من إعلام العدو: بعد الإخفاق لايمكن لـ نتنياهو وحكومته الإفلات من غضب الجمهور.. وأثمان الحرب ستكون مرتفعة مع حزب الله
ترجمة وتحرير – غسان محمد
تحت عنوان «كارثة السابع من تشرين الأول تقع بالكامل على عاتق نتنياهو» كتب المحلل في صحيفة «معاريف»، دانيال فريدمان، أن ما حدث يوم السبت الأسود، لا يتعلق فقط بالفشل العسكري، وأن نتنياهو ليس المسؤول الوحيد عن هذا الفشل، وهناك أسئلة صعبة تُطرح بعد الفشل، لا توجد لها أجوبة شافية.
وحمل المحلل فريدمان، نتنياهو وحكومته مسؤولية الفشل، مطالباً بتوضيح حول ما حدث، وبعبارة أخرى هو مسؤول عن إدارة شؤون «الدولة»، إذاً فهو مسؤول عن الفشل الذي كان هائلاً ورهيباً، كونه مسؤولاً شخصياً عن السياسة الاستراتيجية التي أدت إلى الوضع الحالي، وإلى الكارثة الحالية.
وتابع فريدمان: «وصل نتنياهو إلى السلطة في عام 2009، بعد سقوط حكومة أولمرت، ووعد بإسقاط حكم حماس، لكنه فعل العكس تماماً، بهدف منع قيام دولة فلسطينية وإضعاف السلطة الفلسطينية، وقد ارتكزت هذه السياسة على الافتراض الخاطئ بأنه من الممكن كبح جماح «حماس»، وإذا لزم الأمر، رشوتها أو دفع رسوم الحماية لها، ومنذ ذلك الحين، تدفع إسرائيل والمستوطنين ثمناً باهظاً نتيجة سياسة نتنياهو الخاطئة».
واضاف المحلل: إن تكلفة الخسائر في الأرواح باهظة إلى حد لا يُطاق، يضاف إليها الخطر الأمني المتمثل في القتال على عدة جبهات، وهو خطر آخذ في التزايد، كما يضاف إلى ذلك حقيقة أن تأخير إسقاط حماس يرفع الثمن المطلوب للقيام بذلك، وأحداث الأيام القليلة الماضية هي الخطوة الأخيرة في الوقت الراهن نحو التكلفة الكارثية لسياسة نتنياهو.
وختم المحلل بالقول: «يقولون إن نتنياهو يريد مقارنة نفسه برئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل، لكن لا بد من التذكير بأنه سبق تشرشل رئيس وزراء آخر، وهو نيفيل تشامبرلين، الذي سعى إلى تحقيق السلام مع ألمانيا النازية وجلب اتفاقية ميونيخ سيئة السمعة، وكل هذا كان بلا جدوى، حيث غزت ألمانيا بولندا، ثم اندلعت الحرب العالمية الثانية. وبعد أشهر قليلة من اندلاع الحرب، اضطر تشامبرلين إلى الاستقالة، ويجب على نتنياهو أن يتخذ خطوة مماثلة.
من جانبه، وتحت عنوان «هكذا فشلنا» كتب المحلل تال ليف رام، إن الجيش الإسرائيلي والقيادة الجنوبية، فوجئا بمدى سهولة اختراق الجانب الإسرائيلي، وتلقى الجيش الإسرائيلي ضربات شديدة، فيما تمكن مقاتلو حماس من اختراق الأراضي الإسرائيلية، وتحقيق إنجاز مثير للإعجاب.
وأضاف: لقد فشل الجيش الإسرائيلي في صد الهجوم، فضلاً عن الإخفاقات الأخرى المتعلقة بالاستعداد للحرب، واستغرق الأمر وقتاً طويلاً للاعتراف بأنه كان هناك الكثير من أوجه القصور في هذه العملية.
الفشل العسكري ليس يتيماً، فهناك أيضاً الفشل في طريقة أداء الحكومة، خصوصاً أن التوجهات في الأشهر الأخيرة، ازدادت سوءاً، لكن هذا كله لم يضف تهديدات جديدة إلى جدول الأعمال، وكذلك في المجالات الحرجة الأخرى، والمسؤول عن ذلك هو رئيس الوزراء.
في هذه الأثناء، تريد «إسرائيل» التركيز على جبهة واحدة هي غزة، ولكنها قد تجد نفسها في حالة قتال على الجبهة اللبنانية، في ظل النتائج الرهيبة والضربة القاسية التي تلقيناها، ما يطرح تساؤلات حول العواقب الوجودية في حال انضمام حزب الله إلى المعركة، وفي هذا السيناريو، ستكون أثمان الحرب مرتفعة جداً.
من جهته، قال موقع «والا» العبري: «ليست مصادفة أن بنيامين نتنياهو، هو الوحيد الذي لم يتحمل حتى الآن مسؤولية الإخفاق»، مشيراً ان «عدداً غير قليل من الصحفيين نعوا طريقة نتنياهو السياسية، وقالوا إن الحياة ستطارده في الأيام المقبلة، وسيطارده الموتى في الليل، وأن الاسرائيليين يرون القيادة منفصلة عن الواقع، ويشعرون بخيبة الأمل».
وتابع الموقع: لا يمكن لأي شخص عاقل أن يعتقد أن نتنياهو وحكومته سيكونان قادرين على الهروب من غضب الجمهور وربما القانون، ولا يمكن لأي شخص أن يتخيل أن رئيس الوزراء يدير مفاوضات الائتلاف قبل دفن 1300 جثة، ربما هناك من يعتقد أن المواجهة السياسية الداخلية قد انتهت، لكن، هناك في المقابل من يعتقد بأن نتنياهو لا يمكن أن يواصل دوره، ولا بد ان يكون مصيره كمصير غولدا مائير.