح «إسرائيل» في خبر كان؟
السفير عبد الهادي: لا بد من صرخة عربية كاملة بموقف موحد من أجل ردع هذا الكيان العنصري الصهيوني الذي يتلقى كل الدعم والغطاء من أميركا والدول الغربية
هذا ما تدركه «إسرائيل» يقيناً، ومعها الولايات المتحدة الأميركية والغرب، أليست «إسرائيل» ربيبتهم وأداتهم لترويع المنطقة وشعوبها؟.. ولذلك يتقاطر المسؤولون الأميركيون والغربيون إليها، وآخرهم بايدن، لطمأنتها، والسماح لها بارتكاب ما تشاء من الجرائم والمجازر، ولكن كل شيء تغير بعد طوفان الأقصى (7 تشرين الأول 2023).. والمنطقة باتت على مقلب مختلف كلياً، والأيام القليلة القادمة ستحمل الكثير الكثير.
الجريمة.. والموقف العربي
السفير أنور عبد الهادي مدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أكد لـ«تشرين» أن الشعب الفلسطيني يقاوم ولا ينتظر شيئاً من أحد منذ 75 عاماً لم يستكن عن المقاومة أبداً، وما حدث البارحة هي جريمة حرب ويجب أن تحاكم «إسرائيل». لقد حان الوقت لجميع أشقائنا العرب لأن يأخذوا المواقف المشرفة، كحد أدنى سحب سفراء العدو من دولهم، كاحتجاج ونحن لا نطلب أكثر من ذلك، والكيان الإسرائيلي هو كيان احتلال لا يؤمن بالسلام ولا الحقوق ولا المبادئ الدولية، ولا بالأمم المتحدة.
ولا بد من أن تكون هناك صرخة عربية كاملة، بموقف عربي موحد من أجل ردع هذا الكيان العنصري الصهيوني الذي يتلقى كل الدعم والغطاء من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، وأن يوجهوا رسالة للعالم بأن «اسرائيل» هي ربيبتهم وأداتهم في المنطقة.
حرب إبادة منذ 75 عاماً.. ومستمرة
وأكد السفير عبد الهادي أن ما يقوم به العدو من حرب إبادة للشعب الفلسطيني ليس بجديد عليه، وهو منذ وجوده في المنطقة يقوم بمجازر بحق الشعب الفلسطيني، فلم ننسَ مجازر صبرا وشاتيلا ومجازر كثيرة، دمر العدو حوالى 536 قرية عن بكرة أبيها وهجّر شعبنا، وهذه السياسة التي يتبعها الكيان بدأت منذ أنشأته أميركا وبريطانيا و فرنسا وهي ليست بجديدة.
استعادة الهيبة في بحر من الدماء
وعن حركة الترهيب التي يقوم بها العدو الإسرائيلي لأجل استعادة أسراه، أكد السفير عبد الهادي أن (إسرائيل) لا تسأل عن أسراها ولا حتى عن جنودها، إنها تسعى لتحقيق إنجاز كبير باستعادة هيبتها وكرامتها التي انهارت على الأرض تحت أقدام شباب المقاومة، فهي بقصفها المستمر على غزة لم يسلم أسراها حيث أنها قتلت 23 منهم، و(إسرائيل) بتاريخها تبيح كل شيء في سبيل تحقيق أهدافهم العنصرية.
عرابي: العدو الإسرائيلي رمى عباءة الموت على اليوم والغد.. عباءة الموت كان هدفها مشفى، والمستهدف هم أطباء ومسعفون وجرحى ومرضى ونساء وشيوخ.. لا فرق
وعن فتح المعابر أكد على إرسال العديد من شاحنات المساعدات الطبية والوقود ومساعدات الغذائية وهي في معبر رفح و«إسرائيل» تمنع فتح المعبر، وعند المحاولة مع الأشقاء المصريين لفتح المعبر تقوم «إسرائيل» بقصفه.
ذاكرة المجازر
وما شدد عليه مدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أكده عضو قيادة فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي عمار عرابي، حيث أكد أن العدو الإسرائيلي رمى عباءة الموت على اليوم والغد، فالمجزرة التي حدثت البارحة هي مجزرة مروعة وهي مجزرة العصر، فعباءة الموت كان هدفها مشفى، والمستهدفون هم أطباء ومسعفون وجرحى ومرضى، وأطباء ونساء وشيوخ، لا فرق بين الأموات فالهدف زراعة الموت وحصد الأرواح وتدمير المكان الذي يمكن له أن ينقذ حياة أحدهم غداً، لذلك قلنا إن الصهاينة بفعلهم هذا رموا عباءة الموت على اليوم والغد.
ونوه عرابي بأن هذا إن دل على شيء فإنه يدل على عمى الأبصار والضمائر الغربية عن رؤية كل هذا الإجرام الصهيوني، وهو متعمد على الأكيد، فسلوك هذه العصابات لم يتغير ونهمها للدم لم يختلف وغريزة القتل لم تُشبع بعد، و مجزرة غزة كبيرة لكنها ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة إذا لم يوضع حد نهائي لهذه الغطرسة وهذا الإجرام، كفرقاسم – دير ياسين – صبرا وشاتيلا – قانا.
و لمن نسي هي أسماء مجازر ارتكبها العدو نفسه بحقنا وحق أهلنا وإخوتنا في العروبة، وغيرها كثير.. ولا يجوز لنا أن ننسى، لأن نسيان جرائم الأمس سيمهد الطريق لجرائم المستقبل.
وإن كان طوفان الأقصى عرى هشاشة هذا الكيان، فإن طوفان النخوة العربية هو وحده من سيجعله نسياً منسيا..
فهل طوفان عروبتنا اتقد.. أم إن دماءنا ستبقى مستباحة؟!.