لاقت رواجاً متزايداً .. نجاح أصناف جديدةٍ من المزروعات الاستوائيّة والفلاح وجد فيها تكاليف أقل ومردودية أعلى
تشرين- نورما الشّيباني:
انتشرت في السّنوات الأخيرة زراعة الأشجار الاستوائيّة في طرطوس، هذه الزّراعة الّتي لاقت رواجاً متزايداً لدى المزارعين بعد نجاح زراعتها مؤخراً، ودخول أصناف جديدة بأسماء لم نسمع بها من قبل في بيئتنا السّاحلية، مثل فاكهة (التّنين أو الدّراغون بأنواعه والمانغو والبابايا والقشطة والشّوكولا البيضاء والسوداء، والصّنوير والعنب الصّيني والجاك فروت والباشن فروت والّيتشي)، وغيرها هذه النّباتات المداريّة الّتي فاجأت المزارع بقدرتها على مقاومة الأمراض وعدم الحاجة إلى الكثير من الجهد والوقت في زراعتها.
فرضت نفسها
مالك أحد المشاتل للمزروعات الاستوائيّة حسن محمّد أوضح لـ”تشرين” أنّ هناك الكثير من الأصناف الجديدة للمزروعات المداريّة كـ(الدّراغون والقشطة والبلاك جامبوز البابايا) وغيرها.
هذه الأصناف تنقسم إلى صنفين؛ نباتات شبه مقاومة ونباتات غير مقاومة، مثال جاك فروت هو صنف غير مقاوم يُزرع محميّ، كذلك الموز والأناناس يفضّل زراعتهما بشكلٍ محميّ.
كما أنّ المناخ حاليّاً يلائم هذه الزّراعات والخطر الّذي يهدّدها هو الصّقيع .
وبالنّسبة للتربة، فإنّ تحديد نوعيّتها والأنسب لكل نوع -حسب حسن- يعود إلى خبرة وتجربة المزارع، مثال التّربة الّلحقيّة النّهريّة، تلائم النّباتات مثل الموز والبابايا والشّوكولا السّوداء والبيضاء والدّراغون، إضافةً إلى العنب الصّيني، في حين أنّ التّربة نفسها تعدّ قاتلة لنبات القشطة والمانجو.
مضيفاً: إنّ بعض الأنواع فرضت نفسها في السّوق بأسعارٍ جيّدة مثل ( الدّراغون والقشطة والأفوكادو) وأنواع لم تفرض نفسها مثل ( الشّوكولا وبلاك جانبوز وفريز الجوافة)، وهناك أنواع بانتظار الفرصة لاستخدامها في صناعة مستحضرات طبيّة تجميليّة أو غذائيّة مثل البابايا.
سوقٌ مزدهرة
و أشار حسن إلى أنّ هناك حركة شراء جيّدة للغراس الاستوائيّة في المشتل وأنّ نسبة 40% يشترون هذه الغراس بقصد اقتناء فاكهة غريبة بغرض التّنويع، ونسبة 60% يشترونها في محاولة للبحث عن مشروع اقتصادي رَيعه عالٍ، مثل الإقبال الشّديد على غراس الموز لكونه سريع الإنتاج.
قلّة التّكلفة
من جهته أكّد المزارع أيمن حمدوش لـ “تشرين” أنّه توجّه لزراعة النّباتات الاستوائية، لكونها لا تحتاج تكلفة عالية من بذار وسماد وأدوية وتعقيم وغطاء، بل إنّ تكلفة زراعة هذه النّباتات تقدّر بـ 15% من تكلفة الزّراعات الأخرى، بالإضافة إلى حاجتها لجهدٍ أقلّ وتوفير مردود اقتصاديّ جيّد.
ضرورة دعم مزروعاتنا المحلّيّة
في هذا الصّدد صرّح رئيس دائرة الإنتاج الزّراعيّ في مديريّة الزراعة، المهندس ياسر عليّ لـ “تشرين”، أنّ غراس النّباتات الاستوائيّة توجد في كلّ المشاتل الزّراعيّة المرخّصة وغير المرخّصة في بانياس وطرطوس، وقد بلغت مساحة الأراضي المزروعة من نبات الأفوكادو 252 دونماً، والكيوي 6 دونمات، أمّا مساحة زراعة القشطة فتبلغ 253 دنم، والمانجو 50 دنم، والشّوكولا 7دونمات، والكاكي 34 دونماً، وبلغت أيضاً مساحة زراعة الدّراغون 156 دونماً، كما بلغ إجماليّ المساحة المزروعة بالموز 2125 دونماً.
و أضاف: إن الحرارة الحدّيّة لهذه النّباتات هي 15 درجة شتاء والمثاليّة للنّمو هي 25°- 35° وأنّ ما يهدّد حياة هذه النّباتات هو الصّقيع والبرد، منوهاً بأنّه من الضّروري توافر الأسمدة والرّيّ .
الهروب من التكاليف المرتفعة
و أوضح علي أنّ ما دفع المزارعين لزراعة النّباتات الاستوائيّة هو هروبهم من التّكاليف الباهظة للمزروعات المحميّة، و أنّ ما يتوجّب عمله لحماية مزروعاتنا المحلّيّة هو دعم تكاليف الإنتاج ومستلزماته بالإضافة إلى تأمين سوق لتصريف المنتجات محلّيّ وخارجيّ .
وأكّد أنّ مديريّة الزّراعة تشجّع كل زراعة لصالح المزارع على ألا تكون عشوائية من دون موافقة البحوث العلميّة الزّراعيّة ووزارة الزّراعة.