أعداد الطلاب تتجاوز ثلاثة أضعاف القدرة الاستيعابية للمدارس أحياناً.. اكتظاظ الغرف الصفيَّة يؤثر سلباً على التحصيل الدراسي

تشرين- دينا عبد:
لعلّ أكثر ما يثير استياء أولياء الطلبة هو اكتظاظ الغرف الصفية بالطلاب، إذ لا يخفون قلقهم من تأثير ذلك سلباً على تحصيل أبنائهم الدراسي، فالازدحام يعوق استيعاب الطلبة للدروس ويشتت من تركيزهم، أضف إلى أنه يؤثر أيضاً في المهام التدريسية والتربوية المنوطة بالكادر التدريسي.
وضاح ذهب ليتفقد أخيه بالمدرسة، تفاجأ باحتواء الصف على 54 طالباً، فازدحام الصف بالطلبة لم يمكنه من رؤية أخيه، ويقول: طرقت الباب مراراً حتى تمكن المعلم من سماع الصوت، إذ إن الفوضى وكثرة الطلاب داخل الصف لم تمكّن المعلم من سماع صوت الباب أو حتى ما كنت أريد أن أتحدث به.

عدم قدرتهم على فهم المواد
الازدحام الصفي يزداد سوءاً وفق المعلمة حنين وخاصة عندما يتعلق الأمر بمشاركة الطلاب داخل الصف أو قدرتهم على فهم المواد، خصوصاً العلمية منها.
وتتساءل المعلمة: كيف يمكن لخمسين طالبة فهم درس رياضيات خلال 45 دقيقة؟ أو درس فيزياء مثلاً؟ منوهة بأن من حق الطالب الحصول على الوقت الكافي ليفهم الدرس بالصورة الصحيحة.

ربع ساعة لضبط الصف
نغم طالبة في الصف العاشر تشكو من ازدحام صفها بالطالبات، حيث يحتوي على 50 طالبة، مشيرة إلى فشل المعلمة في كثير من الأحيان في ضبط الطالبات للبدء في الحصة وشرح الدرس ودائماً تنتهي الحصة ولا ينتهي الدرس من كثرة الفوضى التي تحصل، وتجد نغم أن وقت الحصة مقارنة بعدد الطالبات “غير كاف”، حتى نتمكن من فهم المادة الدراسية، خصوصاً أن أول ربع ساعة تضيع في محاولة المعلمة ضبط الصف.

معايير محددة للخريطة المدرسية
بدورها أوضحت مديرة الإشراف التربوي في وزارة التربية إيناس ميه فيما يخص العدد الملائم في الغرفة الصفية أنه وفق معايير الخريطة المدرسية الصادرة بالكتاب رقم 517/543(4/4) تاريخ 27 /1/2020 والمتضمن الحد الأدنى والأعلى لعدد الطلاب في الشعبة الصفية لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي العام، ففي المدينة الحد الأدنى 20 طالباً وطالبة والحد الأعلى 35 طالباً وطالبة، أما في الريف، فالحد الأدنى 15 طالباً وطالبة والحد الأعلى 30 طالباً وطالبة.

مديرة الإشراف التربوي: الشعبة الصفيَّة تقسم إلى شعبتين عندما يبلغ عدد الطلاب /٤٠/ طالباً بشرط توفر الكادر التدريسي والغرف الصفية الشاغرة

