أسئلة وتساؤلات اقتصادية بعد حرب غزة هاشم (العظمى)؟!
تؤكد المعلومات الاقتصادية على أن الاتحاد الأوروبي /27/ دولة خصص/300/ مليار دولار للاستثمار في البنية التحتية خارج الاتحاد خلال الفترة الممتدة من /2021 وحتى 2027/، وأطلق على هذا المشروع (البوابة العالمية) وهذا قبل إطلاق مشروع (الممر الهندي – الأوروبي) على هامش اجتماع (قمة العشرين G20) في (الهند) وليومين وتحديداً 9 و 10/9/2023، ومجموعة العشرين تضم حالياً 19 دولة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي]، ويمثل أعضاؤها نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 75% من التجارة العالمية ونحو ثلثي سكان العالم، وهذا المشروع هو مشروع أمريكي. ويتضمن المشروع الجديد بناء السكك الحديدية ووسائط النقل البحري ونقل الطاقة وخاصة تلك التي تربط بين (الهند وأوروبا) وعبر البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط؟، ويعتقد الكثير أن هذا المشروع هو لمنافسة المشروع الصيني العملاق (الحزام والطريق)، ويربط بين الهند والإمارات والسعودية والأردن و(إسرائيل) ومن ثم إلى أوروبا، وهنا نسأل هل سيتم تنفيذ المشروعين (الأوروبي والأمريكي) بعد حرب غزة ولا سيما أنه تم الاتفاق على البدء بالتنفيذ بعد /60/ يوماً؟، وقد صرح الرئيس الأمريكي وقال: [ إن هذا الاتفاق صفقة كبيرة وهو تاريخي وسيساهم في جعل الشرق الأوسط أكثر استقراراً وازدهاراً]، فهل تمّ استقدام حاملة الطائرات الأمريكية (جيرالد فورد) إلى البحر الأبيض المتوسط لتفعيل هذا المشروع أم لزيادة التوتر في المنطقة ودعم الكيان الصهيوني المهزوم أمام المقاومة الفلسطينية؟!، وتكامل تصريح بايدن مع تصريح رئيسة المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لاين) المعروف عنها أنها صهيونية أكثر من قيادة الكيان الصهيوني، حيث دعت إلى تدمير غزة وملاحقة الفلسطينيين وقالت لحظة إطلاق المشروع: “سيكون هذا الرابط الأكثر مباشرة حتى الآن بين الهند والخليج العربي وأوروبا، وأنه جسر أخضر ورقمي عبر القارات والحضارات، وأن خط السكك الحديدية سيجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%”، وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي: “إن الممر رهان واضح على أن جميع المشاركين والجهات الراعية في الاتفاقية يعملون معاً بشأن الاستثمار في التكامل الإقليمي، وهو ما سوف يحقق فوائد عملية”، فهل دول الإقليم تم اختزالها في ( الكيان الصهيوني)؟!،وترافق هذا وأنا أكتب مقالتي بتاريخ 12/10/2023 بتصريح لوزير الدفاع الألماني بقوله: “إن “إسرائيل” طلبت من ألمانيا ذخائر للسفن البحرية وغيرها)” ؟!، وهذه الذخائر ستستخدم ضد (قطاع غزة) الذي أتعب الغرب وأفشل مخططاته، علماً أن مساحة (غزة هاشم) لا تزيد على /360/ كم2 وعدد سكانها أكثر من /2،3/ مليون وهي أكبر مدينة من ناحية كثافة السكان بها (عدد السكان ÷ المساحة) وتبلغ /5828/ شخصاً /كم2، ومن هنا نتفهم البنايات البرجية في هذه المدينة الصامدة بشكل أسطوري، وهذا جعل من أبنيتها هدفاً سهلاً للعنجهية الصهيونية المدعومة من قبل الاستكبار الغربي اللاأخلاقي.
وهنا نسأل هل الاعتداء على غزة من قبل الناتو NATO الداعم للكيان الصهيوني يأتي في سياق تعثر ولادة نظام عالمي جديد وسيكرر الغرب إجرامه في غزة كما فعل في سورية وأوكرانيا والسودان والنيجر وباقي الدول الإفريقية وأمريكا اللاتينية وغيرها؟، وهل سيؤثر هذا على الاقتصاد العالمي ولا سيما بعد أن أعلن (صندوق النقد الدولي) بأن النمو الاقتصاد العالمي سنة /2024/ سيتراجع عن معدل النمو الاقتصادي العالمي سنة /2023/ والبالغ /2،9%/ من جراء المخططات الغربية بقيادة أمريكية ؟!، وقد تم التأكيد على هذا خلال الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في ( المغرب – مراكش ) خلال الفترة الزمنية 9-15/10/2023 وهو الاجتماع الأول للمؤسستين الدوليتين في القارة الإفريقية منذ /50/ سنة، وآخر مرة لاجتماع المؤسستين في إفريقيا كانت سنة /1973/ في دولة كينيا، فلماذا الآن هل بسبب تراجع الدور الغربي في القارة الإفريقية وهي الأكثر احتواءً على الموارد العالمية؟، وبعد حرب غزة ارتفع سعر برميل النفط بحدود /4/ دولارات ليصل إلى حدود /88/ دولاراً /برميل، فهل سيتجاوز قريباً /100/ دولار للبرميل؟ وخاصة أن أسعار الغاز ارتفعت إلى مستوى لم نشهده منذ /4/ أشهر، فهل المنطقة والعالم مقبلان على تزايد التوترات السياسية بل الجيوسياسية ؟ وستتفاقم المشكلة لأن دول شرق المتوسط والتي أتتها حاملة الطائرات الأمريكية تحتوي على أكثر من /35%/ من العرض الكلي اليومي العالمي من النفط، وهذا جعل سيطرة حالة (عدم اليقين والاستقرار ) هي السائدة في سوق حوامل الطاقة؟ فهل سترتفع أسعار النفط إلى مستوى لم نشهده سابقاً؟!، وهذا سيؤثر على النشاط الاقتصادي العالمي بشكل سلبي، وبعد انكشاف مسؤولية أمريكا والاتحاد الأوروبي في قتل الأطفال والدعم اللامحدود للكيان الصهيوني هل تتراجع
الثقة العالمية والعربية بالغرب وبالتالي يقل تأثير الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه على أغلب دول العالم ومنها سورية وروسيا وإيران وفنزويلا وغيرها ؟!، وهل أمريكا قلقة على اقتصادها بسبب العدوان على غزة كما صرحت وزيرة الخزانة الأمريكية (جانيت يلين) بتاريخ 12/10/2023 عن قلقها من الوضع في (إسرائيل) الذي (يثير مخاوف إضافية على الاقتصاد الأمريكي). وهل سيترك الناتو الجبهة الأوكرانية بعد فشله ويتجه إلى مناطق أخرى لفتح بؤر توتر جديدة؟ وهل حرب غزة وتحول البحر الأبيض المتوسط إلى ساحة حرب ستنهي هذه المشاريع؟. وهل سيسمح لأمريكا وأتباعها بتنفيذ مشاريعها المبنية على القتل والسلب والتدمير كما في غزة حالياً، وهل ستصمت الدول الكبرى (الصين وروسيا وايران) والدول العربية وغيرها أمام الإجرام الأمريكي الصهيوني، أم كما يقال يكفي (الشرّ) انتصاراً بصمت (الأخيار)؟.