من إعلام العدو: الدعوات التي تطالب بتسوية غزة بالأرض انتقامية وتعكس العمى وبعيدة عن الإنسانية.. لدينا جيش قوي لكنه فشل في أداء مهمته..
تشرين – غسان محمد:
تحت عنوان «الدعوات التي تطالب بتسوية غزة بالأرض انتقامية وتعكس العمى وبعيدة عن الإنسانية» كتب المحلل ران أدليست في صحيفة «معاريف» أنّ هدف تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، المؤيدة لـ«اسرائيل» هو الحفاظ على المصالح الأمريكية في العالم، وضمان وجود رئيس ديمقراطي في البيت الأبيض في العام 2024، فكما هو الحال دائماً، عندما يلقي رئيس أمريكي خطاباً إلى الأمة، فإنّه يتضمن رسائل استراتيجية، لكن الجواب الأمريكي الواضح بالمعنى الإقليمي، على الوضع الناشيء اليوم في غزة، هو «دولتين لشعبين»، أي دولة فلسطينية بقيادة السلطة الفلسطينية، وهذا يُعدّ ضربة قوية لسياسة بنيامين نتنياهو، الذي عمل على تحييد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهناك هدف استراتيجي آخر لـ بايدن، هو منع حرب مع سورية وتدخل إيران.
يتابع أدليست: من غير الواضح ما إذا كان الوضع سيؤدي إلى اشتعال الحرب الكبيرة التي يتحدث عنها الجميع، لكن سبب اندلاع هذه الحرب سيكون الشعور بالإذلال، ولا أحد يعرف كم سيكون عدد القتلى الذين ستجبيهم منّا حرب الانتقام العظيمة، فكما هو معتاد في الشرق الأوسط، لا يمكن تغطية دم جديد إلا بدم قديم، فمرحباً بكم في نادي الشرق الأوسط المجنون.
تتمثل المهام الحقيقة في الدولة العاقلة، بوضع خط أحمر للقصف في غزة حتى لا تصل إلى مستوى قتل شعب، كما تتمثل بإعادة الثقة للجمهور، والذهاب إلى مفاوضات حول تبادل الأسرى والسجناء، وكل ما غير ذلك هو الجنون.
أغلبية الجنرالات والجهات الإعلامية، تتحدث عن الحرب وتسوية قطاع غزة بالأرض، وقتل جميع قادة حماس، وهذا خطاب اليمين الإسرائيلي، لكن عندما يتعلق الأمر بتخطيط السياسة، يجب أن يتغير كل شيء، رئيس الوزراء والوزراء قرروا تدمير قدرات حماس العسكرية، لكن السؤال هو كيف يمكن القيام بذلك، بالتوازي مع احتمالات اندلاع مواجهة في الشمال..؟
السؤال هو ما إذا كانت الاستخبارات قادرة على التقدير بشكل لا لبس فيه ما إذا كان حزب الله يخطط لهجوم مفاجئ، أو أنّ نصر الله ينتظر هجومنا، المشكلة هي أنّ الشك قد يحفز الجيش والسياسيين على القيام بضربة استباقية في الشمال، لكن يجب أن تكون أعمى وبريئاً من النظرة الإنسانية كي تقرر الانتقام الجماعي من شعب غزة الفلسطيني، الذي يعاني من سياسات الحكومة الإسرائيلية، والسؤال هو ما إذا كانت «الحرب» التي تتحدث عنها في غزة، ستعيد إلى اسرائيل أمنها وردعها.
الاستراتيجية الحالية للجيش الاسرائيلي، هي القصف من الجو، لكن ليس هناك ما يؤكد أنه يمكننا التعامل مع صور الدمار والرعب.
لا احد يعرف ما إذا كان حزب الله سيدخل الحرب، لكن من المعروف أن إمكانية التدمير والموت التي تنطوي على حرب متعددة الجبهات ستكون مُكلفة جداً، وفي طبيعة الحال نحن نركز على الجبهة الجنوبية، ولكن من الضروري أن نأخذ في الاعتبار أن الجبهة الشمالية خطرة جداً.
من المفترض أن يكون الدخول إلى قطاع غزة، مع الحد الأدنى من الإصابات، وهذا يعتمد على الاستخبارات، علماً أنّ ذلك سيترافق مع كارثة إنسانية في غزة، قد تعود إلينا كضربة مرتدة، والنتيجة هي أنه لا توجد طريقة للخروج من هذه الكارثة الرهيبة التي جلبتها علينا حكومة نتنياهو والمتطرفين فيها..
من جانبه وتحت عنوان «لدينا جيش قوي لكنه فشل في أداء مهامه» كتب يعقوف نيغل- وهو جنرال احتياط وبرفيسور في مجال الأمن، وشغل منصب مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنّ «اسرائيل» عاشت يوم السبت السابع من الشهر الجاري، واحدة من أصعب ساعاتها منذ إنشائها، وهي بالتأكيد الأصعب، لكن ساعة الحساب ستأتي بعد الحرب، فما حصل لا ينبغي أن يمنع المستويين العسكري والسياسي من استخلاص الدروس بسرعة، لتحسين الوضع القتالي واستعادة ثقة الجمهور، الأسئلة الأساسية هي، ما هي الخطوة التالية في غزة، بما في ذلك مسألة الأسرى، وماذا سيحدث في الشمال، وماذا ستفعل إيران والولايات المتحدة، صديقتنا العظيمة.
من أجل تحقيق الأهداف الكاملة للحرب التي حددتها الحكومة و«الكابينيت»، سيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يدخل براً إلى غزة، رغم المخاطر والصعوبات، لأن العالم لن يسمح لإسرائيل بتنفيذ ما وافقت عليه للولايات المتحدة، في العراق، أضف إلى ذلك أن الحصار الكامل والمطول، والذي يشمل منع إمداد غزة بالكهرباء والمياه والغذاء والدواء، لن يكون ممكناً لفترة طويلة، سواء بسبب الضغط العالمي المتزايد او بسبب الأسرى.
الدخول البري الذي يهدف إلى إزاحة حماس والقضاء على قدراتها بالكامل، سيجعل من الصعب إدارة جبهة أخرى في الشمال في الوقت نفسه، لذلك سيكون على الحكومة، بالتشاور مع المستوى العسكري، أن تدرس الخيارات وبناء على المعلومات الاستخبارية المتاحة، اتخاذ القرار الصحيح. لدينا «جيش قوي جداً»، لكنه فشل فشلاً ذريعاً في مهمته يوم السبت، وهو الآن مصمم على بذل كل ما في وسعه للتكفير عن الفشل، في محاولة لاستعادة الردع، واستعادة ثقة الجمهور في الجيش وقادته التي تضررت بشدة.