دورة مرتقبة لتدريب ممرضين على الإسعاف النفسي
تشرين – إلهام عثمان:
تعمل كلية التربية في جامعة دمشق، وبالتعاون مع جامعة حلب والاتحاد الوطني لطلبة سورية، على تهيئة الأوضاع لإقامة دورة تدريبية “للممرضين” في الإسعاف النفسي الأولي، في مشفى جامعة حلب، حيث سيتم تدريبهم على خطوات الإسعاف النفسي الأولي للأشخاص عقب التعرض للصدمات كونهم في تماس مباشر وفي الخطوط الأولية في التعامل مع المتضررين والمصدومين نفسياً، في حالات الكوارث.
وحسب الدكتور في كلية التربية قسم الإرشاد النفسي في جامعة دمشق مازن الشماط، فإنه من الضروري أن يكون الممرضون على دراية بالاستجابة الطبية، و بطرائق الاستجابة النفسية الصحيحة للتعامل مع الأشخاص الذين يتعرضون للصدمة أثناء الكوارث كما حصل بعد الزلزال المدمر في السادس من شباط الماضي.
وأضاف الشماط في تصريحه لـ”تشرين” أنه بعد أحداث ١١ أيلول في الولايات المتحدة الأميركية، تم اعتماد جملة من الإجراءات الوقائية التدريبية في أغلب دول العالم، وذلك من خلال إدراج برامج تدريبية لأرباب العمل على الإسعاف النفسي الأولي، في المعامل والمصانع وغيرها، ويتم تأهيلهم وتدريبهم بالشكل الصحيح واللازم حتى يتفاعلوا ويستجيبوا و يكونوا على استعداد للتعامل مع العمال أو الموظفين في حال تعرضوا لصدمة نفسية.
وأوضح الشماط أنه ولأن الممرضين هم الخط الأول، يتفاعلون مع الأشخاص الذين يتعرضون للحوادث والصدمات النفسية، كان لابد من تدريبهم على الاستجابة النفسية المناسبة، منوهاً بأنه في حال لم يتم التعامل مع الشخص المصدوم بطريقة صحيحة، قد يؤدي ذلك إلى التطور والإصابة باضطراب نفسي، بالمقابل الاستجابة النفسية المناسبة لتعامل الممرض مع الشخص الذي خبر الصدمة، يمكن أن يؤدي إلى زوال آثار الصدمة من دون ترك إشكالية نفسية.
وأشار الشماط إلى أنه في المرحلة السابقة تم تدريب وتأهيل طلاب السنة الخامسة للإرشاد النفسي في جامعة حلب، وصقل المعلومات النظرية لديهم، وتطبيقها بشكل عملي، كما تم تدريبهم على تقنيات الإسعاف النفسي الأولي PFA للتعامل مع الصدمة، وأيضاً تدريبهم على التقنيات العلاجية في التعامل مع الغضب والصدمات النفسية، واستمرت الدورة ٦ أيام وقسم المتدربون إلى مجموعتين؛ كل مجموعة لمدة ٣ أيام وكان التدريب لـ٦ساعات تدريبية يومياً يتخللها فواصل راحة.
ومن الجدير ذكره أن المبادرة أتت استكمالاً لخطة الاستجابة الطارئة التي طرحتها رئاسة جامعة دمشق، في مواجهة التداعيات للزلزال الذي ضرب سورية في إطار التعاون والتنسيق بين عمادتي كلية التربية، في جامعتي دمشق وحلب، وتم ذلك بحضور رئيس جامعة حلب د. ماهر كرمان وعميد كلية التربية في حلب د. حليم أسمر وبإشراف د. مازن الشماط، د. منال الشيخ من كلية التربية في دمشق، وممثلين عن الاتحاد الوطني لطلبة سورية تحت عنوان “الخدمات النفسية المتقدمة بعد الأحداث الصادمة”.