بلا عناء .. قصب الزلّ يكشف ضياعات خطوط مياه الشرب والتعديات عليها.. والمعالجة في درعا بدأت
تشرين – وليد الزعبي:
إن ضغط مياه الشرب من مشروع الإرواء الرئيسي على سفح وادي الأشعري بالريف الغربي من المحافظة، وصولاً إلى مدينة درعا وعدد من التجمعات السكانية،لا يتحسن إلا إذا تمت معالجة الضياعات التي تحدث عند نقاط وصل الأنابيب، حيث جرت إزالة التعديات الحاصلة من ضعاف النفوس على خط الدفع لري المزروعات.
الذي يسهل المهمة أن ورشات مؤسسة المياه لا تحتاج للكثير من العناء لاكتشاف موقع بعض التعديات والضياعات على مسار الخطوط أثناء مرورها في الأراضي الزراعية، لأن نبات قصب الزلّ الذي ينمو بجوارها لوجود مياه نقية يدل عليها، وهذا ما هو حاصل فعلاً في الكثير من مواقع مرور خط الدفع الرئيسي القادم من مشروع الأشعري إلى مدينة درعا، حيث تكثر مشاهدة ذلك النبات على حواف الطرقات الرئيسية أو ضمن بعض الأراضي الزراعية، ما يعني وجود تعديات أو ضياعات، لكن أحياناً وفي محاولة لتضليل عناصر الضابطة المائية، قد يعمل من يقوم بالتعدي على خطوط دفع المياه إلى إزالة النبات منذ ظهوره وبشكل متلاحق، وذلك لتجنب لفت الانتباه إلى وجود سرقة لمياه الشرب.
وبجميع الأحوال فإن الضياعات قد لا تشكل مشكلة كبيرة، وأعمال صيانتها متاحة بين الحين والآخر ولا مشكلة فيها، لكن المشكلة في التعديات التي تستنزف في فصل الصيف أكثر من نصف مياه الشرب لأغراض الزراعة، وبالرغم من قيام مؤسسة المياه بين الحين والآخر بإزالة تلك التعديات بالتعاون مع الجهات المختصة والمجتمع الاهلي، إلا إنها تعود لتحدث مجدداً.
بهذا الشأن أوضح المهندس مأمون المصري، مدير عام مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في درعا لـ”تشرين” أنه تتم بالتعاون مع إحدى المنظمات حالياً أعمال صيانة وإعادة تأهيل لعدة أجزاء على شبكة مدينة درعا وخط دفع مشروع الأشعري (الثورة / مرحلة أولى) المغذي لمدينة درعا، حيث تم الكشف على عدة نقاط على خط الدفع المذكور ومعالجتها، وذلك بهدف الحدّ من الضياعات وتحسين ضغط مياه الشرب الواصلة إلى مدينة درعا.
ولفت إلى أن الأعمال ما زالت متواصلة حتى يتم الانتهاء من صيانة جميع الأجزاء التي توجد فيها ضياعات وفق برنامج زمني موضوع لهذه الغاية، وكشف أنه تم في أوقات سابقة إزالة الكثير من التعديات التي حدثت على خط الدفع لغرض ري المزروعات، وتتسبب بقاقد مياه شرب ليس بقليل، وحالياً يجري التنسيق للكشف على بعض المواقع لإزالة التعديات الحاصلة، ما يساهم بزيادة الكميات الواصلة لمدينة درعا وتحسين ضغطها، وتالياً رفع المعاناة عن السكان بتأمين حاجتهم إليها بالحدود المقبولة.
وبيّن المصري أنه يتم التركيز أيضاً على أعمال صيانة وتأهيل الشبكة ضمن أحياء مدينة درعا، وذلك لإنهاء أي ضياعات ومنع احتمال حدوث حالات تلوث لمياه الشرب، فيما بدأ بالتوازي العمل على تنفيذ خط تغذية من دوار المالية إلى حي السحاري ضمن المدينة، وهو بطول حوالي ٢٠٠ متر وقطر ١٥٠ مم، وذلك لتأمين الكميات اللازمة من مياه الشرب للحي المذكور الذي يعاني من ضعف المياه في بعض أجزائه.
تجدر الإشارة إلى أن فصل الصيف مرّ في الكثير من أيامه قاسياً على سكان مدينة درعا وعدد من التجمعات السكانية، وذلك نتيجة قلة مياه الشرب وضعفها، ما اضطر الكثيرين لشراء المياه من الصهاريج الجوالة بأسعار باهظة وصلت للمتر المكعب الواحد إلى ٣٥ ألف ليرة، وهو لا يكفي الأسرة مع أحسن سبل الترشيد أكثر من ثلاثة أيام، والجميع يؤشر إلى مشكلة أخرى غير التعديات والضياعات، تتمثل بالآبار الزراعية المخالفة التي حفرت بالآلاف خلال السنوات السابقة، مستغلة الظروف السائدة، ومثلها لا تزال تحفر إلى يومنا هذا، بالرغم من آثارها الكارثة على واقع مياه الشرب في ظل تراجع الهطلات المطرية وتعويض ما يستنزف من المخزون الجوفي، حيث جفت العديد من الينابيع والآبار وتراجعت غزارة غيرها، ما ينذر بجفافها هي الأخرى أيضاً.