من إعلام العدو: الحقيقة المروّعة.. عندما قوّضت المقاومة الفلسطينية الشعور بالأمن لدى الإسرائيليين.. الأعذار انتهت والسياسيون قلقون على مستقبلهم وليس مستقبلنا
ترجمة وتحرير- غسان محمد:
تنفيذ الهجمات في غزة يجب أن يتم بعين مفتوحة فيما يتعلق بالهدف النهائي، ما يجري لم يصل إلى مستوى الحرب، بل عبارة عن غارات جوية لأغراض الانتقام، هذا ما كتبه ران إدليست في صحيفة «معاريف»، مشيراً إلى أنه من المستحيل تجاهل مشاعر جزء كبير من الجمهور، سواء لأغراض ردع حزب الله أو لتعزيز الثقة بالنفس التي اهتزت لدى الشارع في «إسرائيل» الذي تسكنه المخاوف، المشكلة هي مدى تناسب القوة الجوية ونتائج الدخول البري، الذي قد يقود إلى حرب حقيقية، ناهيك عن تدهور الوضع في الشمال الذي قد يتطور إلى معركة متعددة الساحات، أو بالعبرية: «حرب مع الكثير من الضحايا والدمار في الممتلكات والبنية التحتية».
وحسب الصحيفة، في هذه الأثناء، هناك شلل وذعر في حكومة نتنياهو، ويتساءل الناس لماذا لا يتلقى نتنياهو المساعدة من غانتس وشركائه..؟ السبب هو ان دخولهم إلى الحكومة يعني أن نتنياهو غير مؤهل لإدارة الوضع.
الحقيقة المروعة هي أن عدة مئات من المقاتلين الفلسطينيين، نجحوا في تقويض الشعور بالأمن الوجودي لدى الإسرائيليين، القوات الجوية تقصف قطاع غزة، لكن هذه هي البداية فقط، والمشكلة هي في إدارة الحرب فيما بعد.
يبدو أنه من المفترض بعد أحداث غزة، أن يتعزز التحالف بين نتنياهو وبن غابير وسموتريتش، الثلاثة يتأرجحون في قارب يغرق، وإذا لم يضخوا الماء معا فسوف يغرقون، في الواقع، مصير التحالف الثلاثي يعتمد على رد فعل جمهورهم الذي لا يزال في حالة صدمة، إضافة إلى مخاوف نتنياهو ورد فعل الجمهور العام على أدائه.
في هذه اللحظة لا يمكن تقدير كيفية الدخول البري إلى غزة، هدف وطبيعة الهجمات الجوية الإسرائيلية، التي تشارك فيها 50 – 60 طائرة حربية في كل هجوم، هو التمهيد لاجتياح بري، إذا تقرر تنفيذه، لكن الاختبار الحقيقي للجيش الإسرائيلي سيكون بالإنجازات العسكرية التي سيحققها وتؤدي إلى إلحاق ضرر حقيقي بقدرات المقاومة الفلسطينية. فالتحدي الأهم أمام المستوى السياسي يتمثل بتحديد هدف الحرب والإنجازات المطلوبة.
من جهته قال أفيف بوشينسكي من «القناة 12» كان ينبغي إغلاق مسألة تشكيل حكومة “الوحدة” برسالة قصيرة واحدة، دون شروط مسبقة أو شروط متأخرة، لكن هذه المهزلة استمرت أكثر من 100 ساعة، وهذا ليس مضحكاً وحسب، بل شيء مُحزن، هذا التأخير غير المفهوم يؤكد فقط حجم الانفصال بين «الجمهور» ومسؤوليه، فالسياسيون الذين يدعون إلى «الوحدة» هم في الواقع يمزقون الناس.
كلمة أخرى عن الغد السياسي لمن في قمة الهرم، نصيحتي لـ نتنياهو: قل للجمهور: هذه مهمتي الأخيرة، أنا أدير الحدث كما لو أنه لا يوجد غد، سأفعل ذلك وأتقاعد، بهذه الطريقة فقط ينجو نتنياهو ويتخلص من الأغلال السياسية، لأنه من الواضح أنه عندما ينتهي كل شيء، فإن نتنياهو سينتهي أيضاً، لقد حدث ذلك لـ غولدا مائير، بعد الإخفاق في حرب 1973، وحدث، وحدث أيضا لـ ليفي أشكول.
أما عاموس هرئيل فقد كتب في صحيفة هآرتس، «إسرائيل» تلقت ضربة شديدة، بالهجوم الواسع والمفاجئ الذي شنته المقاومة الفلسطينية، يوم السبت الماضي، وستحتاج لوقت طويل للخروج من تأثير الضربة، نظراً لأن هجوم المقاومة الفلسطينية غيّر الواقع إلى الأسوأ، كما غيّر ميزان الردع.
الرد العسكري الإسرائيلي على الهجوم سيشمل استخدام القوة بشكل غير مسبوق في بيئة مدنية، ومن المتوقع أن يتبع ذلك لاحقاً صعوبات في الحلبة الدولية، إثر استهداف واسع للمدنيين في قطاع غزة، ومن جهة ثالثة، ليس واضحاً حجم القوة التي ينبغي أن تستخدمها «إسرائيل» ومدتها، من أجل الانتصار وردع حزب الله لفترة طويلة.
هناك خلاف بين قادة أجهزة المخابرات الإسرائيلية حول الادعاء بأن عملية عسكرية شديدة للغاية ضد غزة ستردع حزب الله عن الانضمام إلى الحرب الحالية، والسؤال هو ما إذا كان اجتياح إسرائيلي واسع ومتواصل للقطاع سيؤدي إلى انتصار أم تورط، وما إذا كان حزب الله سيستغل انشغال القوات الإسرائيلية في القطاع من أجل فتح جبهة أكثر صعوبة في الشمال..؟
بدوره دان مرغليتفقد كتب في موقع «نيوز ون»: بنيامين نتنياهو، يعاني من الجمود، وغير قادر على التفكير بسياسة الحركة، مثله مثل غولدا مائير، وهو مُذنب ومُدان.. سَفَك دماء ألف إسرائيلي في مستوطنات شمال غرب النقب، لقد قُتل ألف إسرائيلي بسبب الفشل السياسي، وليس فقط العسكري، وبسبب رفض نتنياهو التفاوض مع شعب جار.
هذه المرة لن تتأخر المحاكمة، أنت مُتهم، وتتحمل مسؤولية الخطأ، أنت مدان، ليس بالسيجار والشمبانيا والسيطرة على وسائل الإعلام فقط، المسؤولية تقع على عاتقك، أنت البادئ، وعبء الإثبات يقع عليك، لقد رأيت الضرر الكبير الذي وقع، ولكنك استسلمت لـ بتسلئيل سموتريتش، وياريف ليفين، وسيمحا روثمان، وإيتمار بن غفير، الرباعية المُخزية في “إسرائيل”.
هذه المرة، بعد الحملة الانتخابية، لن تساعدك آلات السم والافتراءات والبلطجية في الشوارع، ولن تتمكن من الهروب، ستبدو لك المظاهرات مجرد مقطورة، ولعبة أطفال، وإزعاجاً بسيطاً، وضربة صغيرة في الجناح، مقارنة بما سيرافقك بعد نهاية المعركة في طريقك إلى منزلك الخاص.