وبحسب ميه تقسم الشعبة الصفية إلى شعبتين عندما يبلغ عدد الطلاب/٤٠/ طالباً وطالبة وذلك في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، بشرط توفر الكادر التدريسي والغرف الصفية الشاغرة، وفي حال وجود شعب صفية عدد طلابها أقل من/ 15/ طالباً وطالبة ولا يوجد مدارس قريبة منها، أو أن المواصلات بين المدرسة المعنية والمدارس المحيطة صعبة أو معدومة، أو أن الوضع الأمني في المنطقة متأزم، فإنّ قرار استمرار هذه الشعب يعود لوزير التربية بناءً على كتاب من مديرية التربية المعنية تبين فيه جميع المعطيات الخاصة بالمدرسة والداعية لاستمرار هذه الشعب الصفية.
حالات استثنائية
وأوضحت ميه أنه وفي ظل الأزمة تم تجاوز الحد الأعلى الحالي في بعض الشعب الصفية فهو مفتوح وقد يتجاوز 60 طالباً أو تلميذاً في الشعبة الصفية الواحدة بحسب القدرة الاستيعابية للغرفة الصفية، وذلك لأسباب منها خروج كثير من المدارس عن الخدمة بسبب الأزمة، إضافة إلى أن الأزمة تسببت باكتظاظ سكاني في بعض الأحياء أو القرى والبلدات، حيث أصبحت أعداد الطلاب في كثير من الأماكن تتجاوز ثلاثة أضعاف القدرة الاستيعابية للمدارس المتواجدة في المكان وعندها قامت مديريات التربية المعنية، إما بتحويل بعض المدارس إلى نظام الدوام الصباحي والدوام المسائي والذي لا يفضله أولياء الأمور عادةً، أو زيادة عدد الطلاب في الغرفة الصفية لعدم توفر إمكانية لدى مديرية التربية، ويفضله أولياء الأمور غالباً على الدوام المسائي لتوافقه مع سهولة النقل الصباحي والدوام الطبيعي للموظفين، كذلك أجور النقل العالية أدى إلى تفضيل أولياء الأمور المدارس القريبة من مكان السكن على غيرها البعيدة عن السكن ويرفضون التسويات بين المدارس.
وفي ردها على شكاوى مفادها أن هناك مدارس (الحلقة الثانية) يتواجد فيها أكثر من 60 طالباً في الشعبة الواحدة، فلماذا لا يتم إجراء تسوية بين الشعب أو بين المدارس القريبة من بعضها والتخفيف من أعداد الطلاب؟ أوضحت ميه أن كل مديرية من مديريات التربية تقوم بعمل التسويات اللازمة في المدارس المكتظة مع المدارس المجاورة في حال توفر ذلك، علماً أن أولياء الأمور في كثير من التسويات يقدمون اعتراضات على تسويات كهذه.

مرشدة تربوية: ازدياد عدد الطلاب وعدم قدرة المعلم على ضبط الصف تدفع بالأهالي إلى الدروس الخصوصية

خطة لإعادة توزيع الطلاب

حري بالذكر أن وزارة التربية توجّه المديريات للقيام بالتسويات اللازمة في بداية العام الدراسي حرصاً على استقرار العملية التربوية وكذلك توجِّه إلى ترميم المدارس في المناطق المتضررة التي بدأ السكان بالعودة إليها ما يخفف الضغط على مراكز المدن المكتظة ويشجع سكانها المهجرين للعودة إليها وإعادة الإعمار.
بدورها المرشدة التربوية والنفسية صبا حميشة بيّنت أن ازدياد عدد الطلاب وعدم قدرة المعلم على ضبط الصف تدفع بهم إلى الدروس الخصوصية، لافتة إلى أن كثيراً من المعلمين يبررون تقصيرهم بزيادة عدد الطلاب فانخفاض عدد الطلاب في الصف يجعل التعليم ممتعاً أكثر، وبالتالي يمكّن المعلم من استخدام إستراتيجية رائعة في التعليم، في حين أن الأوضاع الاقتصادية جعلت الوضع في المدارس الحكومية صعباً نوعاً ما، مؤكدة أن المدارس الحكومية تقدم مستوى جيداً من الخدمة، كما توفر معلمين لديهم خبرة وباع طويل في التعليم، إضافة للظروف المحيطة التي تسببت بزيادة في السكان، لافتة إلى الجهد الكبير الذي يبذله المعلم ليتمكن من الاستمرارية في العطاء من جهة ومقاومته الجهل الفكري من جهة أخرى.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
معلا يتفقد أعمال تنفيذ ملعب البانوراما في درعا ويقترح تأجيل الافتتاح بسبب تأثر المواد اللاصقة بالأمطار الوزير الخطيب: القانون رقم 30 يهدف إلى حماية بنية الاتصالات من التعديات الوزير صباغ: إمعان الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني يعبر عن سياسات إرهابية متجذرة لديه الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث طلاب المعهد الصناعي الأول بدمشق يركّبون منظومة الطاقة الشمسية لمديرية التعليم المهني والتقني أجواء الحسكة.. عجاج فأمطار الأضرار طفيفة والمؤسسات الصحية بجهوزية تامة لمعالجة تداعيات العجاج انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية في حلب بمعرض للكتاب يضم ألف عنوان أين وصلت عمليات الترميم والتأهيل لمتحف معرة النعمان وماذا عن متحف حماة وقلعتها؟ بسبب العاصفة.. أضرار مختلفة في الشبكة الكهربائية باللاذقية الرئيس الأسد يصدر قانوناً يشدد الغرامات والعقوبات على كل أفعال التخريب أو سوء استخدام شبكة الاتصالات وبنيتها