«طوفان» يجر خيبات متتالية للعدو.. رسم لحدود المنطقة بانتصار تاريخي تخُطُّه المقاومة.. فأي مستقبل ينتظر كيان الاحتلال؟

تشرين- بارعة جمعة:

 

ماذا بعد .. عودة حقوق أم غزو جديد لبعض البلدان؟
ربما من المبكر الحديث عما بعد طوفان الأقصى، وسط التطورات المتسارعة التي تشهدها أحداث المعركة، إلا أن التاريخ يعيد نفسه والأحداث تتكرر، الغضب الفلسطيني تحول إلى عملية عسكرية، تُعيد تسخين المنطقة وتؤكد كلمة المقاومة، إلا أنه من المُفترض أن تكون هناك خطط ، فماذا بعد.. والبحث في تعظيم الفائدة السياسية وتحويلها إلى طاقة وقوة دفع، وهو ما تشير إليه بعض النتائج ويتطلب بعض الحسابات.

أحمد: كيان الاحتلال يسعى إلى تهجير ما أمكن من أهل القطاع، لخلق مسافة أمان له، وبالتالي تقطيع غزة إلى مناطق أمنية يسهل السيطرة عليها فيما بعد

الناطق باسم كتائب القسام يؤكد أن «المقاومة أمام مرحلة جديدة، طوفان الأقصى فتح مستقبلاً زاهراً أمامها وعليها أن تلتقط هذه الفرصة» انتهى الاقتباس. نعم.. الثمن كبير، إلا أنه من الواجب إيقاف عربدة المستوطنين ولو بأي ثمن، وهو ما تحقق في رأي الأغلبية.

لكل فعل رد فعل.. العرب أعلنوا فرحهم بما حققه طوفان الأقصى، والجميع يهتف.. تحيا فلسطين.. المجد لنا، ثم.. نتركهم لمصير المعاناة المحتوم، لكن ما هو مصير الفلسطينيين بعد هذه الحرب، هل من محاولات جدية من قبل الاحتلال لتهجيرهم وإعادة سيناريوهات عام 1948؟
الصحفي الفلسطيني فارس أحمد في حديث خاص مع «تشرين» يصف المشهد مؤكداً المحاولات الجدية لدى كيان الاحتلال لتهجير ما أمكن من سكان القطاع، لخلق مسافة أمان له، وبالتالي تقطيع غزة إلى مناطق أمنية تسهل السيطرة عليها فيما بعد.
في قطاع غزة، الهجرة الأكبر كما هو السيناريو الإسرائيلي إلى رفح المصرية برأيه، وفقاً للخطة القديمة الجديدة بتوسعة قطاع غزة لجهة سيناء، مقابل تعويضات مالية ضخمة لمصر وبناء مدن جديدة بتمويل خليجي أوروبي، نعم هو مشهد جديد رهن القوى العظمى.
إلا أن الدول المعنية ومنها مصر، لن تقبل بهذا الأمر وفق قراءة المحلل السياسي محمد هويدي للمشهد الفلسطيني وللمنطقة، كما أنها لن تسمح بأي تغيير ديموغرافي أو تطهير عرقي، هو أمر ليس مرفوضاً عربياً فحسب، بل حتى دولياً.
في حال تم الاجتياح البري لقطاع غزة، لن يقف محور المقاومة مكتوف الأيدي برأي هويدي، لما سيكون لهذا الاجتياح من تداعيات خطيرة جداً على المنطقة، على مصر والدول المجاورة لفلسطين المحتلة، لذا من المستبعد أن يُسمح لـ «إسرائيل» بالتغيير الديموغرافي أو توطين الفلسطينيين في سيناء.

أحمد: الهجرة الأكبر- كما هو السيناريو الإسرائيلي إلى رفح المصرية – وفقاً للمخطط القديم الجديد بتوسعة قطاع غزة لجهة سيناء، مقابل تعويضات مالية لمصر وبناء مدن جديدة بتمويل خليجي أوروبي

حدود المنطقة
الصراع بين كيان العدو والفلسطينيين ليس مجرد صراع بين محتل سلب الأرض، بل هو صراع بقاء، وهو ما يدركه الإسرائيليون قبل الفلسطينيين، لكن ما هي حدود المعركة اليوم، وإلى أين ستمتد؟
بالتأكيد ونتيجة التغييرات الحاصلة، ثمة خطوط جديدة للحدود وفق رؤية الصحفي الفلسطيني فارس أحمد، فمن جهة توسع حدود قطاع غزة، الأمر مرهون بمعركة طوفان الأقصى، وأيضاً من جهة الحدود اللبنانية وتحديداً مزارع شبعا، أي أننا أمام مشهدٍ جديدٍ سُيرسم خلال المرحلة المقبلة.
مستقبل «إسرائيل» في انحدارٍ مستمر برأي الصحفي أحمد، نتيجة تعاظم قوة المقاومة الفلسطينية ومن خلفها محور المقاومة، فضلاً عن الخلافات الداخلية للمستوى السياسي الإسرائيلي والتغير الواضح في المعادلة الإقليمية.

هويدي: مصر لن تسمح بأي تغيير ديموغرافي أو تطهير عرقي.. هذا أمر ليس مرفوضاً عربياً فحسب بل حتى دولياً

هي نتيجة حتمية أكدها المحلل السياسي محمد هويدي يثبتها طوفان الأقصى، الذي سيأخذ المنطقة لاحتمالين، إما تسونامي إقليمي أو احتواء للأزمة ونزع فتيلها، هنا فقط يمكننا التنبؤ بمستقبل الصراع في المنطقة، الذي هو وفق هويدي منوطٌ بحل القضية الفلسطينية وفق القرارات الدولية والمبادرات العربية، إلى جانب حرب أوكرانيا والمتغيرات الدولية، بما فيها تهيؤ العالم لنشوء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، إلا أن «إسرائيل» غير مستعدة لهذا الاحتمال، وستلجأ للتصعيد.

هويدي: من يرسم الحدود هو المنتصر سياسياً وعسكرياً فيما النصر العسكري والدعم الشرقي من روسيا والصين هو من صالح الطرفين، لرسم ملامح المستقبل

علينا أن نكون موضوعيين، كيان يمتلك مئتي رأس نووي لا يمكن هزيمته من الخارج برأي هويدي، بل علينا النظر للداخل الإسرائيلي وهو ما دفع أمريكا للهرولة نحو حمايتها من الطوفان منذ اللحظة الأولى، وهو ما عرى حقيقة «إسرائيل» الهشّة داخلياً برأيه.
من يرسم الحدود هو المنتصر سياسياً وعسكرياً وله الكلمة العليا، وسيرسم خطوط الاشتباك وقواعده في المعادلة الألفية للمنطقة، أي من يسجل نقاطاً على أمريكا، فما نعيشه اليوم وفق توصيف المحلل السياسي محمد هويدي هو مرحلة تاريخية مفصلية، فمحور المقاومة لن يسمح بالهزيمة، فيما النصر العسكري والدعم الشرقي من روسيا والصين هو من صالح الطرفين، لرسم ملامح المستقبل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار