مشفى المعمداني.. تاريخه أقدم من الكيان الصهيوني
تشرين:
لم يكن اختيار كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب لمشفى المعمداني في غزة لارتكاب مجزرته الوحشية بحق الأطفال والنساء من الجرحى والمرضى عبثياً، ليذهب ضحيتها المئات بين شهيد وجريح، أغلبيتهم من النساء والأطفال الذين اتخذوا من المستشفى ملجأً آمناً من الغارات الإسرائيلية.. ولتتحول جثامين بعض الشهداء لأشلاء مبعثرة وقد تفحم البعض الآخر، إضافة إلى اندلاع حريق ضخم في أجزاء من المشفى، وتدمير جزء كبير منه، في خرق واضح لجميع الأعراف والقوانين الدولية، كما هي محاولة إسرائيلية لطمس أي معالم فلسطينية سابقة لوجودها الغاصب.
أُسس المشفى الأهلي العربي أو المعمداني في غزة عام 1882 أي قبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والنكبة 1948 بأكثر من 66 عاماً، في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وهو من أقدم المشافي في فلسطين عموماً، أسسته جمعية الكنيسة الإرسالية التابعة لكنيسة إنكلترا، ودخل في الخدمة بشكل أكبر اعتباراً من عام 1904، وبقربه كنيسة القديس برفيويوس ومسجد الشمعة ومقبرة الشيخ شعبان.
أدير المشفى من قبل المذهب المعمداني الجنوبي كبعثة طبية بين عامي 1954 و1982، ثم عاد تحت إدارة الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بالقدس اعتباراً من الثمانينيات، ويأخذ دعماً من دول أوروبية وجمعيات مسيحية دولية، وكان هو المستشفى الوحيد في المنطقة ما بين يافا وبورسعيد، ويقدم خدماته لما يقارب 200 ألف نسمة.
يعالج المشفى حوالي 36,000 مريضاً كل عام، ويوفر الرعاية للمرضى، بما في ذلك رعاية الأمومة، ويدير قسم الطوارئ على مدار 24 ساعة، ويوفر عيادات متنقلة مجانية للقرى في جميع أنحاء غزة، بهدف الوصول إلى المجتمعات الأكثر حرماناً، حسب “churchtimes” البريطانية.
كانت المشفى خلال جميع الحروب الماضية التي شنها كيان الاحتلال ضد قطاع غزة المحاصر في الخطوط الأمامية لرعاية الضحايا.
وقبل ثلاثة أيام، في 14 تشرين الأول 2023، تعرض مركز تشخيص علاج السرطان بالمستشفى للقصف الإسرائيلي بالصواريخ، ما أدى إلى إصابة أربعة من العاملين في المشفى وإلحاق أضرار جسيمة باثنين من الطوابق العليا، وكان قسم التصوير الشعاعي للثدي والموجات فوق الصوتية هو الأكثر تضرراً.
وكان المشفى المعمداني يؤوي نحو 6 آلاف نازح فرّ كثير منهم بسبب القصف الجزئي الذي استهدف الطوابق العليا من المشفى، إلا أن أكثر من 1000 شخص بقي في فناء المشفى والكنيسة المجاورة يحتمون بها من القصف الإسرائيلي